ريمون ميشيل يكتب: فضائل من حياة المسيح "الجزء التاسع"

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 10:00 ص
ريمون ميشيل يكتب:  فضائل من حياة المسيح "الجزء التاسع" المسيح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ونحن على مقربة من انتهاء جولتنا فى حياة السيد المسيح اُريدك أن تتذكر الآن أن تلك الفضائل هى بمثابة القوانين الأساسيه للوصول إلي السعادة فى الحياة. كنا قد انتهينا فى المقالة السابقة من ذِكر 13 فضيلة، فهيا بنا لنستكمل سوياً الجزء التاسع وما قبل الأخير من تلك السلسلة.

الفضيلة الـ14: "البسـاطــة"  بملاحظة حياة البعض من البسطاء وفحصها بالتدقيق جيداً استخلصت إليكم اليوم تلك القاعدة الهامة لكي تَظَل دائماً فى أذهاننا  "إن أبسط الناس أعظمهم بين الناس" والبسيط هو شخص غير متكلف فى كلماته وأفعاله ولا ينظر إلي الأمور بالتعقيد ولا بالجدال الكثير المرهق للنفس ولكن جميع أموره تسير في سهولة ومحبة، وتلك البساطة التي يتمتع بها تجعله ينشر السلام والراحة فى نفوس من حوله.

والسيد المسيح منذ ميلاده الذي كان فى حظيرة للأغنام ، وامتداد فترة حياته على الأرض والتي لم تتجاوز الثلاثة والثلاثين عاماً والتي قد كُتب عنها إنه لم يكن يجد فيها أين يسند رأسه، وحتي قبره الذي دُفِن فيه لم يكن ملكاً له بل قد كان قبراً مُستعاراً من شخص يُدعي يوسف من بلدة الرامه.

تأمل معي فى حياة مُعلِم عظيم قد كَتَب عنه القديس متي الرسول أحد تلاميذه الأثني عشر أن شهرة السيد المسيح قد انتشرت فى الجليل ومدن شرقي الاردن وأورشليم واليهودية، والذي كان لابد له أن يعيش في عظمة وكبرياء ، لماذا اذن عاش بتلك البساطة ؟!   أليس كل هذا قد كُتب حقاً لأجل تعليمنا؟!

ذات يوم كان السيد المسيح في اليهودية وأراد الأهالي أن يقدموا أبناءهم لينالوا بركة من السيد المسيح فقام التلاميذ بمنعهم، فكيف ينشغل ذلك المعلم العظيم ذو المكانة الرفيعة بمثل تلك التفاهات الصغيرة فاحملوا أولادكم بعيداً ، وظنوا إنه سيوافقهم الرأي ، وأما هو فقد وبَخَهم وقال لهم: دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم ثم حملهم وباركهم ، وهنا قد مزج السيد المسيح بين فضيلتي البساطه والتواضع.

بعدما قام السيد المسيح باختيار تلاميذه الإثنى عشر مباشرة اجتمع بهم أولاً ليقدم لهم أهم النصائح والوصايا التي يجب عليهم تطبيقها وكانت من أوائل تلك التعليمات قوله لهم : كونوا بسطاء كالحمام ، فطبيعة الحمامة هى النقاء والبساطة ولذلك قد جُعلت رمزاً للسلام فى العالم ، وبالرغم من عمق معرفته وعلمه كان يتكلم للجموع دائماً بالأمثال التى تُبَسِط تعاليمه للعامة حتى يتسني للجميع الفائدة، لكي لا يقول أحد لأخر إن هذا المُعلم عظيم حقاً وكلماته رائعة ولكني لم أفهم شيئاً من تعاليمه ، بل كانت تعاليمه دائماً تجمع بين عمق المعرفه وبساطة الأسلوب والكلمات.

وتلك البساطة التى أمر  بها الرسول بولس أهل كورنثوس ان يجتهدوا لكي لا تنسي اذهانهم تلك البساطة التي كان يتمتع بها السيد المسيح ، كما أمر أيضاً أهل فيلبي قائلاً لهم: افعلوا كل شيء بلا مجادله ودمدمة لكي تكونوا بسطاء فى هذا الجيل المُعوَج ، حتي تُصبحوا بين الناس كأنوار تُضيء لهم العالم.

وأخيراً تذَكَر نصيحة السيد المسيح  أن بداية البساطة هي النظرة البسيطة للأشياء ، فقد قال للجموع إن نور الجسد هو العين فإن كانت نظراتك بسيطة فكل جسدك سيُصبح طاهرا ونقيا وبسيطا، فاجتهد أن تكتسب فضيلة البساطة لتحصد الكثير من ثمارها العظيمه في حياتك.   أترككم في رعاية الله إلي أن نلتقي معاً فى الجزء القادم والأخير.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة