قرأت لك.. البلاغة والتواصل بين الثقافات.. كيف يفهم الناس بعضهم؟

الثلاثاء، 23 يناير 2018 07:00 ص
قرأت لك.. البلاغة والتواصل بين الثقافات.. كيف يفهم الناس بعضهم؟ غلاف كتاب البلاغة والتواصل
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر للدكتور عماد عبد اللطيف، أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب، فى جامعة القاهرة، كتاب جديد بعنوان "البلاغة والتواصل عبر الثقافات" ضمن منشورات دار شهريار بالعراق.
 
ويقوم الكتاب على أنّ التواصل عبر الثقافات شكل من أشكال التواصل الإنسانى يتأثّر بعوامل انهيارِ التواصلِ أو فشله، مثل مدى دقّة الرسالة، ووضوحها، وشفافية الوسيط، وعوامل التشويش، وأسباب سوء الفهم، أو التأويل المفرط.
 
وفى حالة التواصل بين ثقافتَين مختلفتَى اللّغة تُضافُ عواملُ أخرى تؤثّر فى نجاح التواصل بين الثقافات أو فشله؛ أهمُّها التباين اللُّغوى والثقافى واختلاف الأنماط البلاغية فى الثقافَتَين المتحاورتين، والصور النمطية السلبية التى تكوّنها كلُّ ثقافة للثقافات واللُّغات الأخرى.
 
 فالتواصلُ بين الثقافات معرَّض بدرجة أكبر للفشل والانهيار بسبب اختلاف الشفرات اللُّغوية، وتباينِ دلالة العلامات غير اللُّغوية، واختلافِ طريقة كلِّ ثقافة فى التواصل والتحاور، إضافةً إلى الصور النمطية التى تترسّخ فى أذهان أبناء ثقافةٍ ما عن أبناء الثقافات الأخرى، ولأنّ التواصلَ بين الثقافات أكثرُ قابلية لوقوع حالات سوء الفهم وانهيار التواصل فإنّ مخطّطى هذا التواصل وممارسيه لابدَّ وأن تتوفّر لديهم معرفة أكاديمية عميقة وشاملة بالأسباب التى قد تؤدّى إلى سوء الفهم أو انهيار التواصل بوجه خاصّ، والعوامل التى قد تؤثّر فى التواصل بين الثقافات بوجهٍ عام.
 
يقدم كتابُ البلاغة والتواصل عبر الثقافات مثل هذه المعرفة فيما يتعلّق بالأسباب والعوامل اللُّغوية، والتواصلية، والبلاغية، التى تؤثّر فى التواصل بين الثقافتين العربية والغربية. ويقومُ، فى سبيل تحقيق ذلك، بالاعتماد على منهج وصفى مقارن، يتتبّع الخصائص اللُّغوية، والبلاغية، والتواصلية للثقافتين العربية والغربية، ويقارن بينها، ويستكشف الآثار الإيجابية أو السلبية التى قد يُحدثها اختلاف هذه الخصائص فى التواصل الحالى أو المستقبلى بين العرب والغرب، كما يتبنّى الكتابُ فى بعض مواضعه، وبخاصة فى الخاتمة، منظورًا معياريًّا؛ إذ يقترح حزمة من المعايير، والتوصيات، التى يُمكن أن تُسهم فى التقليل من آثار هذه الاختلافات أو تجاوزها.
 
وقسم الدكتور عماد عبد اللطيف الكتاب إلى مقدّمة، وأربعة فصول، وخاتمة، تتناول المقدّمةُ أهدافَ الكتاب، ومنهجَه، وتقسيمَه، وتتضمّن عرضًا نقديًّا للدراسات العربية المنجَزة حول موضوعه، أمّا الفصل الأولُ، فيدرس السياق التاريخى والسياسى الذى نشأت فيه فكرة التواصل عبر الثقافات، كما يتعرّض بإيجاز لغايات هذا التواصل، وكيفياته، وأنواعه، وطبيعة المشاركين فيه. فى حين يناقش الفصل الثانى بالتفصيل دور اللُّغة بشكل عام فى التواصل مع الغرب؛ من حيث هى أداةٌ للحوار من ناحية، وأداةٌ لتشكيل الثقافات المتحاورة من ناحية أخرى، ويُعالَج هذا الفصل بعض جوانب العَلاقة بين اللُّغة والفكر والمجتمع؛ وثيقة الصلة بالحوار العربى- الغربى.
 
التواصلُ بين الأفراد أو الثقافات قد يحدث عبر وسيط الكتابة أو المشافهة، والتواصل الشفاهى قد يكون بوساطة اللغة أو العلامات غير اللفظية مثل الإشارة، والإيماءة، وحركة الجسد، والرموز، والصور. ونظرًا للتمايز الكبير بين كلا الشكلَين من التواصل؛ فقد انفرد كلٌّ منهما بمبحث خاص؛ استنادًا إلى خصوصية الحقل المعرفى الذى يدرسه، والمناهج التى يستعملها. فالفصلُ الثالثُ يتناولُ التواصل مع الغرب من منظور بلاغي؛ ويعالج تأثير اختلاف الأنماط البلاغية للثقافتين العربية والغربية على التواصل الكتابى بينهما. وتُقترحُ فيه بعض الإجراءات التى قد تؤدّى إلى تحييد الأثر السلبى لهذا الاختلاف أو تقليله من ناحية، وتدعيم الأثر الإيجابى من ناحية أخرى، ويستند هذا الفصل إلى زخم من الكتابات الأكاديمية التى أُنتجت على مدار العقود الأربعة الأخيرة فى إطار البلاغة التقابلية contrastive rhetoric، وتطويراتها فيما يُعرف بالبلاغة بين الثقافى intercultural rhetoric، وهو حقل معرفى معنى بالمقارنة بين أساليب اللُّغة المكتوبة ونظمها فى لغات وثقافات مختلفة. 
 
أمّا الفصل الرابعُ، فيتناول خطواتِ التواصل الشفاهى بين العرب والغرب، كما يدرس تأثير اختلاف الثقافتين العربية والغربية فى دلالة العناصر غير اللّغوية؛ مثل الإشارات، والأصوات، والحركات، ...إلخ، ويُعالج تأثير هذا الاختلاف على طرق استخدامها، وأثر ذلك فى التواصل بين الثقافات سلبًا أو إيجابًا، وفى سياق ذلك، تُقدَّم اقتراحاتٌ وتوصياتٌ لتقليل الأثر السلبى الذى قد تمارسه هذه الاختلافات الثقافية فى التواصل القائم أو المتوقّع بين العرب والغرب، وتعزيز الأثر الإيجابى لهذه الاختلافات. 
 
ويفيد هذا الفصل من بعض المنجزات الأكاديمية المهمّة فى حقل دراسات التواصل بوجه عام، وحقل دراسات التواصل بين الثقافات بوجه خاصّ.
 
وأخيرًا، تأتى الخاتمةُ لتتضمّنَ النتائجَ العامّةَ للبحث، ولائحةً تشمل توصيّات موجّهةِ للأفراد والمؤسّسات العربية المشاركة فى التواصُل العربي-الغربى وقائمةً تتضمّن الموضوعاتِ التى أقترحُ أن تدرسَ بشكلٍ أكاديمى لسدّ بعض الفجوات الموجودة فى المعارف العربية الضرورية لإنجاح هذا التواصل.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة