أكرم القصاص - علا الشافعي

صور.. متحف الشرطة بالإسماعيلية يخلد ذكرى مقاومة البوليس المصرى للإنجليز

الخميس، 25 يناير 2018 04:30 ص
صور.. متحف الشرطة بالإسماعيلية يخلد ذكرى مقاومة البوليس المصرى للإنجليز متحف الشرطة بالإسماعيلية
الإسماعيلية – صبرى غانم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الخامس والعشرين من يناير من كل عام تحتفل الشرطة بعيدها القومى، والذى خٌصص عيداً لهم، بعد معركتهم الباسلة أمام القوات البريطانية فى محافظة الإسماعيلية فى 25 يناير عام 1952، حينما رفضوا تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية، مضحين بأنفسهم فداءً للوطن، وأسفرت الاشتباكات بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 56 شرطيًا مصريًا و80 جريحًا، وقامت القوات البريطانية بالاستيلاء على مبنى محافظة الإسماعيلية، وبعدها تحول الـ25 يناير إلى عيد للشرطة يحتفل به كل عام، كما أنه أصبح عيدًا قوميًا لمحافظة الإسماعيلية، وفى 2009 أصبح يوم 25 يناير من كل عام يوم عطلة رسمية فى مصر.

 

ومتحف الشرطة المتواجد بالدور الأرضى بمديرية أمن الإسماعيلية، والذى افتتحه وزير الداخلية الأسبق زكى بدر عام 1987 بمناسبة أعياد الشرطة، وفى 17 يناير عام 2015 قام وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم بافتتاحه مرة أخرى بعد تطويره.

 

ويضم المتحف عددًا من اللوحات التى تحكى معركة الشرطة ضد البريطانيين عام 1952، كما يضم المتحف عددًا من الأسلحة التى كانت تستخدمها الشرطة على مر العصور، بالإضافة إلى وجود ماكيت داخل صندوق زجاجى بداخله مجسم لمعركة الشرطة أمام "قسم البستان" بديوان عام محافظة الإسماعيلية القديم أثناء محاصرة القوات البريطانية للمحافظة، ويضم أيضًا المتحف مجموعة من الملابس الخاصة للشرطة على مر العصور وأسلحة عسكرية وسيوف تستخدمها الشرطة بالإضافة إلى لوحة تضم أسماء الشهداء والمصابين فى معركة الشرطة مع البريطانيين عام 1952.

 

ويفتح المتحف أبوابه أمام طلبة وتلاميذ المدارس، وذلك بالتنسيق المسبق مع مديرية أمن الإسماعيلية، وذلك لتعريف الطلبة التلاميذ تاريخ الشرطة على مر العصور.

 

وتتناول اللوحات المتواجدة داخل المتحف عددًا من اللقطات، والتى تحكى القصة الكاملة لمعركة الشرطة فى الإسماعيلية عام 1952.

 

وتبدأ قصة معركة الشرطة والتى تصورها لوحات المتحف، أنه فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارًا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

 

وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها وهو ما جعل إكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.

 

هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

 

وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى، وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تمامًا لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الإنجليز، فكانت أحداث 25 يناير 1952.

 

بدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحًا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلاً ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

 

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة.

 

واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏

 

وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا،‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير 1952.

 

ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.

 

وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏.‏

 

وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.

 

ويضم المتحف لوحة أسماء شهداء مجزرة الإسماعيلية من جنود الشرطة المصرية وهم: السيد محمد الفحل، وعلى السيد على، وعبد الحكيم أحمد جاد، وثابت مصطفى، وأحمد مراد أحمد، وعبد ربه عبد الجليل عامر، ومحمد أحمد إبراهيم المنشاوى، وفتحى بدوى أحمد الحليوى، وعبد الله عبد المنعم فرج، ومصطفى عبد الوهاب محمود ومحمد الطوخى رمضان، وسيد على حسين، وحسين عبد السلام قرنى، والسيد مجاهد على الزيات، وعبد النبى سالم جمعة، ومحمد أحمد حمدى، وعبد الحميد عبد الرازق، وأبو المجد محمد مصطفى، وعبد السلام سليم صالح، ورضوان أحمد محمد حيدر، وكامل مازن حسين، وفؤاد عبد الرازق على، وأحمد أبو زيد منياوى، وعبد الحميد معوض حشيش، وعبد الفتاح شاهين، وعبد الله مرزوق عبد الله، ومحمد إبراهيم أحمد، ومحمد محمود بدوى، وفرج السيد إسماعيل، وعبد الحميد مسلمى أحمد، وعبد السلام أحمد إبراهيم، ومحمد الجندى إبراهيم، وفتحى أمين جمعة، ورياض عبود أسعد، وعبد الغنى محمد خليفة، واليمانى إسماعيلى إبراهيم، وعبد الفتاح عبد الحميد، وبسيونى على الشرقاوى، ومحمد محمد البياعة، وأمين عبد المنعم السيد، ومحمد حسن محمود حسن، ومحمد المليجى أحمد مصيلحى، وبهى الدين على حجازى، وعبد الفتاح عبد النبى العطار، وعبد المنعم بيومى على البنا، ومحمد عبد المعطى حسن عيد، ومحمود محمد عبد الرحمن فودة، وحسن عبد السلام عبد المنعم، ومحمود حسن عفيفى عمارة، ومحمد عبد الغنى السيد الفيشاوى، ومحمد أحمد على زايد، وعلى محمد منصور الطبال، وأحمد محمد فريد، وأبو الفتوح أحمد أبو الفتوح، وعبد الحميد إبراهيم على منصور، وسعد على السايس.

مجسم قسم البستان فى الإسماعيلية
مجسم قسم البستان فى الإسماعيلية

 

محطة سكك حديد الإسماعيلية
محطة سكك حديد الإسماعيلية

 

جانب من المعركة
جانب من المعركة

 

البكباشى أحمد فتح الله
البكباشى أحمد فتح الله

 

سور مبنى قسم أول
سور مبنى قسم أول

 

جثث شهداء الشرطة
جثث شهداء الشرطة

 

خناجر من كل العصور
خناجر من كل العصور

 

الزى الشرطى
الزى الشرطى

 

جانب من اللوحات بالمتحف
جانب من اللوحات بالمتحف

 

تحصين مبنى قسم أول الإسماعيلية
تحصين مبنى قسم أول الإسماعيلية

 

جانب من الضباط المصريين
جانب من الضباط المصريين

 

تدمير المدرعات
تدمير المدرعات

 

جانب من الزى الشرطى داخل المتحف
جانب من الزى الشرطى داخل المتحف

 

أنواع من المسدسات داخل المتحف
أنواع من المسدسات داخل المتحف

 

مبنى المستشفى العام
مبنى المستشفى العام

 

الجنود مع الأهالى
الجنود مع الأهالى

 

ماكيت قسم البستان
ماكيت قسم البستان

 

زى رجال الشرطة
زى رجال الشرطة

 

أنواع من المسدسات قديمًا
أنواع من المسدسات قديمًا

 

أنواع من الأسلحة
أنواع من الأسلحة

 

الزى الشرطى قديما
الزى الشرطى قديما

 

بنادق قديمة داخل المتحف
بنادق قديمة داخل المتحف

 

الزى الشرطى قديما
الزى الشرطى قديما

 

دفاع الجنود
دفاع الجنود

 

أسماء شهداء معركة الإسماعيلية
أسماء شهداء معركة الإسماعيلية

 

عربات الجيب قديما
عربات الجيب قديما

 

متحف الشرطة داخل مديرية أمن الإسماعيلية
متحف الشرطة داخل مديرية أمن الإسماعيلية

 

تابلوهات داخل المتحف
تابلوهات داخل المتحف

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة