محمد خالد السباعى يكتب: انقضى الحفل

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 02:00 م
محمد خالد السباعى يكتب: انقضى الحفل اتوبيس نقل عام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انقضى الحفل، وانفض الجميع، وسرعان ما سلك كل منا طريقه، فمن جاء بسيارته تحرك فى لحظاتها، ومن انتظر سيارة مؤجرة لم تأخذ الكثير من الوقت حتى القدوم وتحرك هو الاخر بدوره، ولم يتبقى سوى اسيرى النقل العام، من يعاندون ساعات اليوم فى المضى، من يتخذون من كراسيهم فى النقل العام شبه مأوى من الزحام، من يحتفظون بما تبقى من عقولهم داخل سماعات الاذن التى دائما تحجب عنهم كثير من ضوضاء وصخب الشارع.

 

 تحركت الفئة العظمى، وسرعان وبدأ التخلى عن التنمق المفتعل لالتقاط الصور التى كانت الشىء الوحيد الصادق على مدار اليوم، فثمانية ازرار مقفولة اصبحت ستة للشباب،  وحذاء بكعب عالى اصبح حذاء رياضى للشابات، وقميص ثُنيت اكمامه عوضا عن غلق أساورها التى كان هذا وضعها فى بداية اليوم، وشعر مهندم لا بأس أن يتحول الى هائش نتيجة لهواء نافذة الحافلة التى لا تملك أن تغلقها، فلو اغلقتها من الممكن أن تختنق لذا فتركها على مصرعيها كان خيارا وحيدا، تحول كل شىء منذ انتهاء الحفل.

 

 وتُرِك كل شخص مع شهادة تقدير جهوده ينظر لها متسائلا "هل كان للشهر الماضى اهمية كبيرة كما يدَّعون ام أن جميعنا نتساوى فى النهاية ؟" سؤالا طالما دار فى عقلى بعد كل خطوة، كبيرة كانت ام صغيرة، فى الحياة بشكل عام، فليس هنالك ضمانات مهما حدث، لا اعلم الى اين ؟، تُرِكنا جميعا دون اجابات، شهادات وصور، ذلك كل ما تبقى لنا، كل ما اتمناه أن لا اتساوى مهما حدث، أن اقول يوما "كان يستحق العناء"، لا اكثر من ذلك صدقنى، ففكرة أن تكون نسخة من كثير مؤلمة جدا، اختفاء الهوية وانعدام الظهور، مسايرة التيار صدقنى من الممكن أن يدفعك للجنون .

 

 لكن لا عليك فاكثر ما اتمناه حاليا أن اصل حلوان باسرع وقت، فهذه الستة ازرار لم تعد كافية احتاج أن افكهم جميعا، فالجو العام للحفل ما زال يلاحقنى واحتاج أن اتملص منه قدر  الامكان، فلا يوجد صور بعد الان، وتأنقى المفتعل لم يعد له اهمية حاليا....

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة