العلاج بالقراءة من المعابد الفرعونية إلى مستشفى 57357.. رسالة دكتوراه تطرح مشروعا للمساهمة فى علاج أطفال السرطان وتثبت: سيرة طه حسين ولويس برايل وهيلين كيلر لها تأثير إيجابى على الحالة النفسية للمرضى

السبت، 13 ديسمبر 2014 09:02 ص
العلاج بالقراءة من المعابد الفرعونية إلى مستشفى 57357.. رسالة دكتوراه تطرح مشروعا للمساهمة فى علاج أطفال السرطان وتثبت: سيرة طه حسين ولويس برايل وهيلين كيلر لها تأثير إيجابى على الحالة النفسية للمرضى الكاتب الدكتور محمد المنسى قنديل
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى..

• رسالة دكتوراه تطرح مشروعاً للمساهمة فى علاج أطفال السرطان.. وتثبت: سيرة طه حسين ولويس برايل وهيلين كيلر والكتب السماوية والخيال العلمى لها تأثير إيجابى على الحالة النفسية للمرضى

• فى عام 1802 أوصى الطبيب الأمريكى بنيامين روش بالقراءة فى علاج الأمراض العقلية باستخدام القصص والكتب الدينية

• فى عام 1970 وضع أول مقرر دراسى فى مجال العلاج بالقراءة فى مدرسة المكتبات بجامعة فيلانوفا بالولايات المتحدة الأمريكية.. وقامت جامعة لونج أيلاند عام 1972 بتنظيم مقرر فى العلاج بالشعر تحت عنوان "الإرشاد النفسى"

• المنسى قنديل: القراءة لمريض السرطان الكبير تؤهله لموت مريح والأطفال لمزيد من الأمل والشفاء.. والتطوع بالقراءة هدف ينبغى أن تقره الدولة

• رئيس قسم الطب النفسى بـ57357: الجلسات أثبتت تحسن الحالات إيجابيًا ونتمنى زيارة المبدعين للمرضى

• بول أوستر: سحر القصص الأسطورية تمنح الطفل القدرة على مقاومة مخاوفه وعذاباته الداخلية

• مكتبات المستشفيات تحتاج لتشكيل دعم مكون من الطبيب المعالج، والنفسى، فريق الخدمة الاجتماعية، وأخصائى مكتبات، ومرافق للطفل قريب إلى نفسه

• الرسالة تقترح تدريس العلاج بالقراءة ضمن مقررات أقسام المكتبات والمعلومات، وعقد الدورات التدريبية باستمرار لتنشيط الأخصائيين العاملين بمكتبات المستشفيات ومؤسسات الصحة النفسية



• أستاذ الطب النفسى بالقصر العينى: تجربة جديدة فى العلوم الإنسانية بربط الطب النفسى والأورام مع مجال المكتبات والمعلومات تمثل جانباً إيجابياً مضيئاً

حينما فاز الروائى الأمريكى بول أوستر «المولود فى الثالث من فبراير 1947» بجائزة «أمير أستورياس للآداب 2006»، تساءل خلال كلمته التى ألقاها فى حفل تسلمه الجائزة عن فعل الكتابة، والجدوى من ورائها، وراح يعدد نقاطا تنتهى إلى أنه لا أهمية للكتابة، فيقول: «هذه الحاجة للصنع والخلق والاختراع هى حافز إنسانى جوهرى. لكن إلى أى مدى؟ وما الفائدة من الفن، وخصوصا فن الأدب القصصى، فيما نسميه العالم الحقيقى؟ لا شىء. لكن «أوستر» عاد ليؤكد أن الكتابة هى ما يمنحنا هويتنا كبشر، وأن سحر القصص يكمن فى أنها تجرك إلى أعماق الجحيم دون أن تؤذيك فى نهاية الأمر، بل تدفعنا لمواجهة مخاوفنا، وأن هؤلاء الذين أصبحوا آباء الآن لن يجدوا صعوبة فى استحضار الانتباه المنتشى الذى يشع فى عيون أطفالهم حين يقصون عليهم حكاية ما.

من هنا يمكننا القول بأن القراءة سلاح متعدد المنافع، ما بين المعرفة، والمتعة، ومواجهة المخاوف، ولهذا فهناك ما اصطلح عليه باسم «القراءة العلاجية»، كأحد مسببات الوقاية من الخوف، ذلك المرض الكامن فى نفوس البشر، الخوف من الواقع، أو المجهول، وهو ما يدفعنا للقول بأن القراءة علاج ووقاية من الأمراض، وهذا الوصف ليس بجديد على البشرية، فالقراءة بمفهومها العلاجى عرفت فى مصر منذ العصور القديمة، فقد وجدت نقوش على جدران المعابد المصرية «هنا علاج الروح»، ووصفت المكتبات لديهم بأنها «بيت علاج النفس، وفى مطلع القرن التاسع عشر 1802 أوصى بنيامين روش «1745–1813» وهو طبيب أمريكى وأحد الشخصيات البارزة فى الحياة العامة فى عصره، بالقراءة فى علاج مرضى الأمراض العقلية عن طريق القراءة باستخدام القصص والكتب الدينية.

ومنذ ذلك الحين، سنجد أنه مازالت العديد من الدراسات تعمل فى هذا الإطار فى أمريكا وأوروبا، على عكس مصر والمنطقة العربية التى تسير بخطى بطيئة، فمؤخرا ظهرت نتيجة جهود وأبحاث 25 عاما فى كتاب للباحثتين «إلا برثود» و«سوزان الدركن» بعنوان «العلاج بالرواية من الهجر إلى فقدان الشهية..751 كتابا لعلاج كل ما تشكو منه» عكفتا عليه منذ أن كانتا طالبتين فى جامعة كامبردج، وفى هذا البحث دخلت الرواية أيضا فى إطار «التداوى بالقراءة»، وهو ما يعنى أن لكل مرض علاجاً بالرواية، أى من خلال قراءة المريض لرواية معينة، فعلى سبيل المثال لمن يعانى من أنفلونزا حادة عليه بقراءة رواية البؤساء لفكتور هوجو، كما جاء فى كتابهما.

من هنا كان علينا أن نبحث لنكتشف آخر ما وصل إليه الباحثون المهتمون بمجال علم النفس والمكتبات فى مصر وفى العالم العربى، لنصل إلى ما يعرف بـ«العلوم البينية» ويطلق على أساتذتها «الإنسانيون الجدد»، والهدف منها الجمع بين حقلين معرفيين أحدهما ينتمى للعلوم الإنسانية والآخر للعلوم التطبيقية، لنجد أن مكتبتنا العربية تحتوى على كتاب كان موضوع رسالة للحصول على درجة الدكتوراه، للدكتور محمود عبدالرحمن، وفيه يجمع بين علم المكتبات والمعلومات من ناحية، وعلم النفس التطبيقى من ناحية أخرى، وكذلك الطب أو طب الأطفال من ناحية ثالثة.

وتضمنت الرسالة أطروحة أجريت فيها تجربة على الأطفال المرضى لاكتشاف إيجابيات العلاج بالقراءة، وتمت فى واحدة من أشهر مستشفيات الأطفال فى مصر والوطن العربى، وهى 57357 والتى أنشئت على غرار مستشفى سان جود بأمريكا لعلاج سرطان الأطفال.

واعتمد الباحث على عدة محاور، منها مكتبات المستشفيات والعلاج بالقراءة، ويقول إنه على الرغم من أن العديد من المستشفيات قد لا يوجد بها مكتبة واحدة تختص بتقديم الخدمات للمرضى، فإن مستشفى 57357 لديها أربع مكتبات مخصصة للأطفال بمختلف الأدوار، ويرى أنه إذا ما كان هذا الموقف يعكس مدى وعى واهتمام الإدارة بتقديم مختلف الخدمات الترويحية والثقافية للأطفال المرضى، لكن هناك قصورا فى تدعيم هذه المكتبات بالمختصين فى مجال المكتبات الطبية والمختصين بممارسة العلاج بالقراءة مع مختلف الفئات العمرية، وأن المكتبات لا تخضع إشرافيا للمختصين فى مجال المكتبات والمعلومات، وتزويدها بالمقتنيات لا يخضع لمعايير محددة كى تصلح هذه المقتنيات لاستخدامها فى مجال القراءة الموجهة أو العلاج بالقراءة.

ويوضح أن هذه المكتبات يجب أن تخضع لإشراف فريق مكون من: «الطبيب المعالج» ليحدد مدى الحالة الصحية، ومقدار المناعة، وإمكانية تجاوبه، و«الطبيب النفسى» ليحدد طبيعة التداعيات النفسية التى يتعرض لها كل طفل. و«فريق الخدمة الاجتماعية» ليقوم بدعم أخصائى العلاج بالقراءة من خلال تزويده بالحالة الاجتماعية والبيئية لكل طفل و«أخصائى مكتبات» وتصب لديه البيانات من الجهات السابقة ليستخدمها فى صالح المريض أو المستفيد من خدمة العلاج بالقراءة، وينبغى أن يكون ملما بالإنتاج الفكرى، و«مرافق للطفل المريض» قريب إلى نفسه كوالدته، أو والده.

المحور الثانى، يتثمل فى «أخصائى العلاج بالقراءة»، وهنا يسأل: هل من الأفضل أن يكون المشتغل بالعلاج بالقراءة متخصصا فى المكتبات والمعلومات، ثم يحصل على مقررات ودورات إكلينيكية تأهيلية كتلك التى يحصل عليها الأطباء والأخصائيون النفسيون؟ أم من الأفضل أن يكون إكلينيكيا ويؤهل بتوجه مكتبى محدد؟ ويجيب بأنه سواء كان هذا أم ذاك، فما يهم أن يكون مسيطرا على مادته وأدواته سيطرة تامة.

وقد أوضحت نتائج التطبيق الإكلينيكى أهمية دور أخصائى العلاج بالقراءة فى نجاحها وتحقيق الدور الإيجابى المطلوب فى سبيل تحسن الحالة الصحية والنفسية للطفل المريض، ولذا فينبغى دعم هذه الكوادر من خلال: تدريس العلاج بالقراءة ضمن مقررات أقسام المكتبات والمعلومات، وقد شهد عام 1970 وضع أول مقرر دراسى فى مجال العلاج بالقراءة، وذلك فى مدرسة المكتبات بجامعة فيلانوفا بالولايات المتحدة الأمريكية، كما أن جامعة لونج أيلاند قامت عام 1972 بتنظيم مقرر فى العلاج بالشعر تحت عنوان «الإرشاد النفسى» وتولى تدريسه «جيمس مور» الأستاذ بقسم التوجيه والإرشاد النفسى، وينبغى عقد الدورات التدريبية فى مجال العلاج بالقراءة بشكل مستمر لتنشيط الأخصائيين العاملين بمكتبات المستشفيات ومؤسسات الصحة النفسية.

أما عن المحور الثالث فهو حول المستفيد من العلاج بالقراءة، وهو الطفل المصاب بالسرطان، ولكى يستفيد فينبغى مراعاة جميع العوامل التى تؤثر فيه، والتى كان لها بالغ الأثر أثناء التطبيق مع أطفال مستشفى السرطان، وهى: الظروف الصحية، النفسية، الاجتماعية، البيئية، والتعليمية واضطرابات القراءة.

أما عن أدوات التجربة، فكانت هى المحور الرابع وتمثلت فى الكتب المخصصة للعلاج بالقراءة: ويراعى فيها الشكل والمضمون، وملاءمتها للظروف المحيطة بالطفل، والمقاييس النفسية للأطفال: من حيث سهولة الأسئلة فى صياغتها، وعدم تكرارها، وألا تسبب حرجا للطفل مع مرافقيه، أو تشابه الأسئلة مع تتابعها دون ترك مسافة لنسيان الطفل للسؤال فى المرة الأولى حتى نتأكد من إجابته.

ويأتى بعد ذلك أسلوب العلاج بالقراءة، ليمثل المحور الخامس، ويقتضى المرونة فى اختلاف أسلوب التطبيق من حالة لأخرى، خاصة إذا كانت جلسة العلاج الجماعى تضم كلا من الجنسين الأولاد والبنات، فقد يسبب تساقط الشعر نتيجة للعلاج الكيماوى نوعا من الحرج لهم وخاصة البنات، وهنا تتضح أهمية العلاج الفردى لكل حالة على حدة، ولأن أحد مصادر المرض النفسى هو اختلال علاقة الفرد بالجماعة من خلال العلاقة بالآخرين خاصة أقرب المحيطين من الأهل والأقارب والأصدقاء، لذا ينبغى فى مثل هذه الأحوال إعداد جلسات العلاج بالقراءة الفردية إلى أن تتحسن نفسيته فعندئذٍ من الممكن أن ندخله فى العلاج الجمعى للمشاركة مع المجتمع المحيط به.

ويقول محمود عبدالرحمن: إنه تم تطبيق تجربة العلاج بالقراءة على أطفال مرضى السرطان بمستشفى 57357 من خلال إجراء دراسة تجريبية على ستين حالة من مائتى حالة إقامة كاملة لتناول علاجهم داخل المستشفى من الأولاد والبنات بواقع ثلاثين بالمائة من مجموع الأطفال المقيمين للعلاج على اختلاف مستوياتهم العمرية واختلاف أنواع الإصابة بالسرطان.

ويشير إلى أن التجربة العملية أثبتت فعالية ونجاحا فى اختيار نوعية معينة من الكتب مثل الكتب السماوية والقصص الخيالية والواقعية، والتراجم التى تتناول السير الذاتية، وأسفرت التجربة عن أن قراءتهم المتعمقة لمقتطفات من قصص حياة «لويس برايل»، و«هيلين كيلر»، و«طه حسين» وغيرهم، ساعدت بدرجة كبيرة على التوحد معها فى تحدى الإعاقة وتحقيق الذات وهو ما يمثل تأثرهم بما قرأوا «تقمص»، ويؤدى ذلك إلى استثارة لدافعيتهم، وهكذا يستخدم العلاج بالكلمة فى ثلاثة أنواع من الأمراض التى تصيب الإنسان وهى «الأمراض النفسية البحتة»، و«الأمراض النفس عضوية» وهى حينما يتسبب المرض النفسى فى مرض عضوى، و«الأمراض العضو نفسية» وهى حينما يترك المرض العضوى آثارا نفسية، ودراستنا تقع فى علاج النوع الثالث من الأمراض.

وحول هذه الرسالة، قال الدكتور محمد نصر، أستاذ الطب النفسى بكلية طب قصر العينى بجامعة القاهرة، إن هذه التجربة جديدة فى مجال العلوم الإنسانية، وكنت مشرفا عليها للحصول على الدكتوراه وأدركت أن العلاج بالقراءة يمثل جانبا إيجابيا مضيئا لعلم المكتبات والمعلومات، فهو يساعد الأشخاص على حل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية وفقا لخطة عمل محددة.

ويضيف: وقد أثبت هذا العمل حقيقة استحالة فصل متغير علاجى بذاته باعتباره العامل الأوحد المسؤول عن التحسن أو الشفاء، وأن هناك صعوبة فائقة فى فصل الوظائف النفسية بعضها عن بعض أثناء التناول الوصفى للمرض النفسى والتناول العلاجى، وأن محاولة فهم أطفال مرضى السرطان الذين يعانون من ظواهر نفسية سلبية نتيجة مرضهم وإقامتهم بالمستشفى لفترات قد تطول، وبعدهم عن عائلاتهم وأصدقائهم، ونتيجة للبرامج العلاجية المكثفة، ينبغى أن تتم بصياغة كل حالة من هذه الحالات على حدة، صياغة تفصيلية تشكل صورة محددة المعالم مهما بدا فيها من ثغرات نتيجة المرض والتدهور، ويظهر مدى صعوبة المعاناة التى يتعرض لها القائم على الدراسة التطبيقية للوصول إلى نتائج حقيقية، والوصول لأفضل النتائج من هذه البرامج العلاجية عن طريق القراءة الموجهة كأسلوب إيجابى من أساليب العلاج الموازى ولا يقل أهمية عن أساليب العلاج الأخرى.

الدكتور زين عبدالهادى، أستاذ ورئيس قسم المكتبات بجامعة حلوان، قال لـ«اليوم السابع» إن العلاج بالقراءة أو الببليوثيرابى له تاريخ طويل يزيد عمره على القرن، وقد ساهم فى هذا المجال أمناء المكتبات والأطباء والأخصائيون النفسيون، وهو ببساطة يعنى استخدام القراءة بأشكالها المختلفة كمساعد على العلاج فى المراض البدنية والنفسية.

وأضاف «عبدالهادى» يمكن الإشارة إلى أنه بدأ عام 1904 حيث كانت كاتلين جونز أول أمينة مكتبة تقوم ببرامج ناجحة للعلاج بالقراءة فى مكتبات مستشفى ماكلين فى ويفرلى فى ماساشوستس، حيث قامت باستخدام الكتب فى علاج المرضى عقليا، وكانت أول من فتح الباب لجعل الببليوثيرابيا فرعا من فروع علم المكتبات والاعتراف به، ورغم توقف برنامج العلاج بالقراءة بعد ازدهار كبير فى ذلك المستشفى بسبب نقص المال وانتهاء عمل الأمينة الفذة فى ذلك البرنامج فإنه يعتبر حلقة مهمة فى تاريخ العلاج بالقراءة.

ويقول «عبدالهادى» لقيت عمليات العلاج بالقراءة دفعة قوية خلال الحرب العالمية الأولى 1914–1918 بين المكتبيين والأشخاص العاديين وعلى رأسهم الصليب الأحمر واتحاد المكتبات الأمريكية حيث قاموا ببناء المكتبات وتحمل مسؤولياتها، وفى نهاية الحرب قام مكتب المجندين فى الولايات المتحدة بتسلم مهام المستشفيات العسكرية بما فيها المكتبات وتحمل مسؤولياتها.

وأضاف: ومنذ ذلك التاريخ قامت إدارة التجنيد بالدور الأكبر فى العلاج بالقراءة، وقام أدوين استارباك 1928 بتحرير «دليل كتب الأطفال من أجل تنمية الشخصية»، وتضمن قائمة كتب موزعة على الصفوف الدراسة اشتملت على قصص العفاريت والخرافات والأساطير، وفى مجلد آخر نجد قائمة بكتب القصص، وتتضمن قائمة بالمواقف مرتبة حسب المواقف الأخلاقية الواردة والجانب من الشخصية الذى يدعم الموقف.

ويوضح «عبدالهادى» أن هذا العمل الببليوجرافى ذو المجلدين اعتبر أول مرجع مصنف حسب الاحتياجات الشخصية الخلقية، وفى 1939 قامت شعبة مكتبات المستشفيات فى اتحاد المكتبات الأمريكية باستحداث «لجنة الببليوثيرابيا» بهدف استقصاء إمكانيات استخدام الكتب كعلاج فى تغيير الاتجاهات، ومن هنا يكون العلاج بالقراءة قد اكتسب وضعا رسميا فى مهنة المكتبات بتبنى الاتحاد له. أما عن أول إعلان عن الببليوثيرابى فقد نشر عام 1956 فى مجلة المكتبات عدد يناير يطلب أخصائى علاج بالقراءة للعمل فى إحدى المكتبات، ولم ينشر من هذا القبيل بعد ذلك سوى عدد محدود من الإعلانات، وكانت أول رسالة فى مصر عن العلاج بالقراءة فى قسم المكتبات بجامعة القاهرة للباحث عبدالله حسين فى العقد الأخير من القرن العشرين، أما عن أول كتاب فى مصر فكان للدكتور شعبان خليفة الرئيس السابق لقسم المكتبات والوثائق بآداب القاهرة والرئيس الحالى للجمعية المصرية للمكتبات والوثائق والمعلومات.

ويقول الكاتب الدكتور محمد المنسى قنديل، لـ«اليوم السابع»، يفترض أن القراءة تخرج الإنسان من وحدته وتلحقه بعوالم أخرى، فلا يكون مستغرقا فى ذاته، أما عن مريض السرطان تحديدا فهو يشعر أنه محاط بالألم والموت، ولهذا فالقراءة تمنحه بصيصا من الأمل، وأن الحياة ممتدة حتى ولو فى حيوات أخرى، ناهيك عن أن فعل القراءة إيجابى والسرطان يدفعك لمشاعر سلبية تتطلب مواجهتها بكل ما هو إيجابى، ونحن نعلم أنه مرض عضال والعلاج يجب ألا يعتمد على الوهم، بل على أشياء فعالة، مثل الأدوية الكيماوية والأشعة التى تقتل الخلايا وتمنع انتشارها والقراءة برأيى مخدر مؤقت من الممكن أن تهيئ المريض الكبير لموت مريح والأطفال لمزيد من الأمل فى الحياة والشفاء.

ومن هنا جاءت دعوتنا بالتطوع بالقراءة لمريض السرطان، الأمر الذى تضامن معه «قنديل» قائلا: هدف نبيل وعلينا أن نهتم به، وهذا ما يحدث فى الغرب، فهذا هو الوعى المجتمعى ولا يؤخذ عليه أجر مادى، بل يكون هناك نوع من مكافأة المواطن من الدولة بأن يكون لديهم أحقية فى التعيين فى جهات ما حينما يكون متاحا.

وقال الدكتور محمد الشامى، رئيس قسم الطب النفسى بمستشفى سرطان الأطفال 57357 لـ«اليوم السابع» إن حالات الأطفال النفسية تتحسن للحالة الإيجابية بعد جلسات القراءة، كما جاء فى الرسالة، فمراعاة القراءة المناسبة لسنهم وثقافتهم وحالهتم يكون لها تأثير بالإيجاب على نفسيته، خاصة ما يكون له صدى هو سير الأدباء والفنانين والمفكرين والشخصيات التى استطاعت أن تتخطى حاجز الإعاقة لديهم، ويكون لها شأن، وبالتالى فإن القراءة تغذى الأمل لديهم.

وعن طبيعة الكتب التى يتم اختيارها، قال «الشامى» إن الأجنبية أفضل بكثير عن العربية، فهى متنوعة، وهناك دور نشر مصرية مهمتة بالأطفال، مثل نهضة مصر التى تعد أفضلها. وعن رأيه فى دعوة المبدعين للمشاركة بقراءة أعمالهم للأطفال، قال «الشامى» بالطبع هذه دعوة رائعة جدا، ونتمنى أن يكون هناك اهتمام منهم بالأطفال ويأتون ولو لمرة واحدة فسيكون لهم أثر إيجابى على حالتهم النفسية، أما عن الدعوة للتطوع بالقراءة، فقال «الشامى» فى الدول الغربية يشترط أن يذكر فى السيرة الذاتية عدد من الأعمال التطوعية قبل التعيين فى أى وظيفة، ولهذا لماذا لا يتم تفعيل هذا الأمر لدينا فى مصر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة