نصر فتحى اللوزى يكتب: ذكريات لا تنسى وحاضر مؤلم

الجمعة، 05 أكتوبر 2018 01:00 م
نصر فتحى اللوزى يكتب: ذكريات لا تنسى وحاضر مؤلم حرب أكتوبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ 45 عاما مضت ويوم السادس من أكتوبر، وأيضا العاشر من رمضان الذى انفصل بفعل الفرق بين العام الميلادى والعام الهجرى، فأصبحنا نحتفل بنصر أكتوبر العظيم مرتين، منذ أن عدنا من تحقيق النصر العظيم بعد العبور، وسحق كل النقاط الحصينة لخط حاييم بارليف، حقا ينتابنى الإحساس بالفخر، ينتابنى الإحساس بأنى وزملائى منهم الشهداء الذين احتضنتهم رمال سيناء، والجرحى (وأنا واحد منهم) الذين تعطرت نفس الرمال بدمائهم الطاهرة الذكية، بأننا جميعا قدمنا أعز ما نملك لمصرنا الغالية التى تستحق أكثر مما قدمنا، إنها صاحبة الفضل علينا، وليس لنا فضل عليها.

إنها كنانة الله سبحانه وتعالى فى أرضه، وأعود بذاكرتى إلى حيث كانت حرب الاستنزاف التى حققنا فيها انتصارا وكبدنا العدو خسائر فادحة، وقد أصيب قدمى اليمنى بكسور، ثم شج رأسى، ثم تناثر الشظايا التى استقرت داخل بطن ساق القدم اليمنى، ثم إصابة قطعية للجانب الأيسر من البطن، وعند وصولنا إلى مركز الإمداد بالرجال الملحق بالمستشفى العسكرى بكوبرى القبة، جاء زميل لنا من ضباط سلاح التوجيه المعنوى وكان يسأل كل منا نفس السؤال (هل تفضل البقاء فى الخطوط الخلفية أم تعود إلى خط النار؟) وكانت الإجابة قبل يتم الاستماع إلى بقية السؤال (أعود إلى الخطوط الأمامية لأداء دورى من أجل مصرنا العزيزة)، وكان يرقد فى السرير المجاور لى على الجانب الأيسر (مقاتل أصابه النابالم وكانت الإصابة يقشعر لها البدن... على إثر الإصابة فقد  قدميه إلى ما فوق الركبتين، ويديه إلى أسفل الكتفين)، وقبل أن يستمع إلى السؤال (إذا به يصرخ أعود إلى موقعى وأساهم بقدر ما أستطيع من أجل مصر)، نعم إنها الوطنية الحق الصادقة التى عشناها ومازلنا بروح أكتوبر نعيش، لكن وفى كثير من الأحيان نرى الفساد الذى ينهش فى عظام مصر يؤلم كل من عاش أيامنا على أرض سيناء الحبيبة.

ومنذ أيام قليلة رن جرس التليفون بمنزلى وإذا بالمتحدث زميل لى بفترة التجنيد بالقوات المسلحة وتطرق الحديث إلى مدى التضحية التى قدمها الجيل الذى نحن من رجاله... وإذا بى أسمع منه (لو أن هذا الفساد كان موجودا خلال الأيام التى عشناها حربا وعبورا وتحقيق النصر لمصر لكانت الرصاصات التى اخترقت صدور الأعداء بأيدينا لسكنت فى صدور الفاسدين المفسدين أولا: إنهم مصريون يعيشون بيننا (اللهم انصرنى على أصدقائى، أما أعدائى فأنا كفيل بهم)، إنهم يتسترون بيننا بالفضيلة وهم لا يعرفون لها معنى... إن (بعض) التجار المستوردين عاثوا فى الاقتصاد المصرى فسادا، بأفعالهم الشيطانية تم تحويل المبالغ الطائلة من العملة الأجنبية تحت (نصباية) الاستيراد، ثم تم تزوير مستندات الشحن بأقل من القيمة الحقيقية بنسبة 90% للتهرب من سداد القيمة الجمركية على القيمة الحقيقية للبضائع الواردة وتبع جريمة التهرب الجمركى جريمة التهرب الضريبى... ثم الطامة الكبرى جريمة غسيل الأموال... وارتكب بعض المستوردين منهم أبشع الجرائم الأخلاقية لهدم الاقتصاد المصرى تنفيذا لتعليمات الإخوان اللا مسلمين.

لو كان ذلك موجودا على أيامنا لكانت الرصاصات عرفت طريقها إلى صدر كل أفاق لص أثيم منهم... ولما تم كشف المستور من ألاعيبهم وتم تحصيل الجزء البسيط من سرقاتهم... صارت ألسنتهم بالكذب والزور والبهتان أدوات القذف فى أعراض وكرامة وشرف رجال أطهار قدموا حياتهم من أجل مصر... وما يزيد النفس أسفا تصديق بعض الناس لتلك الافتراءات والكذب والبهتان والزور دون إعمال للعقل لمعرفة الطيب من غث القول... وا أسفاه كان هؤلاء اللصوص فى أولى خطوات حياتهم الطفولية ومنهم من لم يأت للحياة بعد ونحن نقدم أرواحنا من أجلهم... وكان الرد منى أننا كنا ندافع عن أرض مصر لاسترداد الكرامة والعزة والشرف لمصر وللعالم العربى ... أما ماتخلل الحياة اليومية من هؤلاء اللصوص فإننا يا عزيزى كلنا عيون للرقابة الإدارية وكل الأجهزة الرقابية ... ولن يحتوينى الحزن لحظة على دماء تساقطت على أرض سيناء ... ولا جروح وإصابات هى فى الواقع أوسمة نحملها حتى الممات ... من أجل مصر.

إن الأجيال التى تعاقبت أصاب بعض أفرادها عدم التقدير الصحيح وإعطاء الحق لكل من شارك فى تحرير أرض الفيروز ... وقدم العزيز والنفيس من أجل أن يعيش الأبناء والأحفاد تحت مظلة الأمن والأمان ... لا تحزن يا صديقى فإن ابن مصر البار السيسى أطلق مبادرة أعادة بناء الإنسان ... التى بها يعود الإنسان إلى الطريق السوى فكرا وسلوكا ... وإيمانا ... مع الذوبان فى تراب الوطن ... ولا يصدق كل ما يسمعه من كل أفاك أثيم ... ولا نصف ما يراه من بعض أشباه الرجال ... لتحيا مصر برجالها الشرفاء الأطهار الأوفياء.

تحيا مصر .. تحيا مصر ... تحيا مصر










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة