من رحم المعاناة يولد النجاح، ومن المخاض والآلام تولد الحياة الجديدة، فوسط عالم الأيتام المليء بالصعاب، تتكشف بطولات وتظهر النجاحات، ويبرز أهل الخير، فى عالم خاص تتمكن الكثير من الفتيات من تحويل حياتها الصعبة فى دار رعاية، إلى قصة ملهمة يمكنها لفت الأنظار، وتقرر آخريات التطوع رغم كل مشاغل الحياة، لتقضى وقتها فى رعاية الأيتام، وتحول سيدات منازلهم إلى أسر بديلة، وهنا نرصد أربع نماذج لأربع سيدات يمثلن الجانب المضيء فى عالم الأيتام، ويمثلن الآلاف غيرهن من النساء اللاتى لم يلق عليهن الضوء من قبل، ويعشن فى الظل يصنعن بطولات من نوع خاص.
نحن أمام 4 سيدات، منهن من تربت فى دور رعاية أيتام، فقررت أن تكرس حياتها لخدمة الأيتام، من خلال تدريب المتطوعين والعاملين فى دور إيواء الأيتام، وأخرى قررت أن تكون أمًا للأيتام، فابتكرت ما يسمى بمفهوم"الأسرة البديلة"، وثالثة كانت أول من تكتب فى خانة الوظيفة ببطاقة إثبات الشخصية، مقدمة رعاية أطفال، ورابعة قررت دعم المتطوعين فى دور رعاية الأيتام من خلال أعلى قمة فى إفريقيا.
نهلة النمر.. من التربية فى ملجأ إلى مدربة للعاملين فى دور الأيتام
خرجت إلى الحياة لتجد نفسها يتيمة، لا تعرف لها اسمًا، يتبدل اسمها وفقًا لما يروق لمشرفات الملجأ، الذى تربت بداخله، ليستقر اسمها فى النهاية بعد بلوغها سن الـ11 عامًا، والتحاقها بالصف الأول الإعدادى إلى نهلة النمر.
رغم تفوقها، فى الدراسة فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، إلا أنه وفقاً لما هو معتاد فى دور الأيتام، أن تلتحق الفتاة بثانوى تمريض، لكن نهلة تمرضت على هذا المسار، وقررت أن تلتحق بالثانوية العامة، ومن ثم التحقت بمعهد خدمة اجتماعية لتحصل على درجة البكالوريوس، لتعمل كمشرفة فى نفس الدور الذى تربت فيه.
نهلة النمر
بعد شهرين من عملها، وجدت نهلة نفسها فى حالة من الضيق، لأنها لا تريد العمل فى الدار، إلا أنها بعد حضور إحدى الورش عن مناقشة مشاكل الأيتام، وجدت أن من يتحدثون عن هذه المشاكل بعيدين عن واقع المشاكل التى يعانى منها الأيتام، فقررت أن تلتحق بجمعية "وطنية" وأصبحت مسئول أول فى وحدة التقييم فى جمعيتها وتعطى تدريبات للمتطوعين الذين ينزلون دور الأيتام، وكذلك تشرف على تدريبات للعاملين فى المجال وتشارك عبر مواقع التواصل ومع الأطفال فى الدار تجربتها.
حصلت نهلة على شهادة دولية مهنية فى مجال تعزيز نمو الطفل، وترى نهلة، أنه على الطفل اليتيم أن يبدأ بنفسه وأن يكون مقررًا لمصيرة، وأن يتحدث عن مشاكله ويكافح من أجل حلها.
شيرين توفيق.. دعم وتشجيع متطوعى دور الأيتام من أعلى قمة فى أفريقيا
على الرغم من أن شيرين توفيق، فتاة تعمل فى مجال التسويق فى أحد شركات الاتصالات، إلا أنها قررت التطوع فى أحد دور الأيتام منذ أكثر من 4 سنوات.
واجهت شيرين، تحديات كثيرة فى أثناء تطوعها ولكنها ثابرت وأخذت بالأسباب من خلال حضور برامج تدريبية فى جمعية وطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام.
رسالة شيرين توفيق من قمة جبل كلمنجارو
حصلت شيرين، على العديد من الدورات والاستشارات فى مجال رعاية الأيتام واستطاعت إحداث تغيير ملحوظ فى حياة الأطفال فى الدار التى تطوعت به لخدمة ورعاية أطفاله.
تتميز شيرين، بأنها شخصية محبة للرياضة، وهذا ما شجعها فى عام 2015 لتسلق قمة جبل كليمنجارو، وهى على قمة فى القارة الأفريقية.
لم تفوت شيرين فرصة تسلقها لقمة كليمنجارو، دون أن تطوعها فى خدمة الأطفال الأيتام، حيث وجهت رسالة مصورة بالفيديو، حرصت من خلالها على تقديم الدعم والإرشادات والنصائح للمتطوعين والعاملين فى مجال رعاية الأيتام.
شيماء منيتى.. أول فتاة تدون وظيفة "مقدمة رعاية أطفال" فى البطاقة الشخصية
شيماء منيتى، هى أول فتاة مصرية، تدون مهنة "مقدمة رعاية أطفال"فى خانة الوظيفة، ببطاقة إثبات الشخصية.
حصلت شيماء على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية، وعملت فى أحد دور الأيتام، بعد حصولها على منحة للتدريب والتوظيف فى جمعية وطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام.
تحلم شيماء، بأن يكون فى مصر رخصة لمزاولة مهنة مقدمى رعاية الأطفال، بحيث يصبح من يعملون بهذه الوظيفة مؤهلين للتعامل المهنى والنفسى مع الأطفال، ولديهم الإمكانيات والقدرات على التعامل معهم وحل مشاكلهم بعيداً عن العنف والإقصاء.
رشا فهمى.. الزواج ليس شرطا أمام حلم الأمومة بعد كفالة طفل يتيم
رشا فهمى، فتاة مصرية، ضربت مثالاً رائعاً، فى الأمومة، حيث قررت ألا يكون هذا الحلم موقوفاً على الزواج، لتنعم الفتاة بشعور الأمومة.
رشا التى تعمل مدربة Life Coach، كفلت طفلة حرمت من والديها واحتضنتها من خلال نظام "الأسر البديلة" والذى يسمح بكفالة أطفال فاقدى الرعاية الأسرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة