تعد حملة "قادرون باختلاف" من أعظم الحملات القومية لدعم ودمج ذوى الاحتياجات الخاصة بالمدارس، وتمثل الخطوة الداعمة للملتقى الأول العربى، فقد استطاعت المبادرة أن تزرع أول بذور الأمل على دروب الواقع، فهى بمثابة ضوء أخضر لشن حملات قومية أكثر لتساند فكرة الدمج، ومن ثم تسقى تلك البذور حتى تزهر بمزيد من التفاؤل الذى يجعل ذوى الاحتياجات الخاصة يقبلون على الحياة بنظرة مشرقة متطلعين إلى مستقبل أفضل.
استطاعت الحملة أن تجمع كافة مقومات الجمال، ومنها: الفكرة الملهمة وكيفية صياغتها بطريقة محببة، الصورة المبهجة التى تنم عن القوة، أبطال الحملة الذين برزوا الإرادة فى أبهى صورها، العزيمة الكامنة داخل كل نشاط يقومون به، استخدام جمل مثل "أنت عندك أكتر من كده" تدل على الإيمان الكامل بأن ذوى الاحتياجات الخاصة يملكون الكثير من الإمكانيات التى تؤهلهم إلى مكانة أفضل، استخدام نوع نشاط مثل "السباحة" فقد يبدو للمشاهد الطبيعى أنها من النشاطات التى يصعب على المعاق ممارستها، فتأتى إليه الصورة لتصحح معتقداته حينما يشاهده يحقق نجاحا منقطع النظير فى السباحة وغيرها من النشاطات التى قد تبدو شاقة على الإنسان الصحى لا على ذوى الاحتياجات الخاصة فحسب.
والأهم أن يتم إظهاره بطريقة مقبولة وبثياب مهندمة ومظهر منمق حتى نزيل تلك الصورة المزرية القديمة التى ترسخت فى عقول المشاهدين،
فلنتخلى عن الثياب الممزقة الأحذية المهترئة، والشعر المتسخ، والوجه الملطخ بالأتربة، بالإضافة إلى الكاميرا التى تلتهم دائما الإعاقة بعدساتها وتتعمد إغفال جوانب القوة التى تتضمنها الشخصية.
علينا أن نتحلى بالرقى، ونعلم أنه يمثل فئة قد تكون حققت تفوقا دراسيا وتميزا فى شتى مجالات العمل، ولكن مازال الإعلام يصر على وضعهم فى قوالب غير مرضية، وإظهارهم بشكل غير مقبول، وكذلك البرامج التليفزيونية تستطيع أن تفتح أبوابها لذوى الاحتياجات الخاصة كمقدمى برامج يناقشون أحوالهم ويسردون مطالبهم تدعيماً لفكرة الدمج والتأكيد عليها، وأن نمحو فكرة أن يكونوا ضيوفا منكسرين أمام غيرهم من المذيعين والمسؤولين.
"قادرون باختلاف" حملة انبثقت من رحم المؤتمر، آملين من خلالها أن تكون باكورة عهد جديد، يحلم فيه ذوو الاحتياجات الخاصة بحياة كريمة قوامها العدل والمساواة وتوفير كل سبل الدعم التى تمكنه الاندماج بالمجتمع والانخراط بين أعضائه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة