أكرم القصاص - علا الشافعي

د. حنا عيسى يكتب: الإدمان مشكلة مجتمع تستوجب يقظة الجميع

الجمعة، 19 أكتوبر 2018 06:00 م
د. حنا عيسى يكتب: الإدمان مشكلة مجتمع تستوجب يقظة الجميع شحض مدمن ـ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإدمان ظاهرة غريبة على مجتمعنا، وإن انتشار المخدرات بين قطاع الشباب الذى كان بعيداً كل البعد عن هذه الآفة لأمر يحتاج إلى انتفاضة كل المؤسسات فى المجتمع للقضاء على هذه الظاهرة وتقصى أسبابها، تمهيداً لوضع مخطط لاجتثاث منابعها الأولى.
 
فالمخدرات لعنة تصيب الفرد وكارثة تحل بأسرته وخسارة محققة تلحق بوطنه، لأن تأثيرها على الأسرة ينعكس على المجتمع الذى تمثل الأسرة خلية من خلاياه.
 
وهنا لابد من التنويه على أن غياب دور البيت وضياع السلطة الأبوية من أكبر العوامل التى تدفع الشباب للانحراف وتعاطى المخدرات، فقد اتضح من الدراسات المختلفة أن هناك علاقة بين انهيار السلطة الأبوية وازدياد نسبة السلوك الجانح الذى يعد تعاطى المخدرات احد صوره. وكثيراً ما لوحظ ان اسرة المدمن مفككة ومنهارة بسبب الطلاق أو الوفاة أو الهجرة، وتعانى غالباً من عداء داخلى وصراع بين أفرادها.
 
وفى معظم أسر المدمنين يكون الأب غائباً معظم الوقت ولا يمارس إلا دوراً هامشياً فى حياة الأسرة، إن الرعاية والرقابة والنصح والتوجيه تبدأ من الاسرة، حيث ينبغى أن يراقب الأب ابنه ويتعرف على أصدقائه والأماكن التى يرتادها، يراقب مواعيد نومه وسهره ويتابع علاقته بأفراد الأسرة ويراقب الأوجه التى ينفق فيها مصروفه، وهكذا فإن رقابة الوالدين وحسن توجيههما هو حجر الأساس فى منع الخطر قبل وقوعه.
 
 فوجود الأبوين بجوار الأبناء ووجود أسرة قوية مترابطة، خاصة فى سن البلوغ، له أهمية بالغة فى إحساسهم بالأمن والأمان والشعور بالأمل وعدم الهرب من الواقع المؤلم باللجوء إلى المخدرات، ثم إن الأسرة لها دور مهم فى غرس القيم الدينية والمثل العليا فى نفوس أبنائها، ولن تنجح الأسرة فى القيام بهذا الدور إلا إذا كان الأبوان قدوة طيبة فى السلوك والحرص على القيم والقدرة على زرع الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية فى نفوس الأبناء.
 
ومن الضرورى كذلك التنويه إليه أن تضطلع المؤسسات التربوية بدور اكبر فى الرقابة والتعاون مع البيت والقيام بحل مشكلات التلاميذ أولاً بأول، وأن تعيد إلى الأذهان ذلك النمط فى العلاقة الأبوية بين المعلم وتلاميذه. تلك العلاقة المبنية على الشفقة والحب والقدرة.
 
وأخيراً، يمكن القول إن الملامح الرئيسية السياسة العامة لمواجهة مشكلة المخدرات يجب أن تتمثل فى مجال التوعية، خاصة الدينية ووسائلها، عن طريق تدريب القائمين بالوعظ والإرشاد وعن طريق دورات تدريبية منتظمة لهم يقوم شؤون التدريب فيها أناس متخصصون على درجة كاملة بكل ما يتعلق بالمخدرات والوقاية منها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة