صور.."اليوم السابع" يدق ناقوس الخطر.. مراكز علاج الإدمان غير المرخصة مقبرة.. والد آخر ضحية بالجيزة: مات بعد 15 يوم علاج.. ووالدته: أخبرونى بأنه مرهق وسلمونى جثته.. والتحريات: المركز ملك مندوب مبيعات وبدون أطباء

الجمعة، 19 يناير 2018 03:00 ص
صور.."اليوم السابع" يدق ناقوس الخطر.. مراكز علاج الإدمان غير المرخصة مقبرة.. والد آخر ضحية بالجيزة: مات بعد 15 يوم علاج.. ووالدته: أخبرونى بأنه مرهق وسلمونى جثته.. والتحريات: المركز ملك مندوب مبيعات وبدون أطباء والدة المجنى عليه
كتب بهجت أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما ليس هو الضحية الأولى الذى يفقد حياته بسبب مافيا مراكز علاج الإدمان المنتشرة دون رقابة من الأجهزة الرقابية المختصة بوزارة الصحة، إلا أن حادث وفاة الشاب "محمد"، أو مقتله داخل أحد تلك المراكز يعطى جرس إنذار للتصدى لتلك الظاهرة التى انتشرت، وراح ضحيتها عدد من الشباب الراغبين فى التخلص من سموم المخدرات التى احتلت أجسادهم، وسيطرت على عقولهم.

 

"محمد" الشاب البالغ من العمر 25 عاما تدهورت حالته النفسية فى الاونة الأخيرة، وبدأ يردد كلمات غريبة على مسامع والديه وأفراد أسرته، يرفع الاذان فى غير وقته، حتى بدأ والده فى ملاحظة أن ابنه أصيب بسوء، وأنه لابد من الإسراع فى علاجه، حتى عرض عليه أحد أصدقائه إيداعه مركز لعلاج الإدمان، لاعتقاده أن أحد رفاقه أوقع به فى طريق الإدمان، وبدأ والد الضحية التواصل مع مركز بمنطقة البدرشين بالجيزة، حتى حضر فريق "شحن" مكون من 4 أشخاص واصطحبوا "محمد" إلى المركز، وبالرغم من أن الشاب كان بصحة جيدة، وودع أفراد أسرته وجيرانه قبل بدء رحلة العلاج، إلا أنه لم يمضى سوى 15 يوما، حتى تلقت والدته اتصالا من أحد العاملين بالمركز يطلب منها الحضور على وجه السرعة، لتكتشف عقب وصولها للمركز أنه فارق الحياة، وبدلا من تسلمه معافى من الخلل الذى أصيب به، تسلمته جثة هامدة، ليتضح عقب توقيع الكشف الطبى عليه قبل دفنه أنه تعرض للتعذيب، حيث جاء التقرير ليكشف أنه مصاب باشتباه كسر بالجمجمة، بالإضافة إلى إصابات وجروح بالفم وآثار إصابة بالرقبة من الجانبين.

 

والدة الضحية
والدة الضحية
 
"اليوم السابع" حقق فى الحادث، فى محاولة لجذب اهتمام المسئولين للتصدى لظاهرة انتشار تلك المراكز والمصحات العلاجية غير المرخصة، التى يقوم عليها بعض الراغبين فى تحقيق أرباح مادية، دون النظر إلى أرواح الضحايا.
 
والدة المجنى عليه 2
والدة الضحية 

انتقل "اليوم السابع" إلى منزل الضحية بمنطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، بشارع ضيق متفرع من شارع داير الناحية، أو كما يطلق عليه شارع السوق، تسكن أسرة الضحية، صوت القران يصدر من مكبر صوت بالمنزل، وحالة من الحزن تعم أرجاء المكان، والد الشاب المجنى عليه "محمد إبراهيم" روى التفاصيل الكاملة للحادث فقال " إبنى "محمد" كان شاب يتمتع بكامل قواه العقلية والجسدية، يبلغ من العمر 25 عاما، وهو الإبن الأكبر لى، يصغره اثنين من الأبناء، كان يعمل بمجال المعمار والمقاولات، وفى الآونة الأخيرة قرر أن يغير طبيعة عمله، فساعدته فى فتح محل مكواة ببولاق الدكرور، حيث استقر فى تلك الوظيفة، حتى بدأت حالته النفسية تسوء فى الأيام الأخيرة قبل وفاته، حيث كان يردد الأذان بصوت عال فى غير أوقات الصلاة، بالإضافة إلى ترديده بعض الكلمات غير المفهومة.

 

المجنى عليه 3
المجنى عليه

وأضاف والد الضحية "اعتقدت أن أصدقاء السوء استدرجوه لطريق الإدمان، خاصة أن منطقة بولاق الدكرور تنتشر بها تجارة وتعاطى المواد المخدرة، حتى عرض عليا أحد اصدقائى علاجه بمركز مختص فى مركز لعلاج الإدمان بمنطقة البدرشين، حيث أن أحد معارفه تلقى العلاج به سابقا، وبالفعل تم الاتصال برقم هاتف خاص بالمركز، وأجاب أحد العاملين به، وتم عرض الحالة عليه، فأكد أنه سوف يتم إرسال فريق "شحن" لاصطحاب إبنى، وعقب الاتفاق مع مسئول المركز يدعى "أحمد.ع" حضرت سيارة ملاكى بها 4 أشخاص، واصطحبوا "محمد"، وقبل توجهه بصحبتهم ودع والدته وشقيقيه بالإضافة إلى عدد من جيرانه الذين كانوا يهتمون بأمره.

 

المجنى عليه 2
الضحية 

وتابع والد الضحية حديثه قائلا: "حصل مسئولو المركز قبل اصطحاب ابنى "محمد" على مبلغ 700 جنيه مقدما، حيث تم الاتفاق على حصولهم على مبلغ 2500 جنيه شهريا خلال فترة علاجه، ورفضوا أن يتوجه اى فرد من الأسرة بصحبتهم، حيث أكدوا أن الزيارة لها أوقات معينة وذلك للحفاظ على الحالة النفسية للمريض، وبعد مرور4 أيام على إيداعه بالمركز، توجهنا لزيارته بالمركز الكائن بمنطقة البدرشين، حيث حضرت سيارة ملاكى  تابعة للمركز واصطحبتنا لداخله بعد أن وصلنا لمكان قريب من المركز، وعندما طلبنا لقاء إبنى، رفضوا بحجة الحفاظ على حالته النفسية، وعرضوا تصويره بالهاتف للإطمئنان عليه، إلا أن والدته أصرت على لقائه، فعرض عليها مسئولى المركز إطفاء الأنوار، ومشاهدته عبر نافذة زجاجية، وبالفعل وافقنا على عرضه، وشاهدناه عبر النافذة، حيث كانت حالة الصحية جيدة، وحصلوا خلال الزيارة على مبلغ 500 جنيه.

والد الشاب المتوفى
والد الشاب المتوفى

 

واستكملت والدة المجنى عليه الحديث، فقالت " بعد الزيارة اتصل مسئولى المركز عدة مرات لسداد باقى المبلغ المالى، فأكدت لهم أن باقى المبلغ المطلوب سيتم دفعه خلال الزيارة القادمة، وأكد مسئولى المركز أنهم اكتشفوا أن إبنى"محمد" ليس مدمن مخدرات، بل مريض نفسى، وانهم نقلوه من قسم الإدمان، إلى قسم الأمراض النفسية بالمركز.

المجنى عليه 4
الشاب المتوفى 

وبعد مرور عدة أيام اتصل بى أحد مسئولى المركز، وابلغنى بضرورة الحضور على وجه السرعة إلى مستشفى الهرم، حيث أن "محمد" أصيب بأزمة صحية، فاصطحبت غبنى الأصغر وخلال توجهى إلى مستشفى الهرم، تلقيت اتصالا أخر وطلب منى الانتظار حيث ستحضر سيارة تابعة للمركز لاصطحابي، وبعد المكالمة وصلت السيارة ولم يتوجه قائدها إلى مستشفى الهرم، وإنما توجه إلى المركز الذى يُعالج به إبنى بالبدرشين، وفور وصولى فوجئت أنهم وضعوا جثة إبنى بسيارة ملاكى، وقالوا لى إبنك مات، البقاء لله.

والدة المجنى عليه
والدة المجنى عليه تروى تفاصيل وفاة ابنها 

وتضيف والدة المجنى عليه قائلة " دخلت فى نوبة من البكاء والصراخ، وطلبت منهم سرعة نقله على المستشفى ومحاولة إنقاذه إلا أنهم أكدوا انه فارق الحياة، ونقلوا جثة إبنى على المنزل، مدعين أن وفاته طبيعية، إلا أنى فوجئت بوجود اثار تعذيب بجسد إبنى، حيث حضر مفتش الصحة وأكد وجود شبهة جنائية فى الوفاة، وتضمن تقريره أن إبنى مصاب باشتبه كسر بقاع الجمجمة، واثار إصابات بالفم والرقبة، مما دفع والده لتحرير محضر بقسم شرطة بولاق الدكرور حمل رقم 319 لسنة 2018، اتهم فيه مسئولى المركز بالتسبب فى وفاته.

الشارع الذى يقيم به المجنى عليه
الشارع الذى يقيم به المجنى عليه

 

ومن جانبه ذكر مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة أن المركز الطبى الذى فارق فيه الضحية الحياة غير مرخص، وهو عبارة عن فيلا يديرها عدد من الأشخاص بدعوى أنه مركز لعلاج الإدمان، حيث يحصلون من عملائهم على مبلغ 2500 جنيه شهريا، وقد يزيد المبلغ حسب الحالة الخاصة بالمريض، وحسب الحالة الأجتماعية والمادية لأسرته،  كما كشفت تحريات الرائد محمد الجوهرى رئيس مباحث بولاق الدكرور، والرائد طارق مدحت أن العاملين بالمركز لا يوجد بينهم أطباء، كما أن مالكه كان يعمل مندوب مبيعات بدولة خليجية، وحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية.

 

التقرير الطبى
التقرير الطبى

 

وأضاف المصدر أن نيابة بولاق الدكرور أمرت بتشريح جثة المجنى عليه، وطلبت تقرير الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة، مؤكدا أن قرار الضبط والإحضار الخاص بمسئولى المركز سيصدر إذا أثبت تقرير الطب الشرعى وجود شبهة جنائية فى الوفاة.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى

اين

أين الجهات المسئولة عن التفتيشات على مراكز علاج الإدمان حتى أقسام الشرطة التى لا تعلم اذا كان مركز مرخص ولا لأ فى دائرتها الأمنية مازال نعيش بقانون سمك لبن تمرهندى  

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة