عندما تظهر اللافتات المكتوب عليها «دير سانت كاترين»، يضيق الطريق أمام مرتاديه، وهم يتجهون نحو قمم الجبال المرتفعة، مسافة ليست بالبعيدة حتى تلوح فى الأفق أسوار حصن منيع، لتشير بقرب بوابة «أقدم دير للعبادة فى العالم» على أرض سيناء المقدسة، والذى يأتى له الحجاج المسيحيون من كل أنحاء العالم، ويحن إلى بقعته المقدسة المسلمون قاطبة.
قبل أسوار الدير تستقبلك أشجار الزيتون المعمرة، شاهدة على تاريخ الدير المقدس، لتتوقف العربات وتبدأ الوفود فى النزول إلى الأرض الصخرية يعلوها الرمال، ويقف الجميع أمام بوابة حديدية صغيرة لا تتسع إلا لفرد واحد لونها يميل إلى الأخضر، إنها «بوابة الأسرار» التى يقبع خلفها الوادى المقدس، حيث ناجى موسى ربه وتلقى الوصايا العشر.
الدير المحفور فى قلب الجبال ويقع تحت قمة «كاترين» أعلى قمة فى الشرق الأوسط، له طابع معمارى خاص، وله رهبة روحانية ليس لها مثيل، فمنذ أن تطأ قدمك أرض الدير الحجرية تشعر أنك انتقلت إلى عصر آخر، وتخوض فى غمار قصة نبوية لازالت آثارها موجودة فى كل بقعة على تلك الأرض الطاهرة، هذا بخلاف الروايات عن تاريخ الدير على مر العصور والتى امتزجت فيها الحقيقة بالأساطير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة