إن الظواهر التى تحيط بمجتمعنا اليوم ما هى إلا خروج عن المألوف وعن طبائع شعب مصر الأصيل. ذلك الشعب الذى تربى وتعلم على المحن والظروف العصيبة. التى بدورها أخرجت أعظم الأجيال.
فاليوم نجد الصغير لا يحترم الكبير ولا يستمع لنصائحه ليستفيد من خبراته. بل نجده يأخذ الأمور دون حساب مستمعاً فقط إلى عقله. الذى لا يتجاوز عمره بضع سنوات. وأصبح أيضاً الكبير لا يحنو ولا يعطف على الصغير.ضاع التراحم والود بين هذا وذاك.
والسبب فى ذلك التشبه بأخلاق ليست أخلاقنا بل هى استيراد لثقافات غريبة على مجتمعنا . ليست من طبائع هذا الشعب الأصيل.
وإن سئلت عن هذه الثقافات تكون الإجابة بأنها لمواكبة التقدم والتطور الذى تشهده الدول والعالم من حولنا. وأن نكون فى ركب هذا التقدم والتطور.وذلك حتى لا يطلق علينا المجتمع المتخلف ذو العقلية الرجعية المتخلفة.
وإن نظرنا إلى جزء من هذه الثقافة نجده يستمد معظمه من المسلسلات والأفلام والبرامج والتى يكون أبطالها محط أنظار وإعجاب الكثير.
فلا الصغير أصبح يحترم الكبير ولا الكبير بات ينظر إلى الصغير نظرة العطف التى نرجوها.
بل وزاد الأمر حينما تم بظاهرة البلطجة. حيث صورت ظاهرة البلطجة بأنها الأفضل فى جلب وإعادة الحق لأصحابه. وإعطاء كل ذى حق حقه.
لا بد وأن نعود إلى الأخلاق الطيبة. أخلاق أهل القرية الصغيرة الطيبة. الكل يقف بجوار وجانب أخيه وجاره فى السراء والضراء كتفاً بكتف . لا يدخر الجهد فى مساعدة جاره.
فهذا الفلاح والذى تعد ماشيته هى رأس ماله فمنها يحصل على اللبن يومياً. قد سقطت مكسورة. فأرسل للجزار مسرعاً ليلحق بهيمته ليذبحها خشية أن تنفق .وما أن علم الجيران بمصيبته حتى تجمعوا حول الجزار مسرعين. وما إن فرغ الجزار من ذبح وتقطيع البهيمة. حتى قام أحدهم موجهاً كلامه للجزار زن لى 5 كيلو. والاخر زن لى 3 كيلو وهكذا . إلى أن فرغ من توزيع البهيمة.
ما حاجة هؤلاء الجيران كى يفعلوا ما فعلوه . هل هم فى حاجة إلى تلك القطع من اللحم . لا والله بل أرادوا بذلك أن يرفعوا الحرج عن صاحب تلك الدابة فى مد يد العون والمساعدة . وكل منهم أخرج ثمن ما حصل عليه من لحم البهيمة. إلى أن تجمع لديه ثمن ماشية جديدة يستطيع شراؤها . والتى تعتبر هى رأس مال أسرة بكاملها.
إنه نظام تكافلى من نوع جديد . لم تشهده البرامج والمسلسلات والأفلام . بل هو نظام على فطرة وطبيعة الشعب المصرى. الذى تربى على مثل تلك الظروف بل وأشد منها.
ما أجل التسامح والتعاطف بين أبناء شعب مصر الطيب بطبعه . بين المسلم وأخيه المسلم. وبين المسلم وجاره المسيحى.
الذى نراهم يتبادلون التهانى فى الأعياد. وعيادة المريض . والوقوف جنباً بجنب أوقات الشدائد والمحن.
ألا يستحق الأمر غرس تلك الروح الطيبة مرة أخرى. بداخل المناهج بالمدارس .وتنقية ما يعرض على الشاشات فى عصر القنوات المفتوحة.
وأخيراً أختم كلماتى بأن الراحمون يرحمهم الرحمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة