فاروق حسنى يكتب: شهادة عن الزمن

الثلاثاء، 02 يناير 2018 03:52 م
فاروق حسنى يكتب: شهادة عن الزمن فاروق حسنى
اعداد : وائل السمرى - خطوط أحمد فايز - رسوم أحمد خلف - شارك فى إعداد الملف أحمد عصام - عباس السكرى - محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الزمن هو دلالة الحياة، ودلالة الفناء، لكنه يظل دائما مستمرا، فهو أقوى ما فى الوجود، فهو البداية وهو النهاية وما بينهما تستمر الحياة ويبقى الوجود.
 
كيف نعرف الزمن ماديا؟.. هو المستحيل ذاته، ولكن يمكن أن نحدد ملامح الزمن من خلال الوصف.
وفى اعتقادى أن هذا التصور لا يمكن أن يتأتى إلا بالتأمل، وعندها ندرك أن الزمن هو اللامرئى والمتمثل فى الأشياء.
 
لكل فترة من الزمان شخصيتها بفعل الزمن وتأثيره عليها، فالكائنات الحية هى المثال الواضح للتأثر بالزمن ومنها عمر الإنسان الذى يتضح فيه عمر الزمان، وتركت هذه العوامل بصماتها على كل شىء يحمل الحياة داخله، وكذلك الجماد الذى لم تسلم الأحجار والمعادن من فعل تأثيره.  فالزمن هو الأمر الثابت والمستمر بدأً من الأزل وصولاً للأبد، فهذا هو عمر الزمن، أما الأعمار كلها بدايةً من الكون إلى نهايته بما فيه وما عليه فليست أكثر من سجين فى زنزانته.
 
874608-فاروق-حسني
فاروق حسنى
 
مرت عدة حيوات، وتركت آثارها يحملها الزمن وهو يغزو المستقبل، ومن هنا نخلص أن الزمن هو الأقوى وهو الأبقى، وهو الذى نقيس به الوجود حتى ارتبط الزمن بالضوء الذى استعمله الفيزيائيون كوحدة لتحديد المسافات الكونية، هكذا الزمن طغى على الوجود، وسوف يغزو المستقبل حتى ينتهى الوجود.
 
الزمن ليس السنين والأيام والساعات والدقائق، ولكنه الساحر الذى يسحبنا دون الشعور بالسفر للمستقبل، هو الشىء واللاشىء، ولكنه فى النهاية هو كل شىء، هو الذى يشعرنا بالحياة ويشعرنا بوجودنا وما حولنا، وهو أيضا الذى يقترب بنا إلى النهاية ولا نشعر به، كأنه الطيف، لكنه هو القوة المطلقة التى تسيطر على حركة الكون، وبالتالى الوجود الذى يسكن فينا بالرغم من أننا ساكنوه.
 
الضوء هو ذلك الشىء الذى يشعرنا بالزمن، فهما متلازمان، كل منهما مقياسا للآخر.
 
ألم يكن عجيبا هذا العقل الإنسانى الذى قبض على طرفيهما فأدرك أن الزمان واقع لا لبس فيه؟
الزمن هو سر الله سبحانه وتعالى، وهو بيده تحريكه إلى أى مدى وفى أى اتجاه.
 
لماذا نكتب فى الزمن؟ لأنه الواقع الذى لا لبس فيه ولا فكاك، فمن خلاله حدد تاريخ الوجود الكلى للكون، وكذلك أخذ منه التاريخ قسطا لا بأس به فى الماضى، أما ما قبل الماضى فهو محفور فى مخلفات الواقع الجيولوجى، ومنه أدركنا أن الزمن هو الذى حدد الوجود، وعندما ينتهى الكون كما بدأ بالانفجار العظيم سيكون الصمت هو الواقع ويختفى الزمن مع الواقع المادى ويكون العدم هو السائد.
فليحيا الزمن.. 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة