رئيس الأهرام الكندية يستعرض تاريخ التعليم فى مصر: الجامعات أنشئت بطريقة عشوائية.. جامعة خاصة قبلت "طالب أدبى" بكلية الطب.. لم يكن لخانة الديانة وجود عندما كنت رئيسا لجامعة القاهرة.. والرئيس الأمريكى "أرعن"

الخميس، 04 يناير 2018 05:03 م
رئيس الأهرام الكندية يستعرض تاريخ التعليم فى مصر: الجامعات أنشئت بطريقة عشوائية.. جامعة خاصة قبلت "طالب أدبى" بكلية الطب.. لم يكن لخانة الديانة وجود عندما كنت رئيسا لجامعة القاهرة.. والرئيس الأمريكى "أرعن" د. فاروق إسماعيل رئيس جامعة الأهرام الكندية
أجرى الحوار: وائل ربيعى تصوير حسام عاطف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- فاروق إسماعيل: جامعة القاهرة تركت مكانها القديم محل الجامعة الأمريكية لتوفير 100 جنيه

  - أهم إشكاليات التعليم الجامعى المصرى التمسك بأنماط بالية فى النوعية

 - الرئيس جمال عبد الناصر حقق مجانية التعليم ولم يفكر فى توفير مقاعد لأبناء الجمهورية العربية المتحدة

 - مصر فى حاجة لأن تضع سقفا لعدد طلاب الجامعة ووجود 70 ألف طالب فى كلية لا يدعو للتفاخر

  - ملاك الجامعات الخاصة أساءوا للتجربة فى البداية

 

استعرض الدكتور فاروق إسماعيل، رئيس جامعة الأهرام الكندية والرئيس الأسبق لجامعة القاهرة، تاريخ إنشاء الجامعات الحكومية والخاصة فى مصر، مؤكدا أن الجامعات الحكومية فى مصر نشأت بطريقة عشوائية وبدون تخطيط مسبق.

صور فاروق إسماعيل (1)

وأضاف إسماعيل، فى حوار خاص لـ"اليوم السابع"، أن إحدى أهم إشكاليات التعليم الجامعى المصرى هى التمسك بأنماط بالية فى نوعية التعليم، موضحا ضروة التوسع فى التخصصات البينية، لأنها المستقبل فى التعليم.  

 

وإلى نص الحوار..

ما الإشكاليات التى تواجه التعليم العالى فى مصر؟

لتفسير الوضع الحالى نحتاج إلى خلفية تاريخية، وهنا نؤكد أن جامعة القاهرة نشأت بطريقة عشوائية بدون تخطيط أو استراتيجية واضحة من خلال عدد من رجالات الدولة من بينهم رموز من العائلة الملكية، وكانت جامعة القاهرة الأهلية التى نشأت عام 1908 متواجدة فى مكان الجامعة الأمريكية الآن وتركت هذا المكان لتوفير 100 جنيه لأنها كانت تدفع 400 جنيه شهريا قيمة إيجارية.

صور فاروق إسماعيل (2)

استأجرت الجامعة المصرية حينها موقع قصر الزعفران "جامعة عين شمس الآن" بـ 300 جنيه حينها، والجامعة المصرية الحكومية نشأت عاما 1925 فى مكانها الحالى بتبرع كريم من الأسرة المالكة وعلى رأسها الأميرة فاطمة بنت الخديوى إسماعيل تحت اسم الجامعة المصرية، وبدأت بـ 3 كليات "الآداب والحقوق والعلوم".  

صور فاروق إسماعيل (10)

وأضاف الدكتور فاروق إسماعيل أن المدارس العليا التى أنشئت فى عصر الخديوى إسماعيل مثلت النواة الأولى للجامعة المصرية، وأرى أن الخديوى إسماعيل كان رجلا ينظر إلى الإنجاز وأضاف الكثير ناهيك عن التصرفات الشخصية ومديونية مصر حينها، ولولا الأزمة المالية والاعتداء البريطانى على مصر 1982 كانت مصر ستنشئ جامعة خلال حكم الخديوى إسماعيل، مؤكدا أن المدارس العليا كانت متقاربة بعض الشىء مما ساعد فى تكوين الجامعة، ومنها قصر العينى الذى أنشأه الشيخ العينى أحد رجالات الدولة المصرية أيام الخديوى إسماعيل بتبرعه بالقصر لكلية الطب وبدأت بداخله أعمال العلاج والإقامة.

صور فاروق إسماعيل (3)

وقال إنه تم هدم قصر العينى الأثرى القديم آواخر السبعينيات وتم إنشاء القصر الفرنساوى الجديد، موضحا أنه كان عميدا لكلية الهندسة جامعة القاهرة فى آواخر الثمانينيات وأشرف على مشروع إنشاء القصر الفرنساوى بـ 1200 غرفة و27 غرفة عمليات، ويطلق عليه الفرنساوى لأن جزء من التمويل كان فرنسيا عبارة عن منحة، وجزء آخر قرض ميسر وكان الفرنسيون يتولون المشروع "تسليم مفتاح"، وتكلف المشروع حينها مليار و200 جنيه، وإن لم يبنَ هذا المشروع حينها كان تكلف الآن 25 مليار جنيه، والفكر الأساسى لإدارته يرجع للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك والرئيس الفرنسى جاك شيراك.

وأضاف أن إحدى إشكاليات التعليم الجامعى المصرى أننا ما زلنا متمسكين بأنماط بالية فى نوعية التعليم ولابد من دخول تخصصات بينية جديدة وهذه التخصصات تواجه عقبات فى الاعتراف بالشهادات من النقابات المهنية والمجلس الأعلى للجامعات.

هل يقدر المصريون على تطوير التعليم بالفعل أم أنه مجرد حديثا مفرغا من المعنى؟

المصريون لديهم دائما إبداعات تحدث بلا ضوابط، والدليل على ذلك إنشاء جامعة فاروق الأول التى تحولت بعد ذلك لجامعة الإسكندرية بعد ثورة 1852، فى ظل الحرب العالمية الثانية المتصاعدة بين دول العالم أجمع.

صور فاروق إسماعيل (4)

وذكر الدكتور فاروق إسماعيل أن التعليم الجامعى حينها كان بمصروفات وكان مقتصرا على أبناء الطبقة العليا فى المجتمع، عام 1949 صدر مرسوم بإنشاء جامعة محمد على باشا فى أسيوط، وبعدها بعدة أشهر صدر مرسوم بإنشاء جامعة إبراهيم باشا الكبير جامعة عين شمس حاليا، فكان بمصر 4 جامعات حتى عام 1952، وقضية التعليم العالى مالية فى كل الظروف، إلى أن سعى طه حسين، الذى كان من الطبقة الدنيا، عندما عين وزيرا للمعارف خلال الحقبة الملكية ليكون التعليم قبل الجامعى مجانيا، وكذلك الرئيس جمال عبد الناصر الذى كان من أبناء الطبقة الدنيا أيضا أصدر قرارا فى عام الوحدة مع سوريا بمجانية التعليم الجامعى، ولم يفكر حينها فى توفير مقاعد كافية لأبناء الجمهورية العربية المتحدة فى مصر وسوريا، ولا يمكن لأى إنسان أى يغير وضعه الاجتماعى ما لم يكن متعلمًا.

صور فاروق إسماعيل (5)

نظر الرئيس جمال عبد الناصر للتغلب على كثرة عدد الطلاب إلى جامعة الأزهر، وأضاف لها عددا من كليات العلوم المدنية، وتم استغلال هذا الأمر بوجود خريجين فى هذه التخصصات يتم ابتعاثهم إلى أفريقيا كطبيب أو صيدلى لمواجهة حملات التبشير التى كانت تأتى من أوروبا.

جامعات المنصورة وطنطا والمنيا بدأت تجمع مجموعة من المعاهد العليا لتكوين جامعة بطريقة عشوائية وبدون استراتيجية واضحة، فالتعليم الجامعى بخلاف الأربع جامعات القدامى أنشئ بشكل عشوائى، قائلا: "هذا الأمر له إيجابياته ونحمد ربنا إن ده حصل، وأصبح لدينا 11 جامعة حتى 1992، ومصر استوعبت الدرس واتبعت استراتيجية أخرى لإنشاء الجامعات من خلال تجميع بعض الكليات لتستقل بهم جامعة أخرى مثل الفيوم وبنى سويف والمنيا وبنها، ووصلنا الآن إلى 23 جامعة حكومية".

صور فاروق إسماعيل (7)

كيف ترى بيئة التعليم العالى الخاص فى مصر؟

مصر بها 23 جامعة خاصة، وما نحتاج إليه فى مصر أن تضع سقفا لعدد طلاب الجامعة، عندما تذهب إلى جامعة القاهرة وترى 230 ألف طالب أو 70 ألف طالب بكلية التجارة جامعة عين شمس، هل هذا شىء يدعو للتفاخر؟ وأرى أن هذا نوع من أنواع الإفلاس، ولابد من إيجاد مقاعد مريحة للطلاب طبقا للمعايير العالمية فى التحصيل العلمى، موضحا أن هناك برامج جديدة بكليات الجامعات يطلقون عليها البرامج المتميزة وأرفض هذه التسمية لأن أبناء مصر هم أبناء مصر ويتلقون نفس النوع من التعليم ولا يجب أن نفرق فى التسمية هكذا، وهذه التخصصات البينية شىء جيد بالمناسبة.

كيف تفسر زيادة عدد المنح للدراسة بالجامعات الأوروبية؟

أوروبا أصبحت قارة عقيمة لا تنتج أبناء وهذا العقم يجعلها تنظر للجنوب وهى دول البحر المتوسط مثل مصر وتونس والجزائر وأبناء هذه الدول يمكن أن يكون مصدر العمالة هناك، وهذا شىء فى مصلحة الطرفين، أن تحقق هذه الدول مصلحتها فى التنمية، وأن يحصل أبناء مصر على التعليم الجيد هناك.  

كيف ترى قرار الرئيس الأمريكى الأخير بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هو رئيس أرعن، وعليه قراءة التاريخ، الوضع استقر نوعا ما الفترة الأخيرة، وبقرار الرئيس الأمريكى الأخير يشعل الأحداث مرة أخرى، قائلا: "القرار هيعمل حريقة ولو الدنيا هديت يوم مش هتهدى لتانى يوم"، موضحا أنه رغم ميل هيلارى كلينتون لإسرائيل كان هذا الميل بفصاحة وكانت تدرى أين تضع قدمها ولم تكن لتتخذ هذا القرار، قائلا: "ترامب ضحك على العرب وخد منهم 400 مليار دولار والعرب مبسوطين وبيضحكوا وعلينا أن نعتمد على أنفسنا".

ما الجذور التاريخية للقانون الحاكم للجامعات الخاصة فى مصر؟

إذا أردت الفهم لابد أن تعود لعمق التاريخ، وفى الوقت الذى تمت عملية الترقيع للجامعات الجديدة بالمحافظات كانت الجامعات القديمة تساعد هذه الجامعات وأعضاء هيئة التدريس بها حتى تقف على قدميها، واستمر الأمر كذلك حتى بدأت مصر فى إنشاء المعاهد الخاصة مع نهاية الثمانينات، وهذا يعود للدكتور أحمد فتحى سرور، عندما كان وزيرا للتعليم وكان أول معهد هو معهد العاشر من رمضان، وتحمس الدكتور فتحى سرور لفكرة الجامعات الخاصة أيضا وكان هناك صراع بينه وبينه الدكتور حسين كامل بهاء الدين الذى لم يكن مؤمنا بفكرة الجامعات الخاصة.

صور فاروق إسماعيل (8)

وأشار إلى أنه صدر القانون رقم 101 لسنة 1992 للجامعات الخاصة، وكان الوزير المعنى بالتنفيذ الدكتور حسين كامل بهاء الدين وضع هذا القانون فى الدرج وأغلق عليه، وكان هناك بعض أصحاب المعاهد لديهم طموح لإنشاء جامعات خاصة ومن بينهم الدكتور سعادة كفافى وسيد التونسى والدكتورة نوال الدجوى وأنهوا الملفات الخاصة بذلك إلا أن الوزير المسئول عطل الأمر إلى أن تغيرت الوزارة عام 1996 وجاءت الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور كمال الجنزورى ومن هنا خرجت هذه الملفات إلى النور، وفى مايو 1996 صدرت أربع قرارات جمهورية بإنشاء أربع جامعات خاصة جامعة مصر الدولية وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وجامعة أكتوبر الحديثة للعلوم وجامعة 6 أكتوبر.

واستكمل: تم تكليفى عام 1997 من الرئيس مبارك مع فريق لدراسة موقف الجامعات الخاصة وإيجابيات وسلبيات التجربة وكنت حينها رئيسا لجامعة القاهرة، ونفذنا التكليف ووجدنا أن السلبيات ليست فى القانون ولكن فى سوء التطبيق ووجدنا جامعة قبلت طالبا حاصلا على ثانوية عامة "أدبى" فى كلية الطب وحصل على بكالوريوس الطب بالفعل وطالبا آخر راسبا فى اللغة الإنجليزية قُبل فى كلية التجارة بإحدى الجامعات، وشكل الدكتورمفيد شهاب حينها لجانا قوية لزيارة كل الجامعات ومراجعة كل الملفات وهذه كانت وقفة مهمة للغاية وكانت أول إصلاح للتعليم الجامعى الخاص.

وقال إنه فى الحقيقة إن ملاك الجامعات الخاصة أساءوا للتجربة حينها، التعليم الخاص فى العالم لا يجب أن يحقق أرباحا كبيرة وكان لملاك الجامعات الخاصة نهم للأرباح الكبيرة، وكان لابد من وضع الحدود لذلك، وتم إضافة الجامعات الأهلية لقانون الجامعات الخاصة عام 2009 وأصدرت اللائحة التنفيذية عام 2010.

كيف ترى الصراع الذى تم بين جامعة زويل والنيل؟

عندما رجع صاحب نوبل وأراد إنشاء مشروعه، الحكومة خصصت له الأرض ورفضت تمويل المشروع لعدم وجود الموارد المتاحة، وهناك مجموعة كانت بالحكومة أخذوا 127 فدانا من أرض مدينة زويل وخصصوها لوزارة الاتصالات التى دفعت مبلغا زهيدا 600 مليون جنيه، وأنشأت المبنيين الحاليين لجامعة النيل، والمشكلة هنا مشكلة إهدار المال العام وتم حماية هذا الأمر بإضافة كلمة الأهلية لقانون الجامعات الخاصة، ثم إصدار قرار إنشاء جامعة النيل لولا قيام ثورة 25 يناير، وهناك جامعتان أهليتان النيل والفرنسية والجامعة الفرنسية ليس لها مالك.

صور فاروق إسماعيل (6)

هل تطبق جامعة الأهرام الكندية قرار منع دخول المنتقبات ؟

هناك كود للملابس بجامعة الأهرام الكندية، قائلا: "أنا هنا ملتزم بعدم دخول الطلاب أو الطالبات بالشورت أو البناطيل المقطعة وعدم التدخين فى الحرم الجامعى إلا فى المناطق المخصصة أما بخصوص الطالبات المنتقبات لا يوجد هذا الأمر وتناقشت معهن ووجدت أننى سأضيع مستقبلهن إذا أصريت على تطبيق هذا القرار، أما فى حال ارتداء إحدى الطالبات للنقاب بعد دخولها الجامعة أحضرها وأتناقش معها ومع ولى أمرها، وهذا حدث بالفعل مع طالبة كانت حاصلة على منحة دراسية وسألتها على الأمر قالت إن والدها الذى أرغمها على ذلك وتناقشت معه وأقتنعه بعدم جدوى ذلك الأمر".

كيف ترى منظومة التعليم المفتوح فى مصر؟

تجربة سيئة، موضحا أن مشكلة مصر أن أى شىء تخرجه عن سياقه لأن هذا التعليم مقصود به ربات البيوت ومن فاتهم قطار التعليم أو أولئك الذين يريديون تحسين بيئة عملهم، لكن لا يصح إلحاق طلاب الثانوية العامة الجدد به، قائلا: "قرار قبول طلاب الثانوية العامة بالتعليم المفتوح كان هدما للتعليم كله، وكنت ضده من أول يوم، لأن التعليم المفتوح عملية مشوشة".

صور فاروق إسماعيل (9)

هل كان هناك قرار يتعلق بخانة الديانة فى جامعة القاهرة عندما كنت رئيسا لها؟

لم يكن هذا الأمر موجودًا، ولم نلتفت لهذه الأمور، قائلا: "مصر أحسن من كدة ويجب أن تستمر بهذه الأفضلية، 1500 سنة اللى عشناها مع بعض مسلمين ومسيحيين لا يجب أن يعكر صفوها بمثل هذه الأمور، موضحا أن التنظيمات الإرهابية مفلسة .

هل هناك تأثير على المعاملات مع الطلبة القطريين بعد قرار قطع العلاقات مع قطر؟

ليس لدى تمييز فى الجامعة بين قطريين أو نيجيريين أو غيرهم، مسلمين أو مسيحيين، لأن التعليم رسالة وليس تعليق أمور أخرى فيه، الفقير والغنى والأبيض والأسود كله له حق التعليم".   


 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة