قالت مؤسسة بحثية إيطالية اليوم الاثنين إن إغلاق إيطاليا موانئها أمام سفن إنقاذ المهاجرين يزيد عدد الهلكى فى عرض البحر، معتمدة فى حساباتها على أرقام جمعتها وكالات تابعة للأمم المتحدة.
ومنذ توليه السلطة فى يونيو رفض وزير الداخلية ماتيو سالفينى، وهو زعيم حزب الرابطة اليمينى المتطرف، السماح برسو سفن الإنقاذ فى إيطاليا فى سياسة لاقت قبولا شعبيا واسعا بعد وصول نحو 650 ألفا إلى البلاد قادمين من شمال أفريقيا منذ عام 2014.
وتراجع عدد من يصلون إلى إيطاليا 80 فى المئة العام الماضي.
لكن ماتيو فيلا الباحث فى مؤسسة (آي.إس.بي.آي) الإيطالية قال إن تقديرات المنظمة الدولية للهجرة لعدد القتلى أو المفقودين فى البحر تشير إلى تداعيات جسيمة لهذه السياسة.
وتشير حسابات فيلا إلى أنه على مدى الشهور الأربعة الماضية زاد متوسط العدد اليومى للقتلى إلى ثمانية بالمقارنة مع 3.2 فى الفترة بين 16 يوليو تموز 2017 و31 مايو أيار 2018 فى عهد الحكومة السابقة.
وقال إن معدل القتلى خلال شهر سبتمبر الماضى بلغ 19 فى المئة، وهو ما يعنى مقتل نحو واحد من كل خمسة مهاجرين يسعون للوصول إلى إيطاليا انطلاقا من شمال أفريقيا، مؤكدا أن هذا هو أعلى معدل مسجل للوفيات خلال شهر واحد منذ عام 2012 على الأقل.
وأضاف لرويترز "هذه البيانات تظهر وجود مشكلة" مضيفا أن عدم وجود سفن مدنية فى البحر يعنى أن التقديرات الأحدث للقتلى ربما تكون على الأرجح منخفضة للغاية بسبب عدم وجود شهود.
ولم تعد أى سفينة إغاثة مدنية تعمل فى البحر المتوسط قبالة الساحل الليبي. وأنهت آخر سفينة إنقاذ، وهى السفينة أكواريوس، عملها فى البحر أمس الأحد.
وردا على هذا التقرير قال مصدر مقرب من سالفينى لرويترز إن هدف الوزير هو وقف عمليات المغادرة تماما، مضيفا أن وجود سفن الإغاثة دفع مهربى البشر لإرسال المهاجرين على متن قوارب أقل أمانا.
وقال المصدر "الهدف هو أن يأتى اللاجئون الحقيقيون إلى أوروبا جوا بدلا من خوضهم لرحلات الأمل (البحرية) تلك".
وأضاف "وجود منظمات المجتمع المدنى قرب السواحل الليبية دفع مهربى البشر لاستخدام قوارب أصغر وأقل أمنا لقطع بضعة أميال فقط على أمل أن تنتشل المنظمات هؤلاء المهاجرين. وبهذه الطريقة زادت المخاطر بالنسبة للمهاجرين كما زادت أرباح المهربين".
ونفت منظمات المجتمع المدنى مرارا مساعدة المهربين أو إقامة أى نوع من العلاقات معهم.
وكرر المفوض الأمم المتحدة السامى لشؤون اللاجئين فيليبو جراندى فى جنيف اليوم الاثنين الدعوة لوجود مزيد من أفراد الإنقاذ فى البحر.
وقال جراندى "السياسة اتخذت إنقاذ (الناس) من عرض البحر، وهو أحد مظاهر إنسانيتنا المشتركة، رهينة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة