مجدى كمال يكتب: الحق فى الحياة

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 12:00 ص
مجدى كمال يكتب: الحق فى الحياة مجدى كمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعرّف القانون الشخص المعاق بأنه ذلك الذى يعانى قصورًا كليًا أو جزئيًا سواء أكان بدنيًا أو حسيًا أو عقليًا وبعيدًا عن تعريفاتنا التى نستخدمها للاستهلاك الإعلامى كوصفهم بذوى القدرات الخاصة أو أصحاب الهمم وما إلى ذلك.. فإن منظمة الصحة العالمية قد عرّفت هذه الفئة بأنهم ذوو الإعاقة People with disabilities.

هناك مليار شخص، أى 15% من السكان فى العالم تقريباً، يعانون من إعاقة من نوع ما؛ تحد من مشاركتهم فى الحياة العائلية والمجتمعية والسياسية. ويعيش ثمانون فى المائة منهم فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث يكون الحصول على الخدمات الصحية والاجتماعية الأساسية محدودًا فى أغلب الأحيان لجميع المواطنين، ويكون الأمر اشد وطأة على الأشخاص ذوى الإعاقة.

ويجب أن نكون حذرين عند الحديث عن هذه الفئة وألا نقع فى فخ كلمتى نحن وهم إذ إننا جميعًا معرضون فى أى وقت للوقوع تحت طائلة الإعاقة، ومن زاوية أخرى فإننا فى الحقيقة أشخاص معافون مؤقتًا، وفى واقع الأمر فإن كل منّا لديه نوع من أنواع الإعاقة تتفاوت درجتها طبقا للبيئة المحيطة ومدى تذليل العقبات التى تحول دون القيام بالمهام المختلفة، فالشخص الذى يشكو طول أو قصر النظر؛ يعانى نوعًا من أنواع الإعاقة التى تمنعه من القراءة أو الكتابة حتى تتيسر له وسيلة تساعده على تجاوز هذه المشكلة كاستخدام نظارة أو إجراء جراحة.

وكذلك الشخص الذى يعانى من صعوبة فى الذهاب إلى عمله فوق كرسى متحرك فإنه يعانى إعاقة من البيئة المحيطة حتى نوفر له وسيلة انتقال مع مراعاة تصميم أرصفة الشوارع بالشكل الذى يسمح له بسهولة الحركة، ومتى ذللنا العقبات استطاع الجميع القيام بوظائفهم ومهامهم فى سهولة ويسر.

ومن حقوق ذوى الإعاقة؛ حقهم فى العمل من أجل أن يحيوا حياة كريمة ولكى يشعروا بقيمتهم وتفاعلهم فى المجتمع، وبكونهم أشخاص فاعلين يستطيعون الإضافة لمجتمعاتهم والأهم ألا يشعروا بأنهم عبء على من حولهم.

ولن يتم ذلك بالتعاطف أو بوصفهم بالصفات التى تنفى عنهم الإعاقة بقدر تفعيل آليات على أرض الواقع لمساعدتهم ودمجهم فى الحياة العامة.

منذ أكثر من شهرين تعاملت مع أحد المراكز التى تهدف إلى تدريب ذوى الإعاقة على مختلف المهن وتأهيلهم لسوق العمل وتابعت مراحل التدريب بداية من استقبالهم وتوجيههم للمهنة المناسبة حسب ميولهم وقدراتهم البدنية والذهنية انتهاءً بتوظيفهم لدى كثير من الجهات سواء الحكوميه أوالخاصة وقمت بزيارة لإحدى الشركات الكبرى فى مجال المعلومات، وهناك شاهدت أحد الأشخاص يعانى من إعاقة بصرية يتعامل مع جهاز الكمبيوتر بمهارة عالية وكانت وظيفته فى هذه الشركه إدخال البيانات على أجهزة الحاسوب وتحليلها، لقد تنحّت إعاقته بمجرد أن تلقى ما يحتاجه من تدريب وحين آمن صاحب الشركة بفكرة حقه فى العمل، فأتاح له فرصة كاملة ليمارس حق من حقوقه فى الحياة، والحقيقة أننى سألت صاحب العمل عن مدى كفاءته فأخبرنى بترشيحه للحصول على ترقية ضمن أربعة موظفين آخرين لكفاءتهم وانضباطهم.

 القضية ليست صعبة لو أن كل واحد منّا آمن بحق غيره فى الحياة، لو تقبّلنا الآخر بعيدًا عن التصنيفات التى فتتت المجتمع.

هناك مراكز للتدريب تعمل فى صمت بأقل الإمكانيات تستحق كل الدعم وهناك الكثير من الشركات والجهات تستطيع أن تساهم فى تخفيف معاناة ذوى الإعاقة من خلال إعطائهم فرصة للعمل لتحقيق الذات ولدمجهم فى شتى مجالات الحياة، ربما حينذاك تختفى من قواميسنا كلمة إعاقة فالإعاقة – ولا شك - نحن من يصنعها.

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة