عندما نقرأ لکتاب کثر افتقدناهم مثل عبد الوهاب مطاوع و احسان عبد القدوس و کذلك لشعراء مثل صلاح جاهین و عبد الرحمن الأبنودی، نشعر أثناء القراءة بحسهم المرهف ومشاعرهم الجیاشة، حیث اتسموا بالصدق الشدید والشفافیة فی تناولهم لما جسدوه من أدب أو شعر، و عرفوا أیضا بحبهم الفیاض الذی شمل الناس جمیعاً.
و فی حیاتنا الشخصیة، نلتقی بأمثال تلك القلوب الرقیقة و التی تنبع من قلبها أحاسیس ومشاعر لا تقدر بثمن، وللأسف نجد من یقسو علیهم و لا یقدر مشاعرهم ویبدأون فی الایعاز إلیهم لیکونوا مثلهم بلا قلوب أو مشاعر، فتجهش تلك القلوب الحنونة بالبکاء وتستمر القلوب القاسیة فی تکملة مسیرتها فی المعاملة العنیفة بلا رحمة و بلا هوادة.
وتبدأ تلك القلوب الرقیقة فی اتخاذ موقف إزاءهم و تحاول أن تستمر فی الحیاة بطریقة اکثر صلابةً وأکثر قوةً....، ولکنها لا تستطیع الاستکمال لأن طبیعتهم التی فطروا علیها مغایرة لتصرفات أصحاب القلوب المتحجرة وتجهش مرة أخری ببکاء أعنف وأشد، فتبحث تلك القلوب الرقیقة عمن تحبهم لأنها لا تستطیع أن تتعایش بعیداً عن الحب، فکل شىء یفرحها هو کل ما یتعلق بالحب، حب الله ،حب الخیر ،حب الناس، فمهما بلغت قسوة القلوب لها، فهی لا تستطیع أن تکره...، فهی تکن الحب حتی۔ لألد الاعداء لها، لذلك فهی تفضل أن تعمل ما تحبه ایضا.
و تبدأ فی الشروع الی عمل یتناسب مع شخصیتها الرقیقة و تبحث عمن یتماشی مع ما یسعدها و ما یفرحها، فتکتشف انها تجد فی کل عمل تلك الشخصیة المحبطة التی تعرقلها و تثیر مشاعرها ،و لکنها تکون فی هذه المرة أکثر خبرةً و تبدأ فی تجنبها و الابتعاد عنها، احذر ،فمن الممکن أن تکون انت تلك الشخصیة التی تقسو علی تلك القلوب العطوفة، حاول أن تفهم اغوارها و تلتمس لها الاعذار و تحن علیها، ستجدها کالأطفال، یستجيبون سریعاً ،و یعملون اشغالهم علی أکمل وجه، وتبدأ عاطفتهم الجیاشة تملأ المکان حباً و مودةً فیعکس جواً من المرح و السعادة فی المکان کله فلا تستخف بهم و لا تستهن بهم، بالقواریر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة