محمد عادل طه يكتب: الإخوان والتغرير بالشباب.. عن الأزهر والمواجهة الفكرية المطلوبة

الأحد، 21 أكتوبر 2018 10:00 ص
محمد عادل طه يكتب: الإخوان والتغرير بالشباب.. عن الأزهر والمواجهة الفكرية المطلوبة جماعة الاخوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعيداً عن الحلول الأمنية والمطلوبة فوراً فى أحيان كثيرة مع من يرفع السلاح ولا يفهم إلا لغة القتل والتفجير، لطالما كان الحوار والإقناع الفكرى العنصر الأهم والأكثر فائدة وجدية للتعامل مع مختلف الأفكار المتشددة، الرد على أفكار التنظيمات الدينية المتطرفة وتفنيد حجتهم وكسر منطقهم هو المضاد الحيوى الفعال والعلاج الأكيد لوقف نمو تلك التنظيمات، وتقليل استقطابهم للشباب استغلالاً لمصطلحات رنانة من قبل اختصاص أنفسهم زوراً وبهتاناً بقول "كلمة حق عند سلطان جائر" وغيرها من المصطلحات الرنانة التى تستخدم فى غير مواضعها لتثير حمية الشباب وتداعب حماسهم فيندفعون منخدعين للدفاع عن أيادٍ ملوثة بالدماء وينخرطون فى إيذاء المجتمع ودفع تروس القتل والإرهاب واهمين أنفسهم بالجهاد فى سبيل الله، معتبرين فى أفعالهم نصراً للإسلام وغيرةً على الدين بينما واقعهم أنهم تحولوا إلى بيادق لا قيمة لها بيد قيادات لا يعرفون سوى لغة المصلحة والمكاسب ولا يعتبرون ذلك الشباب إلا وقوداً يجب أن يحترق فى سبيل إيصالهم إلى السلطة، محرضين إياهم على العنف ودافعين بهم إلى حتفهم بكل رخص.

كان للأزهر الشريف نصيب من ذلك العنف والتحريض حيث شهدت مشيخة الأزهر الكثير من الهجوم والمحاولات للإطاحة بالإمام الأكبر أحمد الطيب، فى خطوة استباقية لمحاولة تفكيك الركن الرئيس والمؤسسة الأهم فى أى خطة مستقبلية لدحض تلك الجماعات فكرياً.

يخرج الإخوان بمختلف كياناتهم بين الحينة والأخرى ببيانات مملة ومتكررة هى أشبه بإعلانات الحرب، وإعلانات استمرار عنف واضحة، ثم يكذبون ويقولون هذا ليس عنف وانما هذا اعتراض أو انتفاضة سلمية، صار التعدى على الأرواح وترويع الآمنين وإتلاف المرافق العامة ديناً وثورة ورغبة فى الخير والنفع، لو رجعنا إلى المنطلقات التى انطلقوا منها وبحثنا على أى أساس قد يستجيب أفرادهم لمثل ذلك لوجدنا دافعهم دينياً حماسياً، وترى مرجعياتهم الدينية تبرر ذلك لهم، فهذا شيخ يؤصل لأن التعدى على الناس سلمية، وذاك متلحف زوراً وبهتاناً بزى الأزهر فى استديو إعلامى تركى يوضح كيف أن إحراق السيارات والمنشآت واجباً دينياً!

فى وقت من الأوقات استطاعت تيارات معينة نزع جزء من الهيبة والاحترام والاهتمام التى لطالما كنه جمهور المصريين للأزهر الشريف كمؤسسة ولرموزه، وتمكنوا من اجتذاب شريحة ما من الجماهير نحو أشخاص معينة صنعوا منهم رموزاً وحاولا تصديرهم كعلماء دين رغم عدم أهليتهم، وحرصوا فى كل حين على الانتقاص من الأزهر ورموزه وأئمته، وبالعزف على هذا الوتر تمكنوا من إقناع منتسبيهم ومؤيديهم بصم آذانهم عن خطاب الأزهر المتسامح وفتحها فقط لهؤلاء الأشخاص، ومهمتنا الحقيقية هنا قبل طرح الفكرة وتفنيد الحجة هى فتح تلك الآذان الصماء مرة أخرى وإعادة الاهتمام والاحترام للأزهر وعلماءه فى تلك النفوس لنتمكن من الوصول لهم وحينها سيسهل دحض أباطيل تلك التيارات لأنها بالأساس أفكار متهاوية لا تتماشى مع صحيح الدين ولن تصمد كثيراً حال نقاشها عن علم واطلاع، وتعويلنا وآمالنا هنا فى محلها بإذن الله بوجود شخص بقيمة الإمام الطيب على رأس هذه المؤسسة العريقة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة