أكرم القصاص - علا الشافعي

عبدالله بكار يكتب: أكتوبر كما لم تعرفها

السبت، 13 أكتوبر 2018 04:00 م
عبدالله بكار يكتب:  أكتوبر كما لم تعرفها حرب أكتوبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إلى الذين اعتنقوا التاريخ حديثاً، أو لم يعتنقوا، إلى من لا يعرف عن الحرب سوى فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبي" إليك حرب العاشر من زاوية أخرى، من نظرة خارج الصندوق.

 

هى حرب السادس من الشهر العاشر لعام 1973، قد يبدو هذا التاريخ حديثاً للغاية، فلنتركهُ جانبا ونتعمق فى التاريخ أكثر ، دَعنا نقول أن إسرائيل إلى اليوم لم تحاول غزو اياً من بلاد العرب "رغم أن هذا الأمر هو المسعى الدائم لها " ولكنها مُنذ أن صدر وعد بلفور وهى تحاول توطيد قدمها فى فلسطين قدر الإمكان، منذ حرب "٤٨" وهى فى صراعات مع العرب جميعاً وبالأخص " مصر " لإنها كانت القوة الوحيدة آنذاك التى ترتعدُ منها إسرائيل، لذا فقد عملت منذ الأربعينات على أن تجعل كل الدول العربية تفكر فى مصالحها وحالها فقط دون النظر إلى فلسطين، واستخدمت فى ذلك أستراتيجيات "الترهيب" من خلال الصراعات المتواصلة مع أغلب الدول العربية، لكى تجعل كل دولة تفكر فى حدودها وتترك فلسطين جانباً، ليتحقق بذلك المثل الشعبى الذى يقول "إن جالك الطوفان حط ابنك تحتيك " يبدو أن أسرائيل قد بلغها هذا القول على ألسنتُنا، حتى قالك لنفسها .، أن كانوا يفعلون ذلك بالأولاد أن داهمهم خطراً! فماذا يفعلون بشعباً لا رابط بينهم سوى الإسلام، أن توغل الخوف فى نفوسهم وأستشعروا الخطر جراء الوقوف مع فلسطين؟ ومن هُنا بدأت الخطة تتضح لهم .، مهما بلغت قوة خِصمك ولكنها امتزجت بقدراً من الخوف، فلا قوة له.

 

أما مع مصر وسوريا، فكان هناك أستراتيجية مختلفة، فقد وجدت إسرائيل فى العدوان الثلاثى على مصر سنة ١٩٦٧ ما يحقق لها أهدافُها، حيثُ أنها كانت تطمح بالاستيلاء على جزء من أراضى مصر، لإجبار مصر أن تحارب من أجل أرضها أولاً ثم أرض فلسطين ثانياً .، أن كان فى نيتُها الحرب .، وبالفعلُ تحقق لها ما أرادت، حيثُ استولت على شبه جزيرة سيناء، وفى نفس الحرب استولت على هضبة الجولان فى سوريا، وفى مثُل ذاك اليوم من عام ٧٣، اتفق الرئيس المصرى والرئيس السورى على خوض حرب الاسترداد " استرداد أراضيهم فقط دون التطرق إلى فلسطين " وهو ما سَعت إليهِ إسرائيل منذ البداية، لتنجح مُخططاتها وتفشل خطط العرب التى وضعها عبدالناصر لتوحيد الأمة العربية خلف القضية الفلسطينية.

 

كانت كل تلك الأحداث تحت أنظار الولايات المُتحدة الأمريكية، والتى كانت تستطيع أن تتدخل فى بداية الحرب وتقف حائلاً بين مصر وسوريا وبين استرداد أرضهم، ولكنها انتظرت حتى استطاع العربيان تحقيق غايتهم، وقبل أن تمدد أطماعهم نحو إسرائيل ذاتُها والدخول إليها وفنائها عن بكرة أبيها .، وقفت وقالت كلمتُها " لا " لا لنكسة اليهود .، لا للتفريط فى فلسطين، فمدت جسراً جوى لإمداد إسرائيل بمساعدات، وصلت إلى أضعاف ما يمدهُ الجسر الجوى المتواضع الذى مَده الإتحاد السوفيتى إلى الجبهة العربية، وبذلك لَعبت الولايات المتحدة فى الحرب "لُعبة الكبار" تحت أنظار العرب.

 

لم تكن من ضمن خطط أمريكا أن تفنى إسرائيل، أذاً فإن إسرائيل هُزمت فى سيناء والجولان، لإن أمريكا أرادت لها أن تُهزم، أما بالنسبة لإسرائيل فإنها قد حققت بذلك المُعادلة الصعبة .، وهى الخسارة والمكسبُ معاً، لذا فإنها قد تقبلت الخسارة وذلك فى سبيل غاية أكبر، وهى "فلسطين" تحقيق الهدف الصعب "تحويل الفكر العربى من ضرورة التحالف من أجل فلسطين، إلى ضرورة إبقاء القوة لحماية الحدود الذاتية فقط، لذا فإنها قد وجدت فى معاهدة "ديفيد" التى عقدها " رجل الحرب والسلام "كما قالوا عنه .، ما يُحقق لها ما بداتهُ، لا تتعجب كيف قَبلت إسرائيل بالسلام رغم أنها خاسرة، فبعد أن تعقد سلاماً مع مصر .، من فى العرب بعد ذلك يستطيع أن يُطالب بحق الفلسطينيين فى أرضهم المسلوبة عُنوة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة