خبر جد سعيد من الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، بلغ عدد المتقدمين لوظائف الصندوق السيادى المصرى «صندوق مصر» 400 شخص، منهم 220 لوظيفة المدير التنفيذى للصندوق، والباقون للوظائف الأخرى، وأن التقدم لمنصب المدير التنفيذى تحديدًا شمل عددًا من الكوادر المصرية المتميزة من داخل مصر وخارجها إلى جانب عدد كبير من الكفاءات الأجنبية.
أى نعم الكفاءات الأجنبية، مربط الفرس ، هنا يستوجب التوقف والتبين، يقينا، هو انقلاب فى الفكر الحكومى المصرى، تولى مدير أجنبى «كفاءة» إدارة صندوق سيادى مصرى لو حدث سيكون نقلة نوعية سيتحدث عنها الركبان.
خطوة ستثير جدلاً وطنياً مهماً حميداً، الإدارة المصرية تنفتح أخيرا على مدارس وخبرات إدارية أجنبية حديثة لتطوير الإدارة المصرية فى مستوياتها العليا وتنقلها نقلة ضرورية تأخرت طويلا عن مدارس إدارية عالمية حلقت عالياً باقتصاديات نامية لحقت بركب الدول المتقدمة.
إقبال مثل هذه الخبرات الأجنبية على وظائف الصندوق السيادى الوطنى حدث مهم، والمهم انفتاح الإدارة المصرية على استقدام مثل هذه الخبرات، تلقيح الإدارة المصرية التى أصيبت بالعقم الإدارى بخبرات أجنبية ضرورة ويستلزم شجاعة سياسية حدثت.
الانغلاق، ورفض الآخر، والشوفونية المصرية المتحكمة فى عقل الدولة المصرية تحت دعاوى الوطنية كلفتنا كثيرا، تأخرنا حتى صرنا فى نهايات الركب العالمى فى الإدارة القائمة على أحدث منتوجات العصر إدارياً واقتصادياً.
نحن لم نقدم لعلوم الإدارة الحديثة جديدا يذكر، المديرون المصريون يحتاجون إلى خبرات أجنبية جديدة تطور الأداء، ما اعتمد فى كرة القدم نموذج ومثال، وفى الشركات المشتركة نموذج آخر ومثال، وفى الشركات الأجنبية العاملة على الأراضى المصرية نموذج ثالث ومثال، لماذا تربح الشركات الأحنبية على الأراضى المصرية وتخسر مثيلاتها المصرية، لماذا لا نجرب جديدا؟..
علينا أن نتحلى بشجاعة الاعتراف بأننا لم نقدم ترياقاً ناجعا لإقالة الأصول المصرية العتيقة من عثرتها الإدارية، ورزحت الإدارة المصرية ردحا طويلا من الزمن تحت وطأة العجز عن اتخاذ قرار بتحرير الإدارة من ربقة الشعبوية الوطنية والشوفونية التى كلفتنا ما لا طاقة لنا على الاستمرار فى نهج انتهى بنا إلى حزمة من المؤسسات والشركات الخاسرة بفعل الإدارة العاجزة عن ملاحقة التطور العالمى الذى جعل من رؤساء بنوك مركزية فى دول عريقة من الأجانب، ليس مهما الجنسية، ولكن مهم الخبرة الدولية.
أخشى ونحن بصدد القائمة الطويلة أن تتحكم الشوفونية المصرية فى الاختيارات فى ترجيحاتها النهائية، وأن تقدم الخبرات المصرية على ما دونها، وأن تنحاز إلى المرشح المصرى لكونه مصرياً، أو تأخذ بالأسباب وتفضل مصريا يحمل الجنسية الأجنبية حتى لا تذهب بعيدا عن الجنسية المصرية فى الاختيارات.
علينا أن نجرب، وأن نغادر مربع الخوف من الإدارة الأجنبية، ولطالما كانت الفكرة قائمة فلم لا تأخذ حظها من التجريب، استزراع المديرين الأجانب فى التربة المصرية أصعب بكثير من استزراع الصحراء، يلزم كثير من الشجاعة للخروج إلى الصحراء، يلزم كثير من الجرأة فى استزراع التربية البيروقراطية بأصناف جديدة تماما، تقاوم الآفات التى عطلت الإدارة المصرية طويلا وأعجزتها تماما عن إنقاذ الاقتصاد المصرى من عثرته بحق نقلة تحتاجها الإدارة، هل تقبل البيروقراطية المصرية العتيقة مديراً أجنبياً لصندوق سيادى مصرى؟.. الإجابة فى بطن الشاعر، وهنا الوزيرة هالة السعيد.
عدد الردود 0
بواسطة:
فرعون
انت رائع
أستاذ حمدى. انت رائع كالعاده . سوف يهاجمك كثيرون .
عدد الردود 0
بواسطة:
gm
رأى صائب 100%
الذى اتعلمته من عملى مع الادارة الاجنبية فى مدة سنتين يفوق ما تعلمته فى 20 سنة , حيث الحداثة فى كل شئ والتخلص من القوانين العفنة التى تسببت فى انهيار شركات كثيرة بسبب سوء الاداره واقرب مثال القومية للاسمنت التى انهارت بسبب سوء الادارة