أن تستند إلى يقين فستجد إمكانيات الإنسان أكثر ثراءً من الواقع، وأيضاً أن لا شىء يتأبد الحياة الاجتماعية ليمنع العقل من بناء المعارف الجديدة، إذ شحذ العقل الحر العام سيكون أداة الاقتصار الإنسانى لكن نريد تشكل عقلاً أدراكياً معرفياً عماداً للقراءة، يحرر المجتمع من قيوده ويفتح نوافذ التأمل التى تدفع المجتمع إلى رؤية أشد إشراقا وتؤسس لتفعيل إرادته وتحرير مصيره، وتضعه مستعدا فى مواجهة صورة الوجود الحقيقى أمام العالم المفتوح لينتج التواصل، والحوار مع الآخر، واستيعاب الاكتشافات الجديدة، اضمحلال القراءة يمنع المجتمعات من التواصل، وينفيها من التأسيس الفعلى، حيث فى غياب القراءة تولد علامات العجز عن إحداث شىء استناداً إلى أن إهمال القراءة يبقى صاحبة خارج موضوع المعرفة محجوباً عن التكوين الذاتى والفعل الاجتماعى، إذا المعارف المستجدة تجعل الفرد يتمكن من أن يكون ويتفاعل مع المجتمع وكلما تراكمت المعارف والثقافة أزداد الاستيعاب وإن لم يحدث هذا سيشكل فى مجتمعاتنا معضلة فنحتاج الدعوة إلى القراءة على المستوى الاجتماعى.
الثقافة: هى حزم المعلومات والقيم الحاكمة لسلوكيات البشر وكلما زادت المعلومات زاد مقدار الثقافة، الشخص المثقف تجده محاولا إلمام بجميع مجالات الحياة من (العلوم، السياسة، الاقتصاد، الرياضة، الأدب.. وإلخ)، ويملك ثقافة تقبل الآخر، قال برتراند راسل عالم الرياضيات وفيسلوف وكاتب بريطانى: لا تخشى أن تكون مختلفاً فى الرأى مع الغير فكل رأى مقبول فى الوقت الحالى كان يوماً مخالفاً لما هو سائد، وكلما اضمحلت الثقافة كان المجتمع رافضا للتعدد ويسبب لهم عسر الهضم وضعف الشهية كنت أتمنى أن تكون مجتمعاتنا العربية قادرة أن تجسد التجربة الهندية فى التعايش المشترك وفى الإيمان بقيم المواطنة.
ولا تعترف به الشعوب النامية أنما تدعم العادات والتقاليد والأعراف القديمة وتجد أنها شعوب لا ترغب حتى للاجتهاد أو الإبداع هى ترسخت فى ما هو قديم، الثقافة تؤثر على مفهوم الحرية "حرية الفكر" دائما ما تجدهم شعب يحب التبعية وبذلك أصبح ولاء الناس ولاء للأشخاص وليس للفكر، فالنظامان التربوى والاجتماعى بمجتمعاتنا عجزا عن تكوين إنسان قادر على تحقيق ذاته واكتشاف قدراته ومشاركة فى بناء مجتمعه، طرق التربية وهو اعتقاد البعض أن حسن التربية هو فقط انضباط الطفل سلوكياً فى الآكل والشرب وطرق الجلوس وعدم مقاطعة أحاديث الكبار وسماع الكلام دون منقاشة وأن تجرأ للحاور نحطم طفولتهم ونجبرهم بقراراتنا والتبكيت حتى نقيدهم بمنظومة العادات والتقاليد بذلك نكون قد نجحنا فى خلق مسخ تباعى عاجز عن الابتكار وينضم إلى فئة جمهور نصف أمى يبتلع كل ما يقدم اليه دون أى تساؤلات، يوجد بعض المثقفين لا يرغبون فى انتقادهم فهو بذلك يقزم من الجمهور، فديكتاتورية المثقفين الواهمة خلقت جمهور مسلوب الإرادة.
ندعو إلى فك احتكار فعل القراءة بالانتشار المتشعب للكتاب وتقريبه للناس حتى تحقق جدارة اكتساب الجميع مشروعية المعرفة ومشروعية الفهم وتداولهما، وبذلك ممارسة التحرر الفكرى والمعرفة المتكاملة بدلاً عن خلق حالات من حصر التفكير وانحصاره وأفكار مستبدة تؤدى إلى الانغلاق، وبذلك لن يصل المجتمع لم يرغب فى تحقيقه من إنجازات متجددة ومطلوب من المجتمع ليس أن يعرف نفسه، بل أن يصنع نفسه بالثقافة والوعى، بذلك يؤسس ذاته فى سياق الإدراك الدائم ما بين المجتمعات وهذا لن يحدث ألا أن يتحرر العقل العام ليقرأ ويدرك ويستوعب ويحلل ما يقرأه على الوجه الأكمل ويحول معرفته إلى ممارسات يومية بذلك تواجه صدوع الا معقولة وحالات التسلط المغلق على الفهم والتفكير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة