هيلين كيلر..حكاية أول أديبة كفيفة حصلت على الليسانس وزارت مصر لمقابلة طه حسين

الأحد، 14 أكتوبر 2018 12:49 م
هيلين كيلر..حكاية أول أديبة كفيفة حصلت على الليسانس وزارت مصر لمقابلة طه حسين هيلين كيلر مع طه حسين
كتبت - هبة مكى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد هيلين كيلر الأديبة والمحاضرة والناشطة الأمريكية من أعظم الشخصيات التى جاءت فى القرن التاسع عشر، فهى امرأة ألهمت الكثير بإصرارها وعزمها حيث أصبحت أيقونة فى مجال الصم والبكم كأول شخص كفيف وأصم يحصل على شهادة الليسانس.

هيلين مع معلمتها آن
هيلين مع معلمتها آن
 
هيلين اثناء استخدامها حاسة اللمس للقراءه
هيلين اثناء استخدامها حاسة اللمس للقراءه
 
ولدت هيلين فى يونيو عام 1880 فى ولاية ألاباما الأمريكية، وبعد مرور 19 شهراً فقط، أصيبت بمرض أدى إلى فقدانها حاسة السمع والبصر تماماً، وعند بلوغها سن السابعة قرر والداها إلحاقها بمدرسة للمكفوفين وتعيين معلمة خاصة لها كانت تدعى "آن ساليفان" والتى رافقت هيلين حتى وفاتها، وحققت معها تقدما هائلا فى قدرتها على التواصل مع الآخرين والتعبير عن نفسها باللمس والكلامز
 
وبرعت هيلين فى تعليمها حتى التحقت بالتعليم الجامعى وسط تشجيع الكثيرين بعد تفوقها وانتشار قصتها، حتى إن أحد المعجبين بموهبتها وافق على دفع مصاريفها لحضور كلية رادكليف، وهناك كانت ترافقها سوليفان التى كانت تجلس بجانبها لتفسير المحاضرات والنصوص وخلال سنواتها الجامعية تعلمت اللغات الفرنسية والألمانية واليونانية واللاتينية، وتخرجت من الكلية فى سن الـ24 بتقدير امتياز، وأكملت دراستها العليا حتى حصلت على الدكتوراه.
 
هيلين تعرف الكلمات باللمس
هيلين تعرف الكلمات باللمس

هيلين فى شبابها
هيلين فى شبابها
 
وأصبحت هيلين أديبة ونشرت 18 كتاباً، وفي عام 1905 انضمت إلى الحزب الاشتراكى وأصبحت بعد ذلك ناشطة بارزة ودافعت كثيرًا عن حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة، ومن أشهر عبارتها : "عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا"، والتقت هيلين بالعديد من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وسافرت بصحبة معلمتها سوليفان إلى العديد من البلدان الغربية والشرقية  لتدعو إلى معاونة مكفوفى البصر.
 
وفى عام 1952 قامت هيلين بجولة فى الشرق الأوسط ، حيث زارت مصر ولبنان وسوريا والأردن وإسرائيل ، وحرصت على لقاء العديد من كبار الشخصيات الثقافية والسياسية فى المنطقة، لكن كان شغفها لزيارة مصر كبيراً وخاصة لمقابلة الأديب العالمى طه حسين الذى طالما حلمت بلقائه لأنه كان مثلها قهر الظلام وتحدى الإعاقة ونادى بمجانية التعليم وحقق مكانة أدبية عالمية واحتل بعلمه منصب وزارة المعارف وعمادة الأدب العربي ،ومدت "هيلين" أناملها إلى وجه "طه حسين" عندما ألتقته وراحت تتحسسه حتى تتعرف على صاحب هذه الملامح بنفسها، وتحفر ملامحه في خيالها.
 
هيلين مع احد الطلاب المكفوفين يعزف على العود
هيلين مع احد الطلاب المكفوفين يعزف على العود

هيلين مع طه حسين
هيلين مع طه حسين

هيلين وطه حسين
هيلين وطه حسين
 
وفى أحد خطاباتها قالت هيلين :"لقد فتنتنى قوة الدين الإسلامى فى المنطقة وخاصة فى مصر التى شعرت أنها قلب الإسلام ، وكنت دائماً أتمنى رؤية الشعب الذى قاوم بحفاوة البريطانيون وأدهشنى الود والترحيب الذى وجدته من شعبها الذي يتمتع بإرادة قوية، وزرت مراكز ومدارس المكفوفين والصم والبكم، ولكن كان من أهم الأيام فى حياتى هو يوم زيارة الأديب المصرى طه حسين لى عند تواجدى فى القاهرة، فلسنوات عديدة قرأت عنه ولا يمكننى التعبير عن مدى سعادتى لمقابلته هو وزوجته وابنه، بقيت معه ساعة كاملة وكان لى الشرف أن ألمس وجهه، فكم كان وسيماً ومتحضراً ومليئاً بالنور الداخلى ، وناقشنا العديد من الموضوعات وتحدثنا عن عمله وإنجازاته، وأخبرنى أنه عندما كان وزيراً للتعليم، عمل بإصرار لتمكين المكفوفين من الذهاب إلى الجامعات والكليات، وقال إن أحد الاحتياجات الرئيسية للطلاب المكفوفين فى مصر هى المدارس الثانوية التى يمكنهم الذهاب إليها لإنهاء تعليمهم فى الكلية، لقد كان فخراً لى أن أشعر بشخصية طه حسين تدعمنى عندما دعوت وزراء حكومات مختلفة وتوسلتهم أن يعملوا على تواجد تلك المدارس الثانوية فى بلادهم".
 
وتم التواصل بينهم فى اللقاء عن طريق سكرتيرتها التى كانت تنقل لها الكلام بلغة الأصابع التى كانت تتقنها هيلين ، فكانت تترجم لها ما تراه وما تسمعه بالدق بأصابعها ما بين الإبهام والسبابة ليدها اليسرى.
 
هيلين تتحسس التماثيل
هيلين تتحسس التماثيل

هيلين فى المتحف المصرى
هيلين فى المتحف المصرى

هيلين فى مصر
هيلين فى مصر
ولم يكف شغفها عند الاديب طه حسين فقط، بل امتد للحضارة الفرعونية التى طالما سمعت عنها، فحرصت هيلين أثناء زيارتها أن تذهب للمتحف المصرى وأخذت تتحسس التماثيل الفرعونية بانبهار والتى طالما حلمت أن تراها لتشكل صورة ذهنية حقيقية عنها فى مخيلتها.
 
توفيت هيلين عام 1968م عن عمر يناهز 88 عامًا ، تاركة لنا ذكرى خالدة وأثراً كبيراً فى نفوس الأصحاء وذوى الاحتياجات الخاصة.
 
هيلين اثناء جولتها فى الشرق الاوسط
هيلين اثناء جولتها فى الشرق الاوسط

هيلين فى لبنان
هيلين فى لبنان
هيلين كيلر
هيلين كيلر










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة