وائل السمرى يكتب: الدين لله والرصاصة للجميع.. الواقعة الإرهابية بالمعبد اليهودى بأمريكا تذكرنا بأحداث مسجد العريش والنرويج 2011.. لا تهم ديانتك أمام الرصاص فلكل ديانة مضطهديها ولكل طائفة من يعاديها

الأحد، 28 أكتوبر 2018 12:48 ص
وائل السمرى يكتب: الدين لله والرصاصة للجميع.. الواقعة الإرهابية بالمعبد اليهودى بأمريكا تذكرنا بأحداث مسجد العريش والنرويج 2011.. لا تهم ديانتك أمام الرصاص فلكل ديانة مضطهديها ولكل طائفة من يعاديها حادث المعبد اليهودى .. وائل السمرى
وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يهمنى كيف تفكر أو فى ماذا فكرت حينما سمعت عن تلك الأحداث المؤسفة التى وقعت فى أمريكا اليوم، لكنى يهمنى فى المقام الأول أن تعرف أن هناك دماء بريئة سالت اليوم، وأرواح مسالمة قد أزهقت اليوم، وبيوت كانت تضىء بالسلام أظلمت اليوم.

 

الأخبار تقول إن شخصا مسلحا تمكن مساء أمس من دخول معبد يهودى فى منطقة بيتسبرج التابعة لولاية بنسلفانيا، وأطلق النار على المتواجدين ليقتل ويصيب ما يقرب من 17 شخصا، وآخر التقارير تقول إن القتلى لن يقلوا عن 11 شخصا، وأصابع الإدانة تتجه إلى مواطن أمريكى معروف بتعصبه وتشدده، ولا تشير الأخبار أو التقارير إلى ديانته لكنى أستبعد أن يكون مسلما، فلو كان مسلما لعرفنا على الفور، وفى الحقيقة لا يهم هنا أمر ديانته، لكن ما يهم هو أننا نعرف أن الإرهاب لا يتورع عن فعل أى شىء فى أى وقت، وأن العالم الذى سار فى طريق التعصب وإشعال الصراعات يحصد الآن ما زرعت يداه، وأن القتل الذى يعد الجريمة الأبشع إنسانيا صار أقرب إلينا من أى شىء، وأن حرمات بيوت العبادة مازالت قيد الانتهاك، لا يهم إن كنت يهوديا أو مسيحيا أو مسلما، فلكل ديانة مضطهدوها، ولكل طائفة من يعاديها مثلما لكل زرع آفة.

المعلومات الأولية عن المشتبه به فى هجوم يوم السبت على المعبد اليهودى فى بيتسبرج بولاية بنسلفانيا تقول إنه أمريكى من أهل المدينة عمره 46 عاما يدعى روبرت باورز وكان قد نشر رسائل معادية للسامية على مواقع التواصل الاجتماعى، ووفقا لوكالة رويترز فقد كتب قبل ساعتين من اقتحامه للمعبد هاجم باورز الجمعية العبرية لمساعدة المهاجرين المعروفة اختصارا باسم (هياس) على موقع (جاب) للتواصل الاجتماعى قائلا: "تحب "هياس" جلب الغزاة إلينا وهى بذلك تقتل شعبنا، لا يمكن أن أجلس وأنا أرى شعبنا يذبح" وقبل نحو شهر نشر باورز صورا له وهو يتدرب على الرماية ومجموعة من ثلاثة مسدسات سماها ”عائلة جلوك“ الخاصة به. وجلوك اسم نوع من المسدسات، ومن هذه التدوينات نعرف إن هذا الشخص مثله مثل الملايين الآخذين فى التزايد فى أوروبا وأمريكا يحتقرون بقية شعوب العالم ويعتبرون أنفسهم أرقى من بقية البشر وأهم، ولذلك يعادون الهجرات، ويقفون وراء أى تقارب ما بين الشرق والغرب، وينزعجون من أى نشاط إنسانى تقوم به أى جمعية أو حكومة أو مؤسسة لا ترفع شعارات الرجل الأبيض ولا تعلى ثقافته.

 

من حيث التكنيك تذكرنا هذه الواقعة بواقعة قتل شهدائنا الأبرار فى مسجد الروضة بالعريش والتى راح ضحيتها حوالى 305 مسلمين أثناء صلاة الجمعة، ومن حيث الأفكار فتذكرنا هذه الواقعة بواقعة قتل استهدف فيها النرويجى أندرس بهرنغ بريفيك قتل 85 شابا فى معسكر لشباب الحزب الحاكم بجزيرة أوتايا متنكرا فى زى ضابط شرطة، ثم فتح النار على المراهقين، هذه ضد الإسلام والمسلمين، وهذه ضد الأوربيين المعتدلين، وحادثة اليوم ضد جمعية يهودية وأفرادها الذين يساعدون المهاجرين اليهود، الرصاصة واحدة والتعصب واحد، والقتل للجميع، مهما اختلف الأديان وتنوعت المشارب.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة