تعد إحدى المؤسسات الكبرى العاملة فى سوق المال، بموجب قانون خاص، دراسة شاملة حول إدخال تقنيات " Blockchain" فى مجال سوق المال المصرى لتكون مصر هى أول دولة فى الشرق الأوسط تقوم بإدخال هذه التقنية الحديثة.
وقال مصدر مطلع بسوق المال، إن الشركة الكبرى عقدت عدة لقاءات مع مؤسسات دولية متخصصة لدراسة آلية " Blockchain"، مضيفا أن البنية التكنولوجية المتوفرة حالياً ستسهم بقوة فى إدخال هذا النظام، خاصة وأن هذا النظام يوفر أقصى درجة لتأمين البيانات والمعلومات، كما أنه سيرفع من سرعة التنفيذ وسيرتبط بنظم رقابة أكثر تطوراً، إلى جانب أنه سيسمح بتأمين عمليات الربط المشترك ما بين الجهات العاملة فى سوق الأوراق المالية وعدد كبير من الجهات المحلية والدولية بالإضافة إلى أنه سيضمن زيادة قدرة الجهات العاملة فى السوق على استيعاب أى زيادة جديدة فى المعاملات.
وأضاف المصدر، لـ"اليوم السابع"، أن العائق الوحيد أمام إدخال تقنية " Blockchain" مصر يتمثل فى حجم الاستثمارات المطلوبة لتنفيذه، والتى لن تقل فى مرحلتها الأولى ما بين 100-150 مليون جنيه، وهو ما يستلزم دراسة مصادر التمويل بالإضافة إلى مدى إمكانية تقديم خدمات هذه الآلية الجديدة إلى أسواق المال بالمنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا.
وتابع المصدر، أنه من المتوقع الانتهاء من دراسات تطبيق " Blockchain" قبل نهاية العام الجارى، مؤكدا على هذه التقنية هى المستقبل فى أسواق المال، وأن الأسواق المالية التى لن تدخلها سريعاً سوف تتخلف بشدة عن ركب التطور فى هذا المجال.
ويعتبر نظام الـBlockchain، عبارة عن شبكة غير مركزية آمنة يتم من خلالها تنفيذ التعاملات والتداولات المرتبطة بالوثائق الحكومية والأسهم والمنتجات المالية والعقود التجارية على اختلاف أنواعها، إضافة إلى العملات الرقمية بسرعة وأمان وفعالية ضمن أطراف الشبكة والمشاركين فيها.
ورغم أن تقنية Blockchin تعد جديدة على سوق المال المصرى، إلا أن هناك تجربة لاستخدامها بالقطاع المصرفى وتحديداً بالبنك التجارى الدولى، إذ أعلن إسلام ذكرى المدير التنفيذى لمركز إدارة وتحليل البيانات بالبنك التجارى الدولى، خلال جلسة نقاشية نظمها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية يوم الخميس الماضى أن البنك التجارى الدولى بدأ الاستثمار فى هذه التكنولوجيا اعتبارا من عام 2014، وأن مصر ليست متأخرة على الإطلاق فى هذه التقنية بل تلاحق الكيانات الكبرى التى تفعل ذلك الآن، لافتا إلى أن الصناعة المصرفية فى العالم بدأت الاستثمار فى هذا المجال اعتبارا من يناير 2015.
وأوضح ذكرى، أن هناك فرق بين الـBlockchain وعملة البيتكوين الافتراضية، فبيتكوين هى مجرد تطبيق للنظام، أما نظام Blockchain نفسه فهو ببساطة عبارة عن نظام للتسوية فى جيب كل واحد منا، يمكن الاستفادة منه فى كثير من التطبيقات ذات الأثر الإيجابى على الاقتصاد، مثل التطبيقات المالية والرعاية الصحية وتوزيع الدعم، وغيرها.
وأضاف ذكرى أن هذه التكنولوجيا تنقل العالم من مرحلة الاقتصاد القائم على مشاركة المعلومة، إلى الاقتصاد القائم على مشاركة القيمة، فيمكن من خلال هذه السجلات الرقمية نقل أى أصول بين الأفراد وبعضها دون وسيط، وستمكن هذه التكنولوجيا من إلغاء الوساطة ذات التكاليف المرتفعة، وأن يتم التحويل للقيمة فى نفس الوقت، كما أن لهذا النظام قدرة واسعة.
أما عن أبرز أوجه الاستفادة من تلك التقنية بخلاف سوق المال، أكد الدكتور أشرف عبد الوهاب كبير الخبراء الفنيين لمبادرات مصر وشمال أفريقيا بشركة مايكروسوفت، أن هناك العديد من التطبيقات التى يمكن الاستفادة بها من خلال هذه التكنولوجيا الجديدة، موضحا أن أى نشاط يتم فى المجتمع يمكن أن يسجل على هذا النظام، ضاربا المثل بقانون التأمين الصحى الجديد الذى يمكن تطبيقه من خلال هذه التكنولوجيا من مراقبة كافة الخدمات الصحية المقدمة بصورة رقمية لحظية.
وضرب مثلا آخر لتطبيق هذه التكنولوجيا على حال مصنع لمنتجات اللبان يحصل على الألبان من صغار المنتجين ويتم نقله إلى المصانع من خلال سيارات، فيمكن عن طريق هذه المنظومة أن يتم متابعة تحرك كل سيارة وقياس درجة حرارتها، وفى حالة وصول السيارات المحملة بالألبان إلى المصنع بدرجة حرارة أقل فهنا يحصل المصنع عن الألبان الطازجة، ولكن فى حالة وصولها بدرجة حرارة أعلى من اللازم فهذا يعنى أن هناك مشكلة بحمولة هذه السيارة وأن اللبن تعرض للتلف، كما يمكن للعديد من الشركات الاستعانة بهذه المنظومة لعمل دورة مستندية، وقال: "يمكن عمل بلوك تشين لكل شىء طالما لدى المعلومات عن المستهلكين.