طلاق كلمة صغيرة على اللسان ، مدمرة للمجتمع والإنسان ، ترتعد منها فرائص كل أب عطوف ، ويهتز منها قلب كل أم حنون ، فالطلاق لا يبقى للصفاء معنى ، ولا للأنس أثراً ، ولا يأتى على شىء إلا ونسف أواصره ودمر كيانه ، فقد انتشرت حالات الطلاق بكثرة هذه الأيام وخصوصا" بين شباب وفتيات هذا الجيل على أتفه الأمور ، لذا يجب على كل أم أن تنصح ابنتها المقبلة على الزواج بأن الزوجة العاقلة إن إختلفت مع زوجها على أى سبب ، عليها أن ترجئ المناقشة الحادة إلى وقت آخر حين تهدأ اعصابها وأعصاب زوجها ، على إعتبار أن متابعة النقاش تؤدى إلى مزيد من الخلافات والتوترات وفلتان الأعصاب والتمسك بالرأى، وما يستتبع ذلك من خروج عن المنطق وربما الخروج عن ضوابط اللسان الذى يؤدى إلى الطلاق ، وفى نفس الوقت لابد من أن ينفث كل من الزوجين عما فى نفسه من غضب وتوتر فى وقته ، ولكن بحده الأدنى مع التحكم فى ضوابط اللسان ، وعدم المبالغة فى نقاط الخلاف ، وعدم إثارة موضوعات لخلافات سابقة، والأهم من ذلك كله حصر النقاش أو حتى الصراخ فى موضوع الساعة حتى ينتهى الأمر بسلام ، كما تؤكد أحدث نظريات علم النفس التربوى أن كبت الانفعالات وعدم التنفيث عن شحنة الغضب قد يؤدى الى تراكم التوتر حتى لو هدأت الأعصاب ظاهريا" ، وربما يؤدى إلى إرتفاع ضغط الدم . بل إلى الانفجار (الجلطة)، صحيح قد يسبب هذا التنفيث توترا كبيرا لكنه توتر مؤقت يظل أقل خطراً و خطورة من التوتر الذى ينشأ مع بداية الخلاف بين الزوجين ، يبقى أخيرا" القول بأن استقرار الأسرة هو استقرار لتربية سليمة تقدم للمجتمع أفراد صالحين وقبل أن يفكر المرء بالأقدام على هذه الخطوة البغيضة "الطلاق" عليه أن يتذكر أنه يمس بقراره هذا عدداً من الأفراد وليس شريك حياته فقط !
يوسف القاضى يكتب: فى التحذير من الطلاق على أتفه الأسباب
السبت، 13 يناير 2018 04:00 م