فى ذكرى رحيلها.. حكايات فاتن حمامة مع الأدباء.. لم تقدم أعمالا لنجيب محفوظ.. إحسان عبد القدوس رفض عملها بالتليفزيون وقال لها: "تبقى حمارة".. يوسف إدريس اتصل بها غاضبا: إنا الأحق بالفوز بجائزة نوبل

الأربعاء، 17 يناير 2018 06:00 م
فى ذكرى رحيلها..  حكايات فاتن حمامة مع الأدباء..  لم تقدم أعمالا لنجيب محفوظ.. إحسان عبد القدوس رفض عملها بالتليفزيون وقال لها: "تبقى حمارة".. يوسف إدريس اتصل بها غاضبا: إنا الأحق بالفوز بجائزة نوبل فاتن حمامة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فاتن حمامة فى الحياة كما فى السينما، ضمير يمشى على الأرض، ودور يؤدى بإتقان، تعرف إمكانياتها جيدًا فتزداد تواضعًا، وتحرص أكثر على تنمية ذاتها، ومراقبة سلوكها ونفسها، وفى زمن التسريبات، لا تسريب لفاتن، ولا تثريب عليها، لم تسقط يومًا فى كراهية.

سيدة الشاشة العربية، والتى تمر اليوم ذكرى وفاتها بعدما رحلت عن عالمنا فى 17 يناير 2015، كانت ذات بصيرة وثقافة فنية، لم تكن مجرد فنانة، فقد كانت تبحث وتقرأ فى الأدب العربى والعالمى، بحثا عن تجربة فنية جديدة، تقدمها.

والسينما والأدب كانت هى وجه الفنى، وأرتبطت بصداقات بالعديد من الأدباء التى قدمت لهم العديد من الأعمال الفنية، كما كانت لها العديد من القصص معهم.

إحسان عبد القدوس

لم تقترب إحسان فى السينما من أدب أى كاتب أو أديب، مثلما اقتربت من أدب إحسان عبد القدوس، ويبدو أن الاثنين كونا ثنائيا فنيا أدبيا، فلم تكتفى هى بتجسيد أعمال أخذت من روايات وقصص "عبد القدوس"، فهو الآخر لم يبخل عليها بكتابة أفلام وسيناريوهات لها خصيصا، ودائما ما كانت قصصه لها الأولوية فى أعمالها.

فاتن حمامة وإحسان عبد القدوس
فاتن حمامة وإحسان عبد القدوس

قدمت فاتن حمامة فى السينما، لإحسان عبد القدوس من رواياته الطريق المسدود عام 1958، والتى نشرت عام 1955، "لا أنام" التى نشرت فى عام 1958، وقدم الفيلم قبلها بعام واحد، كما قدمت لا تطفئ الشمس فى عام 1962، بعد عام واحد من نشر الرواية، وامبراطورية ميم.

وبحسب كتاب "فاتن حمامة" للكاتبة زينب عبد الرازق، فإن إحسان وفاتن كانت تربطهما صداقة قوية، حتى أنها عندما طلبت منه تقديم أعمال تليفزيونية تكون من تأليفه رفض وقالها "تبقى حمارة"، لكن لم تكن تستطيع الزعل من إحسان، بحد وصف الكتاب.

وأضافت وبالفعل رفض إحسان أن يعطيها أى رواية قصيرة تقدمها للتليفزيون وبدأت تبحث فى الكتب، ووجدت روايات لتوفيق الحكيم عظيمة جدا، واخترت منها "الساحرة" ، "أريد هذا الرجل" ، "أغنية الموت"، وفى رواية "الساحرة" كان معى عادل إمام وسعيد صالح وكانا فى بدايتيْهما وكنا نضحك كثيرا من طرافة شخصيتيهما.

يوسف إدريس

"تأمل أى صورة لفاتن حمامة أو شاهد لها أى فيلم وثق بأنك من أول لحظة ستقف إلى جانبها وتتحمس لها، لا لجمالها وأناقتها، ولا لأى اعتبار يتعلق بالجنس أو الإثارة ففاتن ليست من ممثلات الجنس"، هكذا وصفها الكاتب الكبير  يوسف إدريس، والذى جسدت له بعض من أشهر رواياته، ربما أهمها وأشهرها على الإطلاق "الحرام" الذى يمثل واحدا من أيقونات السينما المصرية، تم إنتاجه فى عام 1965، بينما الرواية نشرت فى عام 1960.

يوسف إدريس
يوسف إدريس

وقدمت قبله فيلم "لا وقت للحب" عام 1963، والمأخوذ عن رواية "قصة الحب" التى نشرت عام 1957.

وبحسب الكاتبة زينب عبد الرازق فى كتابها "فاتن حمامة"، كما نقلت على لسان الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، وكانت تربطهما علاقة صداقة قوية، إن زوجته هى من رشحت لها أن تقرأ رواية "الحرام" وما إن انتهت فاتن من قرأتها حتى قررت تجسيد دور عزيزة، كما أن والحديث لا يزال على لسان أحمد بهاء الدين، فإن يوسف إدريس، عندما فاز الأديب الكبير العالمى نجيب محفوظ، بجائزة نوبل، اتصل بفاتن وعبر عن عضبه مؤكدا أنه الأحق من محفوظ بهذه الجائزة.

نجيب محفوظ

رغم أنها جسدت أدوارا فنية، اقتبست من روايات عربية وعالمية إلا أنها لم تقترب من أدب نجيب محفوظ، وترى الكاتبة زينب عبد الرازق، أن الأمر يمثل خسارة كبيرة لفاتن حمامة لأنها لم تلعب دورا كتبه "محفوظ"، وخسارة للأخير أيضا، إنه لم يجد هذه الآلة العبقرية التى تعبر عن شخصياته.

فاتن حمامة ونجيب محفوظ
فاتن حمامة ونجيب محفوظ

وقال عنها صاحب نوبل "هى تستحق بجدارة لقب سيدة الشاشة العربية، وهذا ليس من فراغ، استطاعت فاتن أن تحافظ على موهبتها التى منحها الله لها وتنميها، وهذا لأن فاتن لديها ثقافة عميقة وإدارة قوية.

الأدب

لم تكتف بتجسيد الأعمال السابقة أو للكتاب السابقين فقط، فجسدت بين الأطلال ليوسف السباعى، ودعاء الكروان لعميد الأدب العربى طه حسين، وليلة القبض على فاطمة لسكينة فؤاد، وفيلم الباب المفتوح للطيفة الزيات.

فاتن حمامة فى مشهد من فيلم نهر الحب الماخوذ من رواية آنا كارنينا لتولستوى
فاتن حمامة فى مشهد من فيلم نهر الحب الماخوذ من رواية آنا كارنينا لتولستوى

الأدب العالمى أيضا نهلت منه "حمامة" وقدمت أعمالا لا تنسى فقدمت فيلم "نهر الحب" وهو مأخوذ من قصة "أنا كارنينا" للأديب الروسى ليو تولستوى؟، وفيلم "اليتيمتين" وهو معالجة فنية من رواية "الولدان الشريدان" لبيير كورسيل، وفيلم "زمن العجائب" التى اقتبس عن رواية شرقى عدن للروائى الأمريكى جون ستاينبيك، وفيلم قلوب الناس قصة الأب المزيف لجول مارى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة