دعونا نتحدث معًا ببساطة.. كثر فى هذه الأيام على مسمعنا المصطلح اللعين "التحرش".. تناقشنا كثيرًا فى هذه النقطة وتجادلنا بلا فائدة لنعرف ما السبب فى انتشار هذه الظاهرة المخزية.. قالوا المظهر.. وطريقة اللبس.. قالوا ضعف التربية.. قالوا حالات نفسية.. وإلخ.
متى نقول إن المظهر الذى أدى لذلك؟
عندما نرى أن طريقة ملبسنا ارتقت عما سبق والوضع تغير..ومهما كانت طريقة اللبس خاطئة هذا ليس مبررًا للتحرش وحتى قديمًا اعتادوا على ارتداء الملابس القصيرة لكن لم يكن هناك ما يسمى تحرش ..تحرش؟! أعتقد أنه مصطلح يليق بالحيوانات…نعم..كيف تكون إنسانًا خلقك الله بعقل يحكمك..وضمير يراجعك، ولا تستطيع ضبط نفسك؟، يغريك المظهر!! فتتحول فورًا لحيوان..تقذف كلامًا حقيرًا..تنقض على جسدًا ..نتيجته جروح نفسية عديدة وعقد ترد إليك ولمن هم من نفس فصيلتك يومًا.
نعم ..تخيل أن فتاة حدث معها هذا تزوجت منك يومًا جاهلة أنك تفعل ذلك..ستكون فتاة معقدة ولديها العديد من الحواجز النفسية التى ستؤثر عليك..إنك مجرم بل حيوان..فالإجرام غالبا اما يكون بهدف أنانى أو انتقامى لكن ما مصلحتك من هذا وعمومًا ما لا يتحكم فى غرائزه لم ندرك له مفهومًا سوى أنه حيوان فهو محى عقله الذى ميزه الله به عن سائر المخلوقات والذى به يتحكم فى نفسه..بل ويا أسفاه يتفاخر بفعلته الحقيرة وذنبه وعجبًا على من يطيقون التعامل معهم ..هؤلاء يجب نبذهم يا سادة.
والغريب أيضًا هذه الأيام أن هناك من يعتقد أن هذا أمر عادى ولا يستحق العقاب أو المواجهة..لا يا هذا..الأمر يستحق الكثير..فهناك أرواحًا ينعدم الاحساس منها..وهناك أشخاص تموت الثقة بداخلهم..حسرة عليكم يا من لا تقفون بقوة فى هذه المشاهد اللعينة..يا من تتجاهلون أو تخافون.
أعتقد أن الذنب الأكبر يقع عليكم يا مكفوفى الأيدى..فالتهاون فى هذا يسمح بتكراره فضلًا عن تطوره مع الأسف وبهذا يصبح أمرًا مألوفًا ونتحدث فيه بأريحية وبدون أى انفعال ! يا أيها المغيبون، أفيقوا ..استرجعوا عقولكم وإنسانيتكم، أين اختفت المبادئ والأخلاق والمروءة ؟! كونوا السلاح المهاجم لهذا الحيوان الذى سيطر على روحكم .، ربما أخاطب ما تبقى من انسانيتكم ولكن مع الأسف هناك من فقدها نهائيًا وسيهزأ من الكلمات ويضحك، اضحك ؛ فهذه لحظتك وغدًا ندمك بإذن اللَّه .