عبد الرحمن مهابادى يكتب: الشبان الإيرانيون انتفضوا ضد نظام الملالى

الأحد، 14 أكتوبر 2018 12:00 م
عبد الرحمن مهابادى يكتب: الشبان الإيرانيون انتفضوا ضد نظام الملالى خامنئى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يوم 4 أكتوبر تقدم خامنئى بخطاب لمؤيديه ملىء بالتباهى بالقدرة الزائفة والذى لا تذكرنا سوى بخطابات هتلر السابقة، وأظهر مدى خوفه وذعره من الانتفاضة فى عمليتها التوسعية ومن العقوبات الدولية.

تركيز خامنئى فى خطابه كان على فئة الشباب حيث وصفهم بـ"الانحراف" وبأنهم "مشكلة المجتمع"، وقال: "العيب الحقيقى هو أن شبان البلد يعتقدون بأنه ليس هناك طريق للحل سوى اللجوء للمقاومة "، الحقيقة هى أن انتفاضة الشعب الإيرانى أظهرت أن الشبان الإيرانيين غير مرغوب فيهم من قبل الملالي، هم ثوريون ويفكرون فى طريق لخلاص شعبهم ووطنهم من حكم الملالى الأسود، هم انتفضوا انتقاما لدماء السجناء السياسيين بفضل الانتفاضة وحضور المقاومة بين الشعب وبفضل تأثير دماء الشهداء وذلك على الرغم من عمليات شيطنة المعارضة التى يقوم بها النظام وعلى الرغم من مساعى الملالى لمحو أى أثر للشهداء وللمعارضين فى إيران، وانتفضوا ضد استمرار القمع والتعذيب وإعدام أبناء إيران ونهب وسرقة أموال الشعب على يد الملالى الحاكمين وعقدوا العزم على إنهاء هذا النظام الفاسد، هم رواد انتفاضة الشعب الإيرانى ويمضون ضد حكم الملالى لتغيير المجتمع الحالي.

 هؤلاء الشبان نظموا الآن وازدادوا توسعا داخل قالب معاقل الانتفاضة وهذه هى الحقيقة التى أجبرت خامنئى على الظهور للمشهد ويؤكد اعترافا بها، الحقيقة هى أن الشبان الإيرانيين قد انخرطوا جيدا فى الانتفاضة ضد الدكتاتورية وهذا الأمر هو ما أغضب وأخاف الولى الفقيه.

 

خامنئى قدم إلى المشهد مع جمع من مناصرى ومؤيدى ولايته ليقول بأننا مازلنا هنا ولم نسقط بعد! فهو أخطأ بالحسابات مثلما فعل هتلر سابقا وتحت قدميه فى المكان الذى تحدث فيه ووقف فيه كان مهتزا للغاية ولن يمضى وقت طويل حتى يتغير المشهد بشكل كلى وهذا ما سيشهد به كل مراقب محايد ذو معرفة وعلم بأن التباهى بالقدرة الزائفة التى يقوم بها الدكتاتور خامنئى ماهى سوى زجاج وبلور هش سهل الكسر.

 

خامنئى اعترف بأن الشبان الإيرانيين لم يعودوا يريدون هذا النظام وبأنهم التحقوا بصفوف للمقاومة الإيرانية، خامنئى ادعى كذبا أن الشبان هم "المحرك الدافع للأمام فى النظام" ولكن لم يقل أن جميع شئون البلاد والنظام فى يد شخص هو من ألد أعداء هؤلاء الشبان وألد أعداء إيران والإيرانيين، خامنئى لم يقل بأنه أعدم وذبح عشرات الآلاف من شباب هذا الوطن خلال أربعة عقود من حكم الملالى الظلامي، موجة غير مسبوقة من عمليات إعدام الشباب، تتغير كل ساعة وبشكل يومي، خامنئى قال بأنه يواجه انهيارا فى صفوف مؤيديه، هذا اعتراف آخر واضح على انهيار النظام، خامنئى على خطى سلفه كرر كلام خمينى ذاته بأن عدونا ليس أمريكا بل هم أنفسهم المجاهدون الذين ينشطون فى داخل إيران.

 

خامنئى لم يخف أبدا أن بقايا نظامه كانت تواجه "طرقا وعرة" و"مطبات وحواجز" وأنها بحاجة إلى "اندفاع فكرى وعملي" ولكن "مسؤولى نظامه هم فى حالة التعب والإرهاق وفقدان المعنويات"، خامنئى تحدث عن إنجازات الإيرانيين فى مجال العلم والفلسفة والسياسة وفنون الرياضة ولكنه لم يتحدث بأن "العقول الإيرانية" اجبرت غصبا على مغادرة إيران تحت حكم الملالى وتوجهت للبلدان الأخرى، ومن بقى منهم ولم يكن قادرا على مغادرة إيران تم سجنهم وإعدامهم أو أسرهم فى براثن هذا النظام الأصولي.

 

خامنئى قال: "نحن لدينا مشاكل اقتصادية لدينا اقتصاد النفط الذى يعتبر بحد ذاته عيبا اقتصاديا، ليس لدينا ثقافة التقنين"، لن يكون هناك كلام أوضح من هذا يعترف فيه خامنئى بانكساره وفشله أمام العقوبات المميتة والتى من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الشهر القادم ضد هذا النظام وكذلك يهدد فيه الشعب الإيرانى بالقمع الشديد فى الأيام المقبلة.

 

خامنئى تحدث عن الفقر والوضع المعيشى للشعب ولكنه لم يتحدث عن ما يمتلكه هو ومسؤولو نظامه من ثروات نهبوها من أموال الشعب الإيرانى ولم يتحدث أبدا عن المسافة التى وصلت إليها الفاصلة ما بين "الأقلية الحاكمة والأكثرية المحرومة".

 

خامنئى قال أيضا: "المعارضون يستخدمون أدوات الإعلام للتأثير على الرأى العام، أداة الإعلام هى أداة مهمة وخطيرة إذا وقعت بيد العدو" لكنه لم يشر إلى آلاف وسائل الإعلام الحكومية مقارنة بوسائل إعلام المعارضين والتى تعد على الأصابع، هذا هو ما يعنى المواجهة الغير متساوية ولكنها مواجهة مشروعة ومنتصرة حيث أن وسائل إعلام المقاومة جعلت آلاف وسائل إعلام النظام بدون أى تأثير يذكر والآن لا يقف صوت الشعب الإيرانى فقط بل صوت العالم كله إلى جانب الشعب والمقاومة الإيرانية، هذه هى لوحة من الوضع الإيرانى الحالى المنتفض ضظ الحكام الغير إيرانيين، لوحة عن عدم شرعية نظام دكتاتورى فى وجه مقاومة أن ترتبط بشعبها عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام .

 

خامنئى يعلم بنفسه قبل الجميع بأن الخطابات والأحاديث لن تداوى جرح هذا النظام الساقط حيث فى النهاية أوعز لبسيجه وقوات حرسه بـ "إطلاق النار حيثما كان ضروريًا".

 

لذلك فإن المواجهة النهائية والقريبة لن تكون إلا بين الشعب ومراكز التمرد ضد دكتاتورية خامنئى والنار جوابها النار.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة