نورهان البطريق تكتب :ضد التنمر

الثلاثاء، 02 أكتوبر 2018 04:00 م
نورهان البطريق تكتب :ضد التنمر التنمر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شُنت  حملات كثيرة تحت شعار "أنا ضد التنمر" خلال  الأسابيع القليلة الماضية عبر  شاشات  التليفزيون من  خلال مشاهد  تمثيلية  يقوم  بها الطلاب  مع  بعضهم  البعض تشمل الإساءة  اللفظية، والعنف  الجسدى، ايماءات تنم على  السخرية،  محاولات مهينة  من  شأنها  تقليل  الذات  وزعزعة  الثقة  بالنفس.
ولقيت  هذه  الحملات  نجاح ا كبيرا  انعكس  صداه  على  البرامج  التليفزيونية  التى  ألقت  اهتماما  كبيرا  لهذا  النوع  من  الموضوعات، فقد  استضافة تربويين  فى  هذا  المجال  وتم  تناوله  بانتشار  اوسع من  خلال  التفاعل  مع  الجمهور ، وسماع  أشكال  عديدة  ومتنوعة  لصور  التنمر  الذى  يتعرض  له الطلاب  فى  الحياة  الواقعية  وبشكل  يومي.
فمع بداية  العام  الدراسى  ظن  أولياء  الأمور  أن  التنمر  سيختفى  تماما  داخل  المدارس  استجابة  لهذه  الحملات  الكثيفة، ...ولكن  خابت  الظنون وضاعت الآمال !!!
تداولت شبكات التواصل الاجتماعى فيديو  للطفل  الباكى فى  السابعة من  عمره، وشرع  كل  واحد  فى  استخدامها  بشكل الذى  يروق  له دون مراعاة الحالة النفسية، فإذا كان  قد أصابنى  الدهشة   من  جمود  المرأة، فإنه  قد أثار  غضبى  المدرس ،   والمفارقة  أن هناك  نوع  ثالث  يجمع  بين  الاثنين  حيث  يسخر  من  الطفل  تارة  ،يتظاهر  بالجدية  وعدم الرضا  تجاه  أهله تارة أخرى، لابأس  فلابد  من  استغلال  الموضوع  أسوأ  استغلال، فلا أحد  يعلم  متى  ستأتى  وجبة  ساخرة  مثل  هذه كما  أن  رواد  السوشيال ميديا  لديهم قدرة فى  تعظيم  التوافه  وتحويلها  إلى  موضوع  يستحق  النقاش  والخلاف.
أيا كان السبب  الكامن وراء  ذعر  الطفل  و بكائه الهستيرى، فإنها ليست مبرراً للسخرية  منه  أو للنيل من  أهله بهذا  الشكل الخارق  للخصوصية، كان  من الأفضل  أن يتم  معالجة  الموضوع  بدلا  من تناوله  على صفحات السوشيال ميديا، وأن  يتوافر  أخصائيون  داخل  المكان  لتعامل  مع  الطفل  بشكل  تربوى، فى  محاولة  لتهدئته  وتخفيف وطأة  فراق  أهله، وهنا  يأتى  دور  الأخصائى فى  التعامل  مع  هذه الصدمة، على   أن يتم أمر معالجته  فى  إطار  الفصل  والقائمين  عليه  والتعامل  مع الوقعة  على  أنه  عرض  تتعرض  له  المدارس  جميعها  بلا  استثناء.
ركزت  الحملات  على  أن  التنمر  سلوك  يمارسه  الطلاب  على  بعضهم  البعض  ،و تغافلت عن  أن بعض القائمين  بالمدارس  قد  يمارسوه  على  الطلاب  سواء عمدا  أو بأساليب  غير مباشرة ،وهذا  ما يحتاج  إلى  وقفة  لنتمعن  فى  سلوك  المدرس  قبل الطالب  ،وأن  نراقب  أداءه جيدا  أثناء  اليوم  المدرسى فى  محاولة  لتقويم سلوكه  حال  قيامه  بأى  تصرف ينذر  بالتنمر .
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة