ببساطة تلقت رودينة طارق هدية الأمواج، المشهد المبهر لجمال شاطئ الإسكندرية وهو مصدر إلهامهم اليومى، برفقة صديقتها التى تقطع الطريق معها يوميا على رمال الشاطئ لتستمد منه الطاقة والأمل.
وبقدر ما أن مشهد المخلفات القادمة من البحر، من أخشاب المراكب المحطمة والصدف المنتشر بكثافة، يبرك الناظر إليه، إلا أنه ببساطة بدأت فى جمع المخلفات دون أن تحديد هدف واضح، حملتها عائدة إلى المنزل لتفكر كيف يمكن أن تحول هذه المخلفات إلى شىء مختلف، وبعد دقائق وجدت نفسها تتخذ القرار، وتحولها إلى قطع فنية مبهرة تمكنت من لفت أنظار آلاف الشباب عبر الإنترنت.
بطلة هذه القصة هى رودينة طارق، الفتاة السكندرية صاحبة الـ23 عاما، فى منزلها ستجد عشرات الأعمال الفنية جميعها ألقى بها البحر ليدى "رودينة" دون أن يعرف ماذا ستفعل بها ابنة عروس البحر، التى جلست بعيون لامعة لتحكى عن نفسها وتقول "بحب الفنون من صغرى، ولما رجعت البيت غسلت المخلفات ونشفتهم، وقعدت ألعب بالأشكال لغاية ما طلع معايا أول بيت صغير من الخشب"، كلمات لخصت بها "رودينة" ما فعلته فى بدايتها لإعادة مخلفات البحار التى بدأت فى صناعتها فى منذ ستة أشهر.
جانب من أعمال رودينة
قطع فنية مختلفة نالت إعجاب الكثير من أصدقاء خريجة كلية الآداب، وتقول إن دعم الأهل والمتابعين عبر موقع التواصل الاجتماعى، جعلها تدمج هذا النوع من الفن ضمن مشروعها الصغير الذى أسسته عام 2011 لعمل الإكسسوارات والدمى القماش وكروت المعايدة، وتقول "كنت بعمل الحاجات دى وأنا قاعدة فى البيت أيام حظر التجوال بعد الثورة".
"سنة ورا سنة المنتجات اللى بعملها بدأت تاخد شكل مختلف، وبدأت اكتشف وأجرب أنواع جديدة من الفنون"، كلمات تعبر بها "رودينة" عن استمرار ابتكارها والتفكير دائماً فى أفكار مبدعة تنفذها على أصوات كوكب الشرق أم كلثوم وعبد المطلب ومحمد فوزى وعلى ألحان الموسيقى الغربية أحياناً، لتجعل الآخرون يتهافتون على منتجاتها، حتى وصلت لإنتاج تابلوهات تطريز يدوى، ومقالم بـ"قصاقيص" القماش وألعاب الأطفال وديكورات فنية من خشب المراكب، والعديد من الأعمال الفنية.
قطع فنية من مخلفات البحر
تحكى رودينة لـ"اليوم السابع" عن الأحلام التى احتفظت بها منذ كان عمرها 8 سنوات وتقول: "بحلم يبقى عندى مكان خاص بيا، يبقى مساحة مفتوحة للناس تيجى تتفرج على شغلى وكمان يتعلموا فيه أنواع مختلفة من الفنون"، وعن منتجاتها تقول: "بفرح جداً لما منتجاتى تعجب الناس خصوصاً اللى من محافظات تانية"، وترى أنها وضعت أقدامها على بداية الطريق مثلما تضعها على شواطئ عروس البحر المتوسط، بعد توقيع بروتوكول تعاون بينها وبين معهد جوته لتدريب الأطفال على استغلال المخلفات لتحويلها إلى ديكورات فنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة