وحدتنا أصل عراقتنا والتاريخ شاهد على العصر، فمصر أول من عرفت الوحدة الوطنية، وكانت هى المسار الذى تبعه جميع الأمم، فالمسلم والقبطى إخوة بوحدة الدم والأرض والتاريخ والعقيدة التى هى أساسها الايمان بالله ونبذ الحرب والكراهية، فالإسلام دين السلام والمسيحية دين المحبة وعلى أرض مصر نحيا بالمحبة والسلام.
عظيمة هى أرض مصر بتاريخها وشعبها الأصيل الذى حافظ على وحدة هذا الوطن منذ أمد بعيد وسالت دمائهم مسلمين وأقباط على هذه الأرض الطيبة، لترفع علم الشموخ والانتصار على مدى عهود طويلة باتحاد هذا الشعب العظيم، فناضلوا على السواء ضد الغزاة أيا كان (رومانيا، بيزنطيا فارسيا أو مملوكيا أو عثمانيا أو فرنسيا أو إنجليزيا أو إسرائيليا) واشتركوا فى حروب ( 1948، 1956، 1967، 1973) وهم يد واحدة وروح وقلب واحد.
وبالبحث أمامنا 14 قرنا فعندما فتح عمرو بن العاص مصر 641م كان بطريرك الأقباط هاربا من بطش الرومان ولما علم ذلك أعطاه الأمان، وعاد واستقبل بالترحاب وأعطى أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وكنائسهم وأموالهم فى برهم وبحرهم لا يدخل عليهم شىء من ذلك ولا ينقص، فقد كان قول الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإنهم لهم ذمة ورحمة" فقد كان أول دستور يحكم مصر منذ بداية الفتح الإسلامى.
وكذلك فى عهد أحمد بن طولون حيث سمح للمسيحيين ببناء الكنائس والاحتفال بأعيادهم وكذلك فى عهد خمارويه وحكم الإخشيديين وفى عهد جوهر الصقلى والمعز لدين الله، وفى العصر الأيوبى كان الكاتب الخاص لصلاح الدين الأيوبى مسيحيا ومنحه لقب الشرف والرئاسة.
وفى 1517 م تحولت مصر من دولة مستقلة يحكمها سلاطين الى ولاية تابعة للامبراطورية العثمانية، حيث شهد كل من المسلمين والمسيحيين المعاناة والاضطهاد على السواء من فرض الضرائب الباهظة.
1805: 1848 اتسم عهد محمد على بحسن معاملة المسيحيين واندماجهم مع المسلمين فى إدارة أجهزة الدولة.
1854: 1863 التحق المسيحيون رسميا فى صفوف الجيش فى عهد االخديوى سعيد.
1863: 1879 فى عهد الخديوى إسماعيل عندما عرض على مجلس الشورى إنشاء مكاتب لتعليم الأهالى القراءة والكتابة طالب النواب المسلمين بأن يدخلها المسيحيون أيضا.
وفى 1919 تجلت فيها أروع وأعظم مظاهر الوحدة الوطنية وصمودهم ومقاومتهم للاحتلال البريطانى تحت شعار عاش الهلال مع الصليب.
وفى عهد الرئيس السيسى صدر قانون بناء الكنائس بعدما شهد معوقات على مدار سنوات سابقة.
إن وحدتنا الوطنية هى صمام أماننا نحن المصريون، وشعار الدين لله والوطن للجميع وعاش الهلال مع الصليب شعار كل أبناء الشعب المصرى بعنصريه المسلم والمسيحى.
فتحية للشعب المصرى العظيم الذى آمن تمام الايمان بوحدته الوطنية الراسخة منذ القدم وعبر الزمان وجسدها واقعا ملموسا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة