أكرم القصاص - علا الشافعي

فى "شارع مصر" تتحقق الأحلام.. مفيش بطالة والشباب بيشتغل ويكسب.. 40 عربة طعام فى مشروع شباب الشروق عنوانها البهجة والأناقة.. مستر "أحمد" ساب الفلسفة ووقف على عربة كبدة.. وإبراهيم ومينا جمعهما مكسب الشيش طاووق

السبت، 13 يناير 2018 12:24 م
فى "شارع مصر" تتحقق الأحلام.. مفيش بطالة والشباب بيشتغل ويكسب.. 40 عربة طعام فى مشروع شباب الشروق عنوانها البهجة والأناقة.. مستر "أحمد" ساب الفلسفة ووقف على عربة كبدة.. وإبراهيم ومينا جمعهما مكسب الشيش طاووق 40 عربة طعام فى مشروع شباب الشروق عنوانها البهجة والأناقة
كتبت نورهان حسن - تصوير محمود فخرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«شارع مصر».. فكرة مشروع حضارى ناجح بدأ فى منطقة شيراتون، لتجميع المشروعات الصغيرة للشباب فى إطار قانونى، وانتقلت الفكرة  إلى مدينة الشروق، على بعد خطوات من بوابة المدينة، حيث تستقر نسخة جديدة من «شارع مصر» بعنوان «شارع شباب الشروق».
 
 
 
 
مشهد يشبه أرقى الشوارع فى دول أوروبا، حيث توجد 40 عربة طعام متنقلة بجوار الأكشاك، التى تطل على مقاعد خشبية ذات ألوان متعددة لجلوس الزبائن، وفى كل ركن من أركان الشارع تجد بهجة حاضرة وقصة كفاح لهؤلاء الشباب الذين وجدوا مكانًا مناسبًا يعملون فيه، ويشعرون فيه بالآدمية.
 
 
هنا يتحقق حلم راود كثيرًا من الشباب الذين حطموا كابوس البطالة، واتجهوا إلى العمل على عربات الطعام المتنقلة، وكانت أشهرهم «فتاة البرجر»، التى ذاع صيتها بعدما تحدث عنها الرئيس السيسى، لتتجه محافظة القاهرة لحل هذه الأزمة بمشروع جديد وفريد من نوعه فى مصر، يحمل اسم «شارع مصر».
 
 

لا أوروبا ولا أمريكا «شارع مصر» آخر مزيكا

«شارع مصر» فكرة جديدة لمحاربة البطالة بين الشباب، لاقت تشجيعًا كبيرًا، خاصة من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، ووصفوها بأنها مشروع أوروبى على أرض مصر، فهى عبارة عن عربات طعام متنقلة، وأكشاك آيس كريم وفيشار ومشروبات ساخنة وعصائر فريش، كما تضم طاولات خشبية للأعمال والحرف اليدوية، تم تنسيقها بشكل حضارى.
 
 
وتحدد المحافظة عددًا من الشروط، حتى يستطيع الشاب الحصول على ترخيص لافتتاح مشروعه فى «شارع مصر»، منها أن يكون من سكان المدينة وألا يكون لديه عمل آخر.
 

شارع شباب مصر بالشروق المكسب عنوانه

وفى  «شارع مصر» بمدينة الشروق قابلنا أحمد عبدالكريم، 28 عامًا، الذى أكد أن أهم ما يميز المشروع أنه يجمع عدة مشروعات صغيرة فى مكان واحد، ويشرف عليه جهاز ناجح، قائلًا: هذه الفكرة تُحيى فكرة تجمع المطاعم والمشروعات الصغيرة، مثلما كان يحدث بمنطقة وسط القاهرة القرن الماضى، كشارعى الألفى وشريف فى وسط القاهرة قديمًا.
 
 
وأضاف: أغلب المشروعات الموجودة فى «شارع مصر» تقوم بعمل  الأكلات الشرقية والغربية، والمصريون يفضلون الأكل «البيتى»، لذلك نعتمد على تجهيز المأكولات فى المنزل، ولا نعتمد على أى مأكولات جاهزة، ونحصل على الخبز من الأفران الموجودة بالمنطقة.
 
 
واستطرد: دخلى اليومى يصل إلى 600 جنيه، ويساعدنى بعض الشباب الذين يعملون معى براتب 3000 جنيه، لافتًا إلى أن مصاريفه الشهرية التى يسددها للجهاز مناسبة ولا تمثل عبئًا عليه.
 
 
فيما قال أحمد محمود، 25 عامًا، صاحب أحد مشروعات الشباب، إنه يبدأ عمله من الواحدة ظهرا حتى الثانية فجرًا، وإن العقد بينه وبين الجهاز يمتد لعام قابل للتجديد فى حالة الالتزام، وتشغيل المشروع بصورة منتظمة، مكملًا: ما يميز الفكرة أنه لا يوجد تنافس بيننا كأصحاب مشاريع، فلكل منا مشروعه الخاص.
 
 
ولفت إلى أنه يحقق مكاسب يومية تصل إلى 800 جنيه تقريبًا، وأن لديه «شيف» متخصصًا يصل راتبه إلى 5 آلاف جنيه.
 
 
و قالت إيمان أحمد، بكالوريوس إعلام، 26 عامًا، صاحبة إحدى عربات الأطعمة السريعة بالشارع: درست التسويق، وفكرت فى عمل عربة بالشارع لإنتاج الوجبات السريعة، لزيادة دخلى بعد تخرجى، وتمكنت من بدء العمل الفعلى فى بداية الشهر الجارى، بعد أن شاهدت الإعلان داخل المدينة، وتقدمت باستقالتى من الشركة التى كنت أعمل بها، مؤكدة أن تقديم المأكولات للمارة يوفر فرصة كبيرة للنجاح.
 

حمص وشوربة عدس

وقالت مها أحمد، الفتاة العشرينية التى دخلت مجال المشروعات الصغيرة بعربة مبتكرة: درست الحقوق باللغة الإنجليزية، وحاولت العمل بإحدى الشركات، ولكننى كنت أحلم بمشروع خاص مهما كان بسيطًا، وبعد عدة محاولات فاشلة نتيجة زيادة الأسعار، شاهدت إعلان مشروع إنشاء شارع مصر فى الشروق بعد نجاحه فى شيراتون، ففكرت فى تقديم أطباق العدس الدافئة والحمص، وكل ما يساعد على التدفئة فى فصل الشتاء.
 
 
وتقف مها أمام قدر ضخم للحمص وآخر لشوربة العدس، و شركاؤها فى المشروع والدتها التى  تحضر العدس، وشقيقها الذى حفزها على المشروع.
 
 

إبراهيم ومينا بيبعوا «شيش طاووق»

وفى منتصف الشارع تلفت انتباهك عربة بها أنوار باللون الأحمر، تستقر أسفل لافتة مكتوب عليها بالإنجليزية، و تماشيًا مع مبدأ «الشغل مش عيب»، ترك إبراهيم أحمد العمل فى مجال الهندسة، واتفق مع صديقه مينا على إنشاء مشروع خاص بهما فى «شارع مصر»، وبالفعل بدأ الشابان بعربة شيش طاووق وكفتة على الفحم، وحرصا على تقديم خدمة تنافس المطاعم الكبرى فى مصر، من حيث جودة الطعام والخامات المستخدمة.
 
 
 
 
وقال إبراهيم: كان التحدى الأول لنا أن نحافظ على جودة الخامات المستخدمة، لذا قررنا منذ البداية أن تكون أدوات الأكل والتغليف جميعها آمنة وصحية، على غرار عدد من المطاعم العالمية فى مصر، وأردنا أن نثبت أنه يمكن الحصول على طعام جيد بجودة عالية وأسعار مناسبة، بعيدًا عن المغالاة التى تفرضها المطاعم الكبيرة، ونتمنى تعميم الفكرة على مختلف أنواع الطعام والشراب.
 
 

إبراهيم أصغر بائع فى الشارع

بعد انتهائه من الثانوية العامة والتحاقه بكلية التجارة، اختمرت فى ذهنه ملامح مشروع مستقبله العملى، ليصبح إبراهيم أصغر صاحب عربة عصائر فى «شارع مصر» ، بعدما أقنع والده بالفكرة، وتقدم للقرعة  وفاز بها بعد استيفائه الشروط.
 
 
ويقدم «هيما» مجموعة من العصائر المبتكرة بالآيس كريم والشيكولاتة، واتفق مع أحد زملائه فى الجامعة على مساعدته مقابل تقسيم الربح شهريًا.
 

الحاجة منال وبناتها الخمسة

الحاجة منال وبناتها خريجات المؤهلات العليا، وجدن فى «شارع مصر» فرصة للرزق بعد وفاة عائلهم، حيث أقنعت إحداهن والدتها وشقيقاتها بفكرة المشروع.
 
 
وتقدم الأم وبناتها كفتة الفحم والشاورما والفراخ المشوية، وقالت الحاجة منال: «عندى 5 بنات كلهم مؤهلات عالية، كليات تجارة وحقوق وآداب، وزوجى متوفى، وللأسف مكنش فى فرص عمل كويسة وقريبة لينا من المدينة، والبنات شافوا الإعلان وقدموا واتقبلوا، وبدأنا من بداية شهر يناير».
 
 
وأضافت: «بنيجى كل يوم من الضهر، نقف فى شارع مصر، وأجهز نفسى علشان نبدأ من بعد المغرب، وبقسم الشغل بينى أنا والبنات، جزء بيجهز الأكل فى البيت وجزء شيفتات على العربية، وبنريح بعض».
 
 
لم يتردد مستر أحمد البوشى، الذى كان يعمل مدرسًا للفلسفة لمدة 9 سنوات، فى المجازفة بترك مجاله ومهنته، ليفتح مشروعًا فى «شارع  مصر» بعد تشجيع زوجته.
 
 
وفى أقل من أسبوع، فكر وقرر ترك التدريس والوقوف على عربة الكبدة  والسجق، اللذين كان يهوى طهوهما فى منزله لزوجته وابنته.
 
وعن مشروعه قال: «أنا مدرس فلسفة من 9 سنين، و التدريس ليس  مهنة مربحة، وأنا متجوز وعندى بنت، ومع ظروف الحياة فكرت أشوف شغل بجانب التدريس، لحد ما شوفت الإعلان،  وأنا أصلا هاوى المطبخ، وجازفت وقررت أسيب شغلى وأبدأ مشروعى الخاص، وزوجتى ساعدتنى ووقفت معايا، وشغالين، والمكسب وبنحاول نبتكر أفكار جديدة». وعن حلمه قال: «حلمى يكون عندى مطعم كبير وعندى أمل أحققه».
 
 
 

عربية العائلات

لمة العيلة مش بس فى البيت، لا دى كمان فى الشغل والشارع على عربية «عم صبح» وعائلته، التى بدأها ابنه كريم بفكرة وجود بزنس عائلى، يضمه مع أشقائه ووالده.. و قال كريم: «عندى 26 سنة، واتخرجت من كلية تجارة، وكنت شغال فى إحدى شركات الاتصالات، وكانت أمنيتى يبقى ليا مشروع وبزنس صغير، ولما شوفت الإعلان فرحت أوى وحسيت إن حلمى هيتحقق، واللى بيساعدنى فى الشغل أبويا وأمى وأخويا وزوجتى».
 
 
وعن تقسيم العمل على العربة، قال: «بما أننا كعيلة، فتقسيمة الشغل سهلة وبنريح بعض، زنا ووالدى بنقف على العربية بين الشواية والجريل،  والجزء الحريمى شغالين فى تجهيز الأكل فى البيت الصبح، ويعتبروا هما الشيف الرئيسى فى العربة، وأيام الويك إند بنقف كلنا بليل علشان الزحمة».
 
 
وقال «عم صبح» والد كريم: «أنا مدير فى إحدى شركات الاتصالات، وكنت بدير مجموعة محلات لفترات طويلة، وابنى بقاله فترة نفسه يفتح مشروع خاص بيه، ولما شاف الإعلان قالى وأنا شجعته، وحاسس إننا بعد فترة نقدر نفتتح سلسلة عربات حتى نصل لمطعم كبير».
 
 
كان رئيس جهاز تنمية مدينة الشروق، شريف حسين، أعلن تجهيز حارة غير مستغلة بالحى الثانى لإقامة مشروع «شارع مصر»، تحت شعار «الشروق أحلى بشبابها»، للمساهمة فى توفير فرص عمل للشباب، أسوة بالتجربة المنفَذة بمنطقة شيراتون بمحافظة القاهرة.
 


 


 
 

 


 

 

 


 

 


 

 


 
 

 
 

 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد محترم

و الصفحة المجاوره تحذير شديد من وزارتي الصحة والتموين للاطعمة الخارجية

واتحدي لو واحد من المسوءلين ان ياكل من هذه العربيات او من اعضاء مجلس الشعب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة