أكرم القصاص

الرابح والخاسر فى شرق أوسط معقد

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 07:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل عام مع اقتراب الشهور الأخيرة تبدأ مراكز دراسات وأبحاث فى إصدار تقارير وتوقعات، تحاول فيها رسم شكل لخرائط العام القادم، وتحديد الأطراف الرابحة والخاسرة إقليميا ودوليا ونادرا ما يعود الناس لاختبار هذه التوقعات فى العام السابق والأسبق، فى عملية أقرب إلى قراءة الكف والطالع وضرب الودع، مع أن قراءة الطالع غالبا ما تكون الأكثر جذبا من يصعد ومن يرحل ومن يسقط.
 
بالرغم من أن الأحداث فى عالم السياسة الإقليمية والدولية هى نتاج لما يحدث الآن وما جرى قبل أعوام وربما عقود، ولا حدود فاصلة، وما يحدث الآن هو نتاج لما جرى قبل سنوات، مثلا كان الغزو السوفيتى لأفغانستان عام 1979 بداية لتحولات دولية وإقليمية من انهيار الاتحاد السوفيتى، وانتهاء الحرب الباردة لصالح الولايات المتحدة والمعسكر الغربى، لينعكس هذا على مصائر الدول التى ارتبط بالكتلة الشرقية. 
 
وفى الوقت الذى أعلنت مراكز وجهات أمريكية نهاية العالم مع النموذج الأمريكى، استعادت روسيا بعض قوتها ولملمت آثار الصدمة، لتعود لاعبا أساسيا فى السياسة الدولية والإقليمية، بشكل يختلف عما كان عليه الاتحاد السوفيتى، حيث تحكم المصالح تحركات الدول وعلاقاتها. 
 
كانت أفغانستان أيضا نقطة انطلاق « تنظيم القاعدة وتنظيمات الإرهاب المعولم التى مثلها العائدون من أفغانستان فى الدول العربية، وتطورت هذه التنظيمات وانشقت وانتهت بتنظيمات مثل داعش وغيرها. 
ومثلما كان غزو أفغانستان نقطة ظهرت آثارها بعد عشر سنوات، كان غزو العراق للكويت هو نقطة الانطلاق الإقليمية التى أنتجت تحولات بدأت بحرب تحرير الكويت وحصار العراق وصولا إلى الغزو الأمريكى للعراق.
 
التقت آثار غزو العراق مع تنظيم القاعدة لتنتج داعش وتوابعها من تنظيمات الإرهاب، وهذه الشواهد تشير إلى التغيرات الكمية التى تقود إلى تحولات كيفية، وهو ما انعكس فى الشرق الأوسط وأسفر عن التغيرات الجارية من عشر سنوات إلى الآن، انعكس على ما يجرى فى سوريا وليبيا واليمن.
 
كما أن تأثير تحولات 2011 ما تزال تتفاعل وخلقت طموحات وتحركات وتدخلات، غيرت من شكل الدور الإقليمى لتركيا وإيران ، والدور الأمريكى والروسى والأوروبى ضمن تحالفات وصفقات تقترب وتتقاطع فى نقاط، وتتناقض فى نقاط أخرى، وما تزال هذه التحولات تلقى بظلالها، ولا يمكن التكهن بنتائجها أو شكل المنطقة خلال السنوات العشر المقبلة، معه تحركات ما تزال تلقى بظلالها، فقد بدأت أحدث الربيع العربى بصورة لكنها انتهت فى أشكال أخرى، وبدأ فى وقت ما أن تنظيمات مثل داعش وتنظيمات الإرهاب المسلح هى الرابح الاول من هذه التفاصيل. وهى لم تكن فى الاصل من التيارات المطالبة بالتغيير والديمقراطية، لكنها مثلت عائقا سحب التغيرات إلى نقاط أخرى لصالح أطراف دولية وإقليمية ضمن حرب بالوكالة تتنقل وتتسع وتضيق لتفرض نتائج لم تكن متوقعة. لكن المؤكد أن الشرق الأوسط خسر الكثير من الثروات، فى صراعات طائفية وعرقية ساهمت فيها تنظيمات الإرهاب، وكان الرابح الأول هو شركات السلاح فى الدول الكبرى.
 
وخلال السنوات الماضية كانت هناك توقعات وسيناريوهات لشكل المنطقة، لم تتحقق، لكن ظلت هناك قوائم مفتوحة للتغيير، وسط واقع دولى مرتبك وأزمات اقتصادية تطل برأسها، ضمن سيناريو يصعب التكهن بنتائجه كاملة، لكنه نتاج لتغيرات جرت خلال عشر سنوات سابقة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة