أحمد إبراهيم الشريف

قل لى ما الكتاب الذى تشتريه.. أقل لك من أنت

الأربعاء، 31 يناير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
معرض القاهرة الدولى للكتاب ليس مجرد سوق لبيع الكتب، ولا هو مجرد مكان للفعاليات الثقافية والفنية، لكنه أكثر من ذلك هو مكان مناسب جدا لاكتشاف الإنسان المصرى ومعرفة درجة تطوره ووعيه ورؤيته لمستقبله.
 
بالطبع فإن ظاهرة شراء الكتب هى الأبرز فى المعرض، وبسهولة كبيرة نستطيع أن نلحظ التنوع الرهيب فى الشارى المصرى، وبالتالى التنوع الرهيب فى القارئ.
فى المعرض لدينا الطوابير التى لا نهاية لها التى تحرص على شراء كتب الرعب لنجوم الكتاب الذين يحققون الأعلى مبيعا، وبالطبع فإن هؤلاء الواقفين فى الطوابير فئة مصرية لا يمكن إنكارها أو التقليل منها، لكن يمكن بسهولة التعرف على سماتها فهى فئة اجتماعية «نشطة جدا» تبحث عن «الحبكة الأمريكية» فى الحكاية وفى الحياة بوجه عام، تترك الجملة العربية السليمة دلاليا ولغويا وتعجب بالجملة الوسيلة التى تؤدى الغرض فقط، كما أن وقوفهم فى طابور طويل للحصول على الكتاب جزء من ثقافتهم، وذلك لأنهم اعتادوا رؤية ذلك فى المكتبات العالمية التى تبيع روايات هارى بوتر مثلا، كذلك يكون اهتمامهم بالتقاط صورة مع الكاتب أكثر أهمية من الكتاب نفسه، لدرجة أنه بعدما يحصل على الصورة السيلفى و«يشيرها» على مواقع التواصل الاجتماعى ربما ينسى الكتاب بعد ذلك ولا يقرأه.
 
لدينا فئة أخرى من المشترين للكتب الذين يكون مقصدهم الأساسى سور الأزبكية وهؤلاء نوعان، الأول يبحث عن الكتب القديمة ويعشق اقتناء التحف وهؤلاء الناس يحبون الحديث عن «الماضى» وجماله، ويؤمنون بأن «الزمن الجميل» قد تفلتت أيامه، وحتما سوف تجده كثير النقد للجيل الحالى، النوع الثانى الذى يشترى الكتب من سور الأزبكية بسبب سعرها، وذلك يعكس وضعا اقتصاديا أكثر مما يعكس رؤية ثقافية معينة.
 
النوع الثالث يشترى كتبه من الهيئات الحكومية، وهى التى تجمع بين السعر الزهيد مقارنة بالمؤسسات الخاصة، وفى الوقت نفسه تحتوى القيمة المعرفية، وهؤلاء القراء، عادة لا يشغلهم الشكل بقدر ما تهمهم الفائدة، ويمكن بسهولة ملاحظة أنهم الأغلبية وعادة ما يقرأون الكتب التى يشترونها أو يقرأون منها.
النوع الرابع يضم من يشترى كتبه من المكتبات الخاصة، وهم نخبة من المثقفين والباحثين وفى الحقيقة هم يقدمون خدمة جليلة للثقافة وصناعة النشر فى مصر، كما أنهم يحبون المعاصرة ومتابعة الأحداث فىى وقتها.
 
هذا التنوع هو الذى أكسب مصر الكثير من جمالها وجعلها مختلفة ومستمرة ومتحدية للزمن.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة