قرأت لك.. "تشكلات العلمانى".. العلمانى ليس ضد الدين "مصر نموذجا"

الإثنين، 15 يناير 2018 07:00 ص
قرأت لك.. "تشكلات العلمانى".. العلمانى ليس ضد الدين "مصر نموذجا"
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد صعود الحركات الدينية المعاصرة حول العالم، وحجم تعليقات الباحثين والصحفيين حولها، أن الدين لن يختفى بأية طريقة من العالم الحديث، وقد رحب كثيرون "بصعود الدين" باعتباره وسيلة لدعم البعد الأخلاقى للسياسة العلمانية والمخاوف السياقية، فى ما اعتبره آخرون عرضا لتصاعد الرشادة والتعصب فى الحياة اليومية، لقد ظهرت مسألة العلمانية كموضوع للجدل الأكاديمى والخلاف العملى. وإذا ما كان هناك شىء متفق عليه، فهو سردية التقدم الخطى المباشر من الدينى إلى العلمانى لم تعد مقبولة، ولكن يتبع ذلك أن العلمانية ليست صالحة على نحو شامل؟.
 
هذا هو المنطلق الذى يحكم كتاب " تشكلات العلمانى فى المسيحية والإسلام والحداثة" للكاتب طلال أسد  ترجمة محمد العربى، والصادر عن دار جداول. 
 
والكتاب لا يقع مباشرةً ضمن الأدبيات التـى تتناول ثنائيات العلمانية والدين، والدين والدولة الحديثة، فموضوعه الرئيس عن الكيفية التـى تشكّل ويتشكّل بها العلمانى فى سياقات زمانية ومكانية متباينة ومتشابكة فى آن، يبدأ طلال أسد بحثه عن العلمانى بطرح سؤال تحريضـى عما الذى يمكن أن تكون عليه أنثروبولوجيا العلمانى، ومن هذا الأساس يستكشف الكتاب المفاهيم والممارسات والتشكّلات السياسية للعلمانية، بالتأكيد على التحوّلات التاريخية التـى شكّلت التوجهات والحساسيات العلمانية فى الغرب والشرق الأوسط الحديثين.
 
وينتقل أسد من هذا البحث كى يفكك العديد من الافتراضات الشائعة حول العلمانى والمساحات التـى يُدعى أنه يغطيها، ويجادل بأنه فى الوقت الذى انشغل فيه علماء الأنثروبولوجيا بدراسة غرابة العالم غير الأوروبى، وما رأوه جوانب غير عقلانية فى حياته الاجتماعية مثل الأسطورة والخرافة والتابوهات والدين، فإنهم لم ينتبهوا جيدًا إلى دراسة ماهية الحداثى والعلمانى على نحو مماثل.
 
 كذلك يطرح أسد تساؤلات حول العلاقات الإشكالية بين العلمانى والألم وحقوق الإنسان وتشكّل القومية والدولة الحديثة، ويستخلص أسد من دراسة تلك القضايا أن العلمانى لا يمكن أن ينظر إليه كنقيض أو كوريث للدين (الذى يعاد تشكيله كخطاب وممارسات من كل عصر لآخر)، كذلك لا يُمكن أن ينظر إليه كالوجه الآخر للعقلانى أو الرشيد، فإنما العلمانى توصيف له تاريخ متعدد الطبقات ويضرب فى الجذور إلى تشكّل الحداثة وما قبلها وما أنتجته من مفاهيم وممارسات يتقاطع بعضها مع الدينـى. 
 
وعلى أساس هذا الافتراض، يحاول الفصل الأخير المطوّل فى الكتاب عن إعادة تشكّل القانون والأخلاق فى مصر فى القرنين التاسع عشر والعشرين أن يقدّم نموذجًا لعمليات العلمنة كما بدت فى ساحة تشكّل القانونى والأخلاقى فى مصر الكولونيالية.
1
1

2
 

3
 
تشكلات العلمانى
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة