قصور الثقافة والبحث عن الدور المفقود.. مثقفون: الكسل وقلة الإمكانيات سبب غيابها

الأحد، 21 أكتوبر 2018 09:00 م
قصور الثقافة والبحث عن الدور المفقود.. مثقفون: الكسل وقلة الإمكانيات سبب غيابها الهيئة العامة لقصور الثقافة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الهيئة العامة لقصور الثقافة هى هيئة وظيفتها فى المقام الأول يهدف للمشاركة فى رفع المستوى الثقافى وتوجيه الوعى القومى للجماهير فى المجالات الثقافية والفنية المختلفة، كالسينما والمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والتشكيلية ونشاط الطفل وخدمات المكتبات فى المحافظات.
 
لكن وعلى الرغم من انتشار الهيئة فى جميع المحافظات بنحو أكثر من 500 موقع ثقافى "قصور ثقافة، بيوت ثقافة، مكتبات"، إلا أن التأثير المجتمعى الذى تقوم به الهيئة عليه الكثير من التحفظات، خاصة اهتمام الدولة المصرية ببناء الإنسان، وأهمية دور الهيئة فى زيادة الوعى الجماهيرى، خاصة فى مجال محاربة الإرهاب ومواجهة التطرف بالتنوير، كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، فى أكثر من مناسبة.
 
تقييم أعمال الهيئة، كان هو محور سؤال توجهنا به إلى عدد من الكتاب الكبار والمثقفين، لمعرفة تقييمهم ونقدهم لأنشطة الهيئة، وحول ما إن كانت تقوم بدورها على النحو الأمثل أم أنها تعانى من مشاكل كثيرة.
 
سعيد الكفراوى
سعيد الكفراوى
 
قال الكاتب والقاص الكبير سعيد الكفراوى، إن جزءا كبيرا من الأزمة التى تواجه الثقافة المصرية، هو المحاصرة بتحييدها، وعدم فاعليتها، وغياب القضايا الحقيقة عن تمثل منهج عمل مناسب، ما تسبب فى ركود وعدم فعالية.
 
وأضاف "الكفراوى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هذا الموقف انعكس بدوره على أداء قصور الثقافة، والتى كان يمكن أن تودى دورًا مهمًا فى تنوير الناس، لأنها المرفق القادر على التفاعل مع جماهير الوطن فى كل الأنحاء، عبر القصور والمكتبات وهيئات المسرح بداخله.
 
ولفت الكاتب الكبير سعيد الكفراوى، إلى أن هيئة قصور الثقافة لعبت دورًا شديد الأهمية فى عصور مصر المعاصرة، فقد كنا نراها فى ستينيات القرن الماضى، تعرض مسارح، وأفلام سينمائية، وتنظم ندوات تثقيفية مهمة، وتشرف على المكتبات، لكن الآن تقلص دورها إلى أقصى درجة، لتعيش كأى مرفق ثقافى فى أزمات عدة منها أزمة الميزانية، أزمة عدم فعالية الدور، أزمة عدم وجود المرافق التى تعرض فيها كتبها، أزمة الانتشار فى وطن هو فى أشد الحاجة للفعل الثقافى.
 
وأكد "الكفراوى" الحقيقة أننا كمثقفين كنا ننتظر دورًا فاعلاً  لقصور الثقافة، ينقل الواقع المصرى من الحالة الرثة إلى حالة التنوير، مشيرًا إلى أن لكى تنهض الهيئة مرة أخرى، تحتاج إلى زيادة فى الميزانية، وكوارد جديدة تضاف إلى الكوارد الفاعلة بالداخل.
 
 
رفعت سلام
رفعت سلام
 
من جانبه قال الشاعر رفعت سلام، إن هيئة قصور الثقافة، فى انهيار حاليًا، وبالتالى لا تقوم بالدور الذى ينتظر منها، كون أغلبية القصور مغلقة، وبدون أنشطة حقيقية، بعدما كانت تلك الأماكن فى السابق مشاعل وضوء، فى محافظات الوجه القبلى والبحرى.
 
وأضاف "سلام" إلى أن السنوات الماضية لم يتبق من الهيئة إلا قطاع النشر، والآن يتم تدميره، مشيرًا إلى أن منذ عامين بدا الأنقضاض على سلاسل النشر، وتغيير رؤساء تحريرها بدون مبررات موضوعية، وبالتالى حتى الدور الثانوى الذى كان يلعبه هذا القطاع، يشهد نهاية مأساوية من قبل الإدارة الحالية.
 
وتابع رفعت سلام: أنه لا يوجد حل جزئى للمشكلة، لكن الحل يكمن فى إجابة المسئولين حول إن كانت الثقافة لا تزال تشكل أولوية، وإن كانوا يردون استمرارها أم إنها أصبحت عبئًا؟، وعلى شكل الإجابة تتوقف شكل الحل للخروج من أزمات الهيئة ومؤسسات الثقافة ككل.
 
إبراهيم داوود
إبراهيم داوود
 
بينما قال الشاعر إبراهيم داوود، إن الهيئة حينما كانت تحمل اسم "الثقافة الجماهيرية" كانت معنية بالجمهور والشباب بشكل أكبر، عما هى عليه الآن، مشيرًا إلى أن الهيئة يمكن أن يكون لها دور عظيم فى مواجهة الإرهاب، وزيادة وعى الشباب.
 
وأضاف "داوود" أن العملة الكبيرة داخل الهيئة، "بلعت" كل ميزانية الهيئة، وبالتالى فليس هناك فعاليات جادة أو ندوات أو نشاطات، لافتًا إلى أنه إذا كان هناك اهتمام من قبل المسئولين، وتمت زيادة ميزانيتها "الهيئة هتنور" وسوف يظهر دورها الحقيقى للناس.
 
وأشار الشاعر إبراهيم داود، أن الهيئة الآن لا تقوم بدورها، وذلك بسبب قلة الميزانية، لكن عليهم الالتفات لها، وعلى جذب الشباب مرة أخرى، لإقامة نشاطات فنية مسرح أو أفلام، ندوات وأمسيات شعرية.
 
هشام أصلان
هشام أصلان
 
بينما قال الكاتب هشام أصلان، إن كلمة "هيئة قصور الثقافة" حين يسمعها فهى لا تذكره بشىء سوى حريق قصر ثقافة بنى سويف، غير ذلك فهو لا يعتقد أن الهيئة تقدم أى خدمة.
 
وأضاف "أصلان" أنه لا يتذكر عمل قامت الهيئة بشكل جاد، ولا يشعر بوجودها، مشيرًا إلى أنه إذا تم إغلاق تلك الهيئة لن يشعر المواطن بتغيير أو حتى الوسط الثقافى سوف يشعر بتغيير، ربما فقط الأزمة التى سوف تحدث نتيجة عدد الموظفين الهائل بها.
 
وأوضح الكاتب هشام أصلان، أن الهيئة تعانى من سوء المنظومة الإدارية، مثلها مثل عدة هيئات حكومية وثقافية، وكثرة الموظفين فيها وانتشار مواقعها فى أماكن كثيرة، جعل إدارة هذا الكيان فيه شىء من الصعوبة، بجانب المركزية التى تعانى من الإدارات. 








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة