يوسف القاضى يكتب : حرب النغمات

الخميس، 11 يناير 2018 12:08 ص
يوسف القاضى يكتب : حرب النغمات موبايل - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حملت إلينا السنوات الأخيره من القرن العشرين أحد مفرزات التكنولوجيا المتمثلة بالموبايل، أو المحمول­، أو الهاتف، بمختلف أنواعه وأشكاله وتصميماته، التى استحوذت على عقول البشر بمختلف نوعياتهم، الصغار منهم والكبار، المراهقين والناضجين، رجال الأعمال والمسئولين، والعمال والحرفيين، حتى الأطفال، فسوف لا أتطرق إلى الجوانب السلبية لهذا الاختراع حتى لا أقلل من جوانبه الإيجابية، لكن سألفت النظر إلى ظاهرة زادت عن حدها ولم تعد مقبولة أو مستحبة وباتت تفرض نفسها بقوة فى كل مكان هذه الأيام بالذات، فى المساجد، وفى الندوات الدينيه، والاجتماعات الرسمية، والمؤتمرات الشعبية، والمناسبات الاجتماعيه، حتى فى واجبات العزاء، فما أن تدخل لحضور أيا" من هذه المناسبات حتى تنهال عليك صنوف النغمات من كل حد وصوب، منها ما هو هادئ والآخر صاخب، ومنها ما هو نغمات راقصه أو موسيقيه أو مقاطع من أغانى قديمه، أو لمطربين ومطربات هذا الزمان، فيتشتت إنتباه الحاضرين وتخرج المناسبه عن محورها ليتحول الإهتمام إلى الإستماع لهذه النغمات التى تتنامى إلى مسامعك من هذا الذى نسى أن يضع هاتفه على الصامت أو أن يغلقه، أو من هذا الذى يرد على مكالمة آتته من أحد معارفه ليظل يتحدث معه لفتره طويله، فيما يرد أحدهم على زوجته ليخبرها بأنه فى إجتماع رسمى أو فى واجب عزاء، والكثير ممن يطلق العنان لمكالمته همسا" وكأنه فى الخلاء ظناً منه أن أحداً لن يسمعه !

والأمر الآخر الذى بات ممقوتاً من الجميع أن يذهب أحدهم إلى مجالس العزاء وقد نسى أو تناسى أن يغلق هاتفه ليتحف آل الفقيد وذويه بكل ماتشتهى الأذن من موسيقى أغانى رنات موبايله خارقاً جدار قدسية المناسبة ومستهتراً بمشاعر الآخرين، لذا ألم تكن مثل هذه المظاهر من السلبيات التى ينسى معها المرء الإيجابيات التى صنعت من أجلها المويابلات ؟!







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة