بعد 35 عاما من الحظر.. شركات السينما العالمية تستعد لاستغلال عصر الانفتاح السعودى.. 300 دار عرض بحلول 2030 توفر 30 ألف فرصة عمل.. 24 مليار دولار تدخل اقتصاد المملكة.. و"فاينشال تايمز": سوق كبير

بخطى ناجحة ، تواصل المملكة العربية السعودية قراراتها الجريئة للانفتاح عبر منح المزيد من الحريات لمواطنى المملكة ، والتى كان آخرها قبل نهاية العام الماضى، بإعادة دور العرض السينمائى للعمل بعد غياب أمتد لما يزيد على 35 عاماً كاملاً، وهو ما دفع كبريات شركات الانتاج السينمائى لوضع خطط مستقبلية منذ بداية العام 2018 لاستغلال السوق السعودى الذى سيوفر بحسب خبراء دخلاً يقدر بـ24 مليار دولار على الاقتصاد.

 

وتعد شركة "فو إنترتينمنت" من المملكة المتحدة، "أ م سى" من الولايات المتحدة، و "إماكس" من كندا، من بين الشركات التى تسعى إلى إيجاد موطئ قدم فى المملكة، حيث ستبدأ دور السينما فى فتح أبوابه بداية من شهر مارس المقبل.

سوق المملكة العربية السعودية غير مستغل

وقالت صحيفة "فاينشال تايمز" البريطانية فى تقرير لها اليوم، إن المملكة العربية السعودية سوق كبير وغير مستغل بالكامل، وأن رفع الحظر سيوفر فرصة كبيرة لمشغلى السينما الذين كافحوا مع انخفاض أعداد العملاء فى الأسواق المعمول بها فى جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا.

وأشارت الحكومة السعودية، إلى أنها مستعدة لتقديم المساعدة المالية لتمويل التوسع فى دور السينما، ويتوقع أن تفتح 300 دار سينما بحلول عام 2030، وتساهم بــ 24 مليار دولار فى الاقتصاد السعودى، وتخلق 30 ألف فرصة عمل.

وقال مصدر مطلع لــ"فاينشال تايمز"، إن شركة فوكس للانتاج السينمائى تقترب من الدخول للسوق السعودية عبر الشاشة الذهبية، كما أن شركة "فو إنترتينمنت" البريطانية تجرى مفاوضات لبناء 20 إلى 30 دار سينما فى البلاد، حيث تلقى تيم ريتشاردز الرئيس التنفيذى للشركة دعوة شخصية من ولى العهد محمد بن سلمان لحضور مؤتمر أعمال فى أكتوبر الماضى حضره كبار التنفيذيين من الشركات العالمية فى جميع أنحاء العالم، كما تجرى الشركة محادثات حول مشروع مشترك مع صندوق الاستثمار العام وصندوق الثروة السيادية بــ200 مليار دولار سعودى.

وأضاف المصدر، أن الهدف من الاجتماع هو عرض خطط الأمير السعوديى لتحديث المملكة وجذب الاستثمارات التى تشمل زيادة الإنفاق على الترفيه من 2.9 إلى 6 % من الناتج المحلى الإجمالى.

لحظة مثيرة فى تاريخ السينما

و وصف الرئيس التنفيذى لشركة "فو إنترتينمنت" البريطانية، دخول السنيما السوق السعودية بأنها "لحظة مثيرة فى تاريخ السينما"، مضيفا أن هذا قد يكون فرصة كبيرة للشركة فى المنطقة، مشيرا إلى "أنهم لديهم بعض الخطط التى لا تصدق ونحن نتطلع الى مواصلة محادثاتنا فى المنطقة".

 

وفى السياق نفسه قال ريتش جلفوند، الرئيس التنفيذى لشركة إماكس، المتخصصة فى دور السينما العريضة، إنها "تدير المسرح الوحيد فى المملكة العربية السعودية" الذى افتتح فى مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا فى عام 2005 ويختص بتشغيل الأفلام التعليمية.

وأضاف الرئيس التنفيذى لشركة إماكس، "لقد تابعنا الوضع عن كثب منذ ما يقرب من عام الآن، ونحن الآن فى مفاوضات أولية مع عدد من مشغلى السينما المهتمين بالمنطقة". مضيفا أنهم على وشك الإعلان عن صفقة أولى مع السعودية ونعتقد أن عدد المسارح سيصل إلى 20 مسرح فى المملكة خلال ثلاث سنوات.

التخطيط للدخول فى مشروع سينمائى

وكان صندوق الاستثمارات العامة فى السعودية أعلن أنه يخطط للدخول فى مشروع سينمائى مع شركة "إيه.إم.سي انترتينمنت" القابضة المشغلة لدور السينما ومقرها الولايات المتحدة، بعدما رفعت المملكة حظراً سارياً منذ أكثر من 35 عاماً على دور السينما.

وقال صندوق الاستثمارات العامة: "تماشيا مع مهمته فى إطلاق وتطوير قطاعات جديدة واعدة فى المملكة، سيعمل الصندوق مع شركة إيه.إم.سي انترتينمنت على استكشاف طرق وتوزيع المحتوى السينمائى وفرص الاستثمار والشراكة المتعلقة به فى المملكة".

وكانت الحكومة السعودية، أعلنت الشهر الماضى، أن أول دور عرض سينمائى قد تبدأ عرض الأفلام مطلع مارس، فى إطار حملة إصلاحات فتحت الباب أمام الحفلات الموسيقية والعروض الكوميدية، وشملت رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات فى السنة الأخيرة.