رغم الانتقادات التى واجهتها مصر من قبل بعض الأطراف الدولية بعد إصدار قانون ينظم مواقع التواصل الاجتماعى من أجل الحد من الشائعات والمعلومات المضللة التى تنشر عليها، إلى أن دولا كثيرة حول العالم تفرض إجراءات أكثر تشددا حتى من أجل حماية مواطنيها من أخطاء السوشيال ميديا والحد من خطاب الكراهية والتطرف التى تسمح مثل تلك المنصات بانتشاره بسهولة شديدة.
ومن بين تلك الدول روسيا التى، وبحسب تقرير لمجلة نيوزويك الأمريكية، يمكن أن يُزج بك فيها إلى السجن بسبب منشور أو بوست أو مشاركة صورة ساخرة.
دانييل ماركين، كان لا يزل فى الثامنة عشر من عمره يعيش فى شقة بمدينة بارنوال الروسية الصغيرة التى تقع على بعد ألفى ميل من العاصمة موسكو، وفى السادسة فجر أحد أيام شهر يوليو 2017، داهمت قوات الشرطة منزله وصادرت جهاز الكمبيوتر والهاتف الجوال وكل الأجهزة الإلكترونية وتم اقتياده إلى مركز مكافحة التطرف التابع للداخلية الروسية، وهناك وجهت إليه اتهامات بخطاب الكراهية ضد المسيحيين بسبب مجموعة من الصور التى أعاد نشرها أو احتفظ بها فى حسابه على النسخة الروسية من فيس بوك "فكونتاكت".
ورغم أن الصور الساخرة كانت عدائية لبعض المسيحيين، لكن محامى ماركين يرى أنه لا يوجد أساس قانونى لجعلها ترقى لخطاب الكراهية.
ومن الاتهامات التى وجهت له ما وضعه فى قائمة المتطرفين والإرهابيين التى تشمل النازيين الجدد وأنصار داعش، هذه الجريمة تمنع من بعض المعاملات البنكية إلى جانب قيود مالية أخرى تمنعه من سحب أكثر من 10 آلاف روبل، أى 150 دولار من حسابه البنكى خلال شهر.
وتقول المنظمات الحقوقية فى روسيا إن سلطات القانون فتحت 411 قضية جنائية ضد مستخدمى الإنترنت فى عام 2017 مقارنة بـ 298 قضية فى العام السابق، وتم الحكم بالسجن على 43 شخصا بفترات تتراوح ما بين سبعة أشهر إلى أربع سنوات.
وكانت الأغلبية العظمى من الاتهامات لإعادة نشر منشورات أو مجرد الاحتفاظ بالصور، مثل تلك التى احتفظ بها ماركين واعتبرت عدائية للكنيسة الارثوكسية حليفة بوتين.
ومن الأسباب التى قد تجعل الشخص محل اتهامات نشر أو الاحتفاظ بصورة أو كوميكس تصور رموز النازيين بغض النظر عن السياق الذى تنشر فيه، وقبل أربع سنوات فقط كان محظورا بموجب القانون الروسى نشر رموز الرايخ الثالث لو كان الهدف الترويج للنازية، لكن الأمر أصبح مفتوحا أكبر مما انعكس فى مزيد من الملاحقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة