عبد الفتاح عبد المنعم

قصة الدعم الأمريكى للمراكز الإيرانية الشيعية المتطرفة

الأربعاء، 31 يناير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل، التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وهذا ما كشفه البحث الذى حمل عنوان «العلاقات الأمريكية الإسرائيلية فى فترة الرئيس السابق أوباما تجاه الشرق الأوسط 2009-2016»، وهو البحث الذى أعدته الباحثة أمينة محمد محمود خليل، المركز الديمقراطى العربى، وأشرفت عليه الدكتورة نورهان الشيخ، ونشره المركز الديمقراطى العربى فى قسم الدراسات العبرية والإسرائيلية.
 
تقول الباحثة: فى عام 2014 بدأ التعاون الأمريكى-الإيرانى يأخذ أبعادا أمنية وعسكرية، وأخرى سياسية يمكن تفصيلها فيما يأتى: تظهر ملامح التعاون السياسى بين واشنطن وطهران فى الدعم الذى تتلقاه الجماعات الطائفية المتطرفة المرتبطة بالنظام الإيرانى، حيث يمثل «المركز الإسلامى» بمسجد ديترويت فى ولاية ميتشيغن نواة لنشاط «حزب الله» اللبنانى و«حزب الله العراقى» وغيرها من الجماعات التى تتخذ من مدينة ديترويت قاعدة لنشاطها فى أمريكا الشمالية، وقد أعيد بناء المسجد عام 2005 ليصبح أكبر مسجد فى الولايات المتحدة بتكلفة قدرها 15 مليون دولار، وبالإضافة إلى التمويل الأمريكى، أقر كريستوفر ديفيدسون بأن الجامعة قد تلقت أموالا من الحرس الثورى الإيرانى، وكذلك من السفارة الإيرانية فى لندن وذلك بهدف: «عقد فعاليات تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الغرب ومختلف مؤسسات الحكم فى إيران»، يذكر أن العديد من طلاب ديفيدسون يساهمون فى الحملات التى تشنها قناة «بريس تسى فى» الإيرانية التى تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها، ويعملون بصورة وثيقة مع المعارضة الشيعية التى تقيم فى مكاتب ومؤسسات تملكها السفارة الإيرانية بلندن.
 
ثانيا، التعاون الدبلوماسى: تعمل طهران على تثبيت دورها الجديد كقوة مركزية تهيمن على بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وتبدى استعدادها للقيام بدور إقليمى عبر تبنى: «الدبلوماسية الإيجابية» الهادفة إلى إنشاء منظومة أمنية تعاونية بين إيران والغرب، وهو الأمر الذى تشجعه واشن وفى مقابلة له مع موقع «ألمونيتور» يوم الخميس 16 يناير 2014، اعترف مساعد وزير الخارجية الأمريكى ويليام بيرنز أن الإدارة الأمريكية قد أقامت علاقات سرية بنّاءة مع إيران، وقام الطرفان بتشكيل رؤية للدور الإيجابى الذى يمكن أن تمارسه حكومة روحانى فى المرحلة المقبلة، وأكد بيرنز أنه أجرى اتصالات سرية مع الإيرانيين لمناقشة الدور الإيجابى الذى يمكن أن تمارسه إيران فى المرحلة المقبلة، مشيراً إلى قيام مسؤولين أمريكيين بإجراء اتصالات دورية مع نظرائهم الإيرانيين عبر «الهاتف والفاكس» بسرية تامة خلال الفترة الماضية، وأثنى على فريق روحانى وظريف وتفهمهم للقلق الأمريكى من ظاهرة: «تنامى دور جماعات التشدد السنى ومخاطر امتدادها فى المنطقة».
 
ثالثا، التعاون العسكرى: وتأتى تسريبات هوف بالتزامن مع ظهور أرتال من ميلشيا «حزب الله» العراقى المرتبط بفيلق القدس فى مقاطع مصورة وهى مزودة بأسلحة ومعدات أمريكية ثقيلة من ضمنها دبابات من طراز (M1 Abrams tank) وناقلات جنود من طراز (M113) و(Humvees) و(Mine-Resistant Ambush Protected vehicles MRAP)، وذلك فى ظل تردد الحديث عن حصول ميلشيات شيعية على أسلحة أمريكية مثل: «عصائب الحق» و«منظمة بدر» و«كتائب اليوم الموعود» والتى تقوم بعمليات قتالية فى العراق وسوريا تحت إشراف اللواء قاسم سليمانى قائد فيلق القدس.
 
وأكد السيناتور جون مكاين أن الجيش الأمريكى يعلم بأن القيادة العراقية قد سلمت الميلشيات التابعة لإيران كثيراً من المعدات والأسلحة التى قامت واشنطن بشحنها للجيش العراقى، وذلك لاعتقادهم أن الجيش العراقى سيحتاج إلى وقت طويل وتدريب شاق حتى يصل إلى مستوى الجهوزية القتالية، فى حين أن عامل الوقت لا يساعد على ذلك.
 
وفى المبحث الثانى انتقلت الباحثة الى نقطة الخلافات حول طبيعة البرنامج النووى الإيرانى بين الولايات المتحدة وإسرائيل وقصة إعلان الاتفاق النووى بين إيران ومجموعة الدول الست فى فيينا (يوليو 2015) ويمكن القول بأن الإنجاز الأكبر لهذه الاتفاقية يتمثل فى دخول إيران نادى الدول النووية فى ظل برنامج «سلمى» واعتراف الأمم المتحدة بها كدولة تمتلك قدرات نووية سلمية، حيث نجحت طهران فى إقناع الدول الغربية بالموافقة على استمرار أنشطة منشآتها النووية والاحتفاظ بحقها فى التخصيب، إضافة إلى حفظ البنى التحتية النووية الإيرانية، دون المساس بأجهزة الطرد المركزى، واستمرار أنشطة البحث والتطوير فيما يتعلق بأجهزة الطرد الرئيسية والمتطورة، مما يمهد لتحولها إلى أحد أهم الدول المنتجة للطاقة النووية، وخاصة فيما يتعلق باليورانيوم المخصب والماء الثقيل، والاحتفاظ بحقها فى دخول الأسواق العالمية وإلغاء جميع القيود على تصدير وتوريد المواد النووية.
 
وبالإضافة إلى الإنجاز «النووى» الذى تترنم به الحكومة الإيرانية؛ شرع الإعلام الرسمى الإيرانى فى اليوم التالى لإعلان الاتفاق إلى تعداد المزايا الاقتصادية والتى تتمثل فى إلغاء كافة أنواع الحظر الاقتصادى والمالى والمصرفى والنفطى، والإفراج عن عشرات المليارات من الدولارات، وإمكانية ضخ كمية هائلة من السيولة فى الأسواق الإيرانية جراء رفع العقوبات الاقتصادية التى كانت مفروضة على البنك المركزى الإيرانى وشركة النقل البحرى الإيرانية وشركة النفط الوطنية، والشركة النقل النفطية والشركات التابعة لها، والخطوط الجوية الإيرانية والكثير من المؤسسات والمصارف فى البلاد، وإتاحة المجال لدخول الشركات الإيرانية فى الأسواق العالمية والقطاعات التجارية والتقنية والمالية وقطاعا. «يتبع»









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة