"صالون ابن رشد" منبر مصرى جديد لثقافة التنوير

الخميس، 11 يناير 2018 04:00 ص
"صالون ابن رشد" منبر مصرى جديد لثقافة التنوير المفكر الكبير مراد وهبة
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استقبل المثقفون المصريون الصالون الثقافى الجديد الذى أطلق فى القاهرة ويحمل اسم الفيلسوف ابن رشد بارتياح واضح باعتباره منبرًا جديدًا لثقافة التنوير ومواجهة أفكار الإرهاب الظلامى فيما تعيد أنشطة "صالون ابن رشد الثقافى" للأذهان الجدل الفكرى والفلسفى حول العالم بشأن "النسق المفتوح والنسق المغلق". 
 
وفكرة "صالون ابن رشد" التى تبناها وزير الثقافة حلمى النمنم ليجتمع مرة كل شهر تجسد اهتمام وزارة الثقافة بالفكر التنويرى كترياق مضاد للارهاب وأفكاره الظلامية فيما لن يغيب مغزى اختيار اسم الفيلسوف الإسلامى ابن رشد لهذا الصالون الثقافى وهو الذى اقترنت أفكاره فى القرن الثانى عشر بالفكر التنويرى وتعدد الآراء. 
 
وابن رشد هو "أبو الوليد بن احمد بن رشد" الذى ولد عام 1126 فى قرطبة بالأندلس وقضى عام 1198 فى مراكش والى جانب الفلسفة العقلانية التى يعد من أعلامها كان فقيها وقاضيا وصاحب اهتمامات بالفلك والفيزياء والطب.
وفيما عرفت مصر دوما بأنها تربة خصبة للابداع ووطن الفلسفات والمفاهيم والنظريات الثقافية التى تعبر عن رسالتها الحضارية للعالم ، فان الصالونات الثقافية تبشر بمزيد من ازدهار الأفكار والتنوير وهى مسألة واضحة فى "صالون ابن رشد" الذى شارك أكثر من 200 من المثقفين فى احتفالية تأسيسه مؤخرا بالقاهرة.
 
ومن بين الفنانين الذين رحبوا باطلاق هذا الصالون الثقافى وشاركوا فى افتتاحه الفنان محمود حميدة ، ومن الدال أن فعاليات هذا الصالون الثقافى الجديد بدأت فى مقر المجلس الأعلى للثقافة الذى يشكل "عقل وزارة الثقافة" فيما يوضح الأمين العام للمجلس الدكتور حاتم ربيع ان الغرض من إقامة "صالون ابن رشد" الذى سيوالى عقد لقاءاته فى الأحد الثانى من كل شهر توعية المجتمع ضد الأفكار الارهابية الظلامية.
 
ويوضح المفكر المصرى واستاذ الفلسفة الدكتور مراد وهبة ان صالون الفيلسوف الإسلامى ابن رشد يستهدف "اجتثاث جذور الإرهاب". لافتا لأهمية تحويله الى "صالون دولى" فى سياق دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى "لتكوين تحالف دولى فكرى ضد الإرهاب".
 
ويأتى هذا الصالون الثقافى التنويرى الذى يحمل اسم فيلسوف إسلامى دعا للحوار الإيجابى بين البشر فى زمن أمسى فيه الإرهاب يهدد كيان الدول بمؤسساتها لتتحول الى فوضى خالية من العقل.
 
ويشير الدكتور مراد وهبة الى أن "التنوير يعنى الجرأة فى إعمال العقل واقصاء الأوصياء على العقل الذين يسعون لوضع عقل مزيف محل العقل المفكر والناقد او العقل الحر" ، فيما اسس هذا المفكر المصرى الذى ولد بأسيوط فى الثالث عشر من أكتوبر عام 1926 "الجمعية الدولية لابن رشد والتنوير" فى عام 1994.
 
وعرف مراد وهبة بكتاباته وأبحاثه المميزة عن "ابن رشد والتنوير" وانتقال فلسفة هذا الفيلسوف الإسلامى الكبير فى القرنين الثانى عشر والثالث عشر من قرطبة الى باريس "حيث بدأ تشكيل العقل الأوروبى والعقلانية الأوروبية بأنوار تيار الرشدية اللاتينية" ونشطت حركة الترجمة لمؤلفاته فى أوروبا.
 
وتتفق أستاذة الأدب الإنجليزى بجامعة عين شمس الدكتورة منى أبو سنة مع الدكتور مراد وهبة فى أهمية أفكار الفيلسوف ابن رشد التى استفاد منها الغرب فى ظل ما عرف "بالرشدية اللاتينية" فيما لا تخفى شعورها بالتفاؤل حيال "صالون ابن رشد الثقافى" كمنبر جديد لثقافة التنوير ومواجهة الأفكار الظلامية وابطال العقل بينما لفت الشاعر حسن طلب الى وجود رموز أخرى فى تراثنا العقلانى المستنير الى جانب الفيلسوف ابن رشد مثل الشاعر أبو العلاء المعرى والطبيب أبو بكر الرازى. 
 
ولئن طرح الدكتور مراد وهبة السؤال الكبير :"كيف يمكن للحضارة الإسلامية أن تؤدى دورها مجددا فى دفع الحضارة الإنسانية نحو غايتها المنشودة وهى تحرير الانسان" ، فهو يدعو لتشجيع نشر أفكار الفيلسوف ابن رشد تحت اسم "الرشدية العربية" ، ويرى ان القنوات الفضائية التلفزيونية بمقدورها النهوض بدور كبير فى نشر أفكار التنوير "وصولا للعصر المتنور الذى يضم النخب والجماهير أو رجل الشارع معا وبحيث تكون الفلسفة جماهيرية".
 
ومن هنا تتجلى أهمية مد جسور التواصل بين وسائل الاعلام و"صالون ابن رشد الثقافي" ليتعرف رجل الشارع على أفكار هذا الفيلسوف المسلم التى شكلت بعقلانيتها أساسا هاما من اسس النهضة الغربية المعاصرة بفضل ماعرف بتيار "الرشدية اللاتينية" الذى شاع فى جامعات فرنسا وايطاليا منذ القرن الثانى عشر.
 
و"ابن رشد الحى بأفكاره فى الغرب" بحاجة لاحياء أفكاره فى الشرق الذى انجبه فيما سيكون الصالون الثقافى الذى يحمل أسمه فى القاهرة مدعوا لابراز هذه الأفكار التى تشجع النسق الفكرى المفتوح فى مواجهة أفكار النسق المغلق التى تبغض التنوع وتنبذ الآخر والمغاير لتصب فى خانة تمزيق الذات والعالم.
 
فالنسق المفتوح يعنى قابلية للديمقراطية الحقة والتعدد والتنوع الذى يثرى المجتمعات خلافا للنسق المغلق حيث الأفكار الجاهزة وجمود التطور ووأد الخيال واستمرار الممارسات القديمة ولو بأوجه جديدة.
 
ولعل الجدل الفلسفى و"العصف الذهني" الذى يقترن باطلاق "صالون ابن رشد الثقافي"حول قضية "النسق المغلق والنسق المفتوح" يقدم اجابات ثقافية لاشكاليات الجمود والدوران فى الحلقة المفرغة.
 
والنسق كما يقول المفكر المصرى الدكتور مراد وهبة هو "الربط بين جملة افكار ربطا عضويا بحيث لا يتيسر معه فصل فكرة عن الافكار الباقية الا بالقضاء على النسق كله " فيما يوضح انه كان مهموما منذ خمسينيات القرن العشرين بمفهوم النسق عند كل من الفيلسوف الألمانى كانط والفيلسوف الفرنسى برجسون.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة