نادية لطفى تكتب: أنا الآن امرأة جميلة

الثلاثاء، 02 يناير 2018 04:18 م
نادية لطفى تكتب: أنا الآن امرأة جميلة نادية لطفى
اعداد : وائل السمرى - خطوط أحمد فايز - رسوم أحمد خلف - شارك فى إعداد الملف أحمد عصام - عباس السكرى - محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكتب الآن هذه الكلمات.. والسنة الجديدة فى طريقها إلى الدنيا.. أستعد لها بسنوات عمرى المتبقية فى الحياة.. 
 
أقول لها ادخلى وخذى من حياتى ما شئت.. 
فقد اعتدت أن أحتفل مطلع كل عام بالسنة الجديدة وأيضا بميلادى الموافق 3 يناير من كل عام.. أكتب من غرفتى بمستشفى المعادى العسكرى حيث أخضع للعلاج فيها منذ شهور مضت..
 لكنى مع قسوة الألم أمارس حياتى كما أريد وأحب وأبغى.. 
ألتقى الناس ولا أهرب منهم لتقدمى فى العمر فلست ممن يخافون من الزمن ولا من أفعاله 
فالهروب من المرض والشيخوخة ضعف، ولا أحب أن أتصف بهذه الصفة.
 
ربما الآن يحق لى أن أعترف أنى لست أنا فى الشكل والصورة التى اعتاد الجمهور رؤيتها.. لكن تقدم العمر أضاف لى خبرات وتجارب كثيرة ربما يكون أولها عمق التعامل والحكمة والرؤية المستقبلية.. الآن أنا امرأة جميلة الفكر أمتلك حرية الروح والإرادة والاختيار.
 
أسأل نفسى الآن بعد هذا العمر: ما هى الحياة؟ وأكاد أجزم أن الحياة هى انعكاس حقيقى لحب الوطن وتقديس ترابه.. 
وإن قُدّر لى أن أعيش الحياة مرة أخرى سأحياها كما أحييتها، فأنا عشتها وقبلتها واستمتعت بها ومارستها، ومازلت أمارسها كما أحب وكما أريد.. 
على مدار سنوات عمرى لم يمر فى خاطرى كلمة عدو.. لم أشعر ذات يوم أن لى أعداء.. ربما هم موجودون لكنى لا أراهم.. الحياة هى لحظة مشعة صادقة.. وصادفت هذه اللحظة كثيرا بسبب نعم ربنا، وجميل جدا أن تصل لها وتستمتع بها وتحلق داخلها بكل حب، فالحب جزء من دمائنا.. ساكن فينا.. الحب أكسجين الحياة وبدونه نختنق، هو أحلى ما فلا الحياة وأيضا أقسى ما فيها، لكن أكثر الأشياء التى تعلمتها من الدنيا هو الصبر.. الصبر.. الصبر.. فالصبر مفتاح الفرج، والصبر دواء لداء الشقاء.
 
أسجل انطباعاتى عن الأيام.. قلبى لم يعرف الخوف ذات يوم لكنه عرف معنى الصبر.. ربما ما تعلمته من محن الحياة هو الصبر.. لم أضبط نفسى متلبسة بالخوف ولا مرة.. لم يراودنى أبدا.. حتى الخوف من المرض أو الموت.. ولى طريقة فى تناولى للأشياء المرعبة بعيدا عن فكرة الخوف منها.. فأنا أدرك تمامًا أن الموت حق علينا.. فلماذا أرهق نفسى بالموت وأنا حية أرزق وأضحك وأحب.. 
أسأل نفسى أيضا: لماذا سيحدث بعد الموت؟ وأجيب: يحدث ما يحدث، فعندما أموت لن أخاف من الموت أيضا لأنى لن أحس به.. وهذا هو الأمر الواقع ومن الأفضل أن نتقّبله كما هو.. الموت سفر لمنطقة مجهولة وأنا لا أعرف شيئا عن المجهول.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة