الصين تسعى لتفادى كارثة بيئية بعد غرق ناقلة النفط الإيرانية

الإثنين، 15 يناير 2018 02:09 م
الصين تسعى لتفادى كارثة بيئية بعد غرق ناقلة النفط الإيرانية حريق ناقلة نفطية - أرشيفية
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سعت السفن الصينية، اليوم الاثنين، إلى تنظيف بقعة كبيرة نجمت عن تسرب نفطى بعد غرق ناقلة النفط الإيرانية قبالة سواحل الصين، ما أثار المخاوف من تضرر الحياة البحرية فى المنطقة بشكل بالغ.

وكانت ناقلة النفط الايرانية "سانشى" المحملة ب 136 ألف طن من النفط الخام الخفيف وأشتعلت فيها النيران منذ السادس من يناير، غرقت الاحد بعدما أشتعلت بكاملها بقوة وانبعث منها عمود من الدخان وصل ارتفاعه الى الف متر فوق بحر الصين الشرقى.

وعُثر على جثث ثلاثة فقط من افراد الطاقم البالغ عددهم 32 شخصا. وكانت السفينة الايرانية اصطدمت بسفينة الشحن "سى اف كريستال" التى ترفع علم هونغ كونغ، ما ادى الى اشتعال النيران فى الناقلة النفطية الإيرانية.

وقال مسؤولون إيرانيون الاحد إنه لم يعد هناك أمل فى العثور على ناجين من افراد الطاقم المؤلف من 30 إيرانيا وبنجلادشيين.

وعم الغضب والحزن مقر "شركة الناقلات الوطنية الإيرانية" فى طهران، حيث كانت عائلات افراد الطاقم تنتظر الحصول على معلومات عن مصير ابنائها.

وأوردت محطة "سى سى تى فى" التلفزيونية الصينية ان عمليات البحث والانقاذ ألغيت، وبدأت اعمال التنظيف بعد أن تم الاثنين اخماد حريق كان لا يزال مشتعلا على سطح المياه.

وقامت سفينتان برش مواد كيميائية لاذابة النفط بحسب "سى سى تى فى" التى اضافت ان بقعة نفطية بطول 18,5 كلم وعرض 7,4 كلم تشكلت شرق موقع غرق السفينة، اى بمساحة تقارب 129 كيلومترا مربعا.

وقال المتحدث باسم وزارة النقل الصينية إن "عملية (التنظيف) هذه هى احد الامور التى نوليها اهتماما كبيرا. وهى ضمن اولويات جهودنا. لا احد يريد حصول كارثة ثانوية كبرى"، مضيفا ان التحقيق لا يزال جاريا لكشف أسباب الحادث، ووصف خبير التسرب النفطى فى الاسكا ريتشارد شتاينر الحادث بانه "اكبر حادث تسرب متكثفات نفطية تشهده البيئة فى التاريخ".

وقال شتاينر لوكالة فرانس برس "نظرا الى حالة هيكل السفينة بعد اسبوع من الاشتعال والانفجارات، اعتقد ان ايا من عنابر الشحن او خزانات النفط لم تسلم من الحريق، ما يعنى ان المتكثفات والحمولة النفطية قد تسربت بالكامل".

وأضاف الخبير انه وان لم يتسرب إلا 20% من حمولة الناقلة النفطية الى مياه البحر، فانها كمية تعادل تقريبا كارثة اصطدام ناقلة النفط الأمريكية اكسون فالديز برصيف فى خليج برينس وليام (الاسكا) فى 1989.

وقال الخبير "لا علم لى بحصول حوادث فى السابق تسربت فيها متكثفات نفطية تفوق الف طن فى البحر، وغالبية حوادث التسرب التى نعرفها تقل عن طن واحد"، وتبلغ سعة خزان وقود ناقلة النفط الايرانية الف طن من وقود الديزل الثقيل، بحسب وسائل الإعلام الصينية.

ونقلت محطة "سى سى تى فى" عن كبير مهندسى الإدارة الرسمية للمحيطات فى الصين جانج يونج تقليله من أهمية المخاوف البيئية.

وقال المهندس الصينى إن حمولة السفينة "سانشي" من النفط الخام الخفيف سيكون "تأثيرها اقل على المحيط" من انواع اخرى من النفط، كما سيكون تاثيرها ضعيفا على الانسان نظرا على بعد موقع الحادث عن السواحل.

ووقع حادث الاصطدام على بعد نحو 300 كلم عن سواحل شنجهاى، وقال ما جون مدير معهد الشؤون العامة والبيئية لصحيفة جلوبل تايمز أن غرق السفينة قبل احتراق المزيد من الحمولة النفطية هو "أسوأ سيناريو" كان يمكن ان نشهده.

وحذر ما جون من أن "النفط المتكثف، وهو نوع من النفط الفائق الخفة الموجود على سانشى يختلف عن باقى انواع النفط الخام وهو مادة سامة للحياة البحرية".

وعلى عكس النفط الخام لا تشكل المتكثفات النفطية بقعة نفطية عند التسرب، بل تحدث ما يشبه السحابة السامة من المواد الهيدروكربونية تحت سطح المياه لا يمكن رصدها من الأعلى.

وسيؤدى احتكاك الحيتان والدلافين وطيور البحر والأسماك والعوالق بهذه المواد الهيدروكربونية فى بحر الصين الشرقى الى نفوقها بسرعة أو تعرضها لإصابات تؤدى الى نفوقها فى ما بعد، بحسب شتاينر.

واضاف شتاينر ان المنطقة تشكل موقعا هاما تضع فيه أنواع من الأسماك الكبيرة بيوضها التى "لا شك فى أنها تعرضت" كما اليرقات الى المركّبات السامة.

وقال شتاينر إن "عدم وجود بقعة نفطية تقليدية عائمة لا يعنى ان الأثر البيئى أقل. وفى حين ان المرحلة السامة من التسرب قد تستمر لبضعة اشهر فقط، إلا أن الأضرار التى ستلحق بالسكان قد تستمر لفترة اطول بكثير"، وأنتقد شتاينر بطء تجميع الحكومات للبيانات البيئية.

وقال "بما ان أحدا لم يجر تقييما علميا (للأثر البيئى)، فان الحكومات ومالكى السفن بامكانهم الإدعاء خطأ أن الأضرار كانت محدودة".

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة