إن تمدنى بمعطيات نجاحك فأنت شخص قادر على العطاء إلى أقصى حدوده وبدون مقابل، أن تـُجنبنى إخفاقات مررت بها حرصا منك لئلا تتعثر خُطاى فأنت تتمنى لى التوفيق وبكل سرور، أن شددت على يدى لتوجهنى فأنت حقاً رائع لأنك قادر على تدوير النجاح لنجاحات عديدة لتكررها، أن تبذل جهداً للبحث عن من ليس لهم احد يستثمر ما بهم ما طاقات فأنت تصنع المعجزات ولسوف تُعد فى مقدمة قديسى تلك الصفوف، إن فعلت ذلك مع أشخاص تتوسم فيهم النجاح فأنت تمنحه نجاحا مقرونا باسمك اذ لم تبخل عليه بأى من معطيات نجاحك الشخصى، إن قمت بهذا الواجب ذلك فأنت تصنع صفاً ثانيا لا يترك وراءه ابداً أرضا بوراً، تلك هى أولى خطوات صناعة الصف الثانى الذى سوف يكملون ما بدأته.
يذكر تاريخ الفن المصرى قصة طريفة عن صناعة الصف الثانى والتى تحكى عن، امرأة ورجل تعارفا عبر نظرة وابتسامة ولقاء تلك الثلاثية التى كانت لا تخرج عنها اغلب قصص الحب حينذاك، تعارفا بفعل قربهما اذ هى تعمل خادمة فى بيوت احد شعراء مصر وهو الشاعر الكبير "مأمون الشناوى"، وهو يعمل مكوجى قُرباً منها واكتوى بنار تلك الخادمة وراح يسطر لها اعذب كلمات الحب خفية فى ملابس شاعرنا العظيم، حرصاً منه على سمعتها، ويبدو أن الخلاف بينهما وصل أشده، فأنشد لها كلمات من اعذب ما يكون ليُذكوها بعهديهما، وظنت الخادمة أن كبرياءه سيمنعه أن يشدو لها بكلمات صلح، ولكن خاب ظنها ! اذ ترك لها رسالة فى ملابس الشاعر مأمون الشناوى دون أن تدرى، وراح الشاعر يرتدى ملابسه لتمتد يده لذلك الجيب السحرى الذى اعتاد أن يعطره بكلمات الحب بين الحين والحين، والذى كان يحمل تلك المرة رسالة ناعمة مكتوب فيها " ع الحلوة والمرة مش كُنا متعاهدين، ليه تنسى بالمرة عشرة بقالها سنين " التى صارت بعدها جواز سفره لعالم الفن، فما كان من الشاعر الكبير إلا سؤال الخادمة عن كيفية وصول تلك الرسالة لملابسه، فاعترفت الخادمة مرتبكة عن سرها المختوم وقصة حبها لـ " سيد مرسى " مكوجى المنطقة وللفور استدعى " سيد مرسى " فقال له انه بالفعل صاحب تلك الكلمات ولديه الكثير من الأشعار، فشجعه كثيراً وبسرعة اتصل بالمطرب عبد الغنى السيد الذى اعجب بكلماتها وتم تلحينها ولاقت نجاحا باهراً، واصطحب الشاعر العظيم مأمون الشناوى الشاعر الرقيق " سيد مرسى " فى لقاءات متعددة تجمع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وغيره كثيرا من فنانين مصر العظام، وسارا معاً كتفاً لكتف !، وكتب الشاعر سيد مرسى ذلك المكوجى الموهوب كثيرا من الاغانى لكبار المطربين والمطربات والتى نالت القسط الأكبر منه الفنانة وردة.
اشترونى - وليالينا - وحشتونى " وغيرها، ظل الشاعر سيد مرسى ممتن لشاعرنا الكبير مأمون الشناوى الذى قدم له يد العون وصنع منه شاعرا كُتب اسمه بين كبار الشعراء.
رحم الله جيلاً عظيماً صنع عظماء، ولم يبخل عليهم بأىٍ من معطيات النجاح، رحم الله جيلاً كان يعشق صناعة الصف الثانى، حفظ الله مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة