سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11.. يناير 1895.. أبناء «إسماعيل باشا» يرجون حفيده الخديو عباس الثانى بإعادة والدهم المريض من تركيا

الخميس، 11 يناير 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11.. يناير 1895.. أبناء «إسماعيل باشا» يرجون حفيده الخديو عباس الثانى بإعادة والدهم المريض من تركيا الخديو عباس حلمى الثانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يبت الخديو عباس حلمى الثانى فى طلب جده الخديو المعزول «إسماعيل باشا» برغبته بالعودة إلى مصر من «الأستانة» بتركيا لمرضه الشديد، لكن «أحمد شفيق باشا» رئيس ديوان «عباس» يؤكد فى مذكراته، الصادرة عن «الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة»، أنه وعد أن يبذل وسعه لتحقيق هذه الأمنية، وتقرر أن يسافر إليه من أبنائه «أعمام عباس» البرنسان إبراهيم باشا حلمى وفؤاد «راجع: ذات يوم 6 يناير 2018».
 
كان إسماعيل يقضى سنواته الأخيرة فى تركيا بعد سنوات من عزله «يونية 1897» وإقامته لفترة فى إيطاليا، وداهمه مرض «الاستسقاء»، وكان تقدير الأطباء وفقا لشفيق باشا بأن «الأمل ضعيفا فى شفائه»، ويؤكد «شفيق» أنه فى يوم 11 يناير «مثل هذا اليوم» 1895، وردت برقيات من البرنسين إبراهيم باشا حلم، وفؤاد باشا، ومن أطباء والدهما، بأنه ظهر من المباحث الطبية التى أجريت أخيرا، أن إسماعيل مصاب فوق الاستسقاء بالالتهاب والسرطان المعويين، وأنه لابد من انتقاله إلى بلد حار كمصر لتغيير الهواء، وهم يرجون الخديو عباس التصريح لجده بأن يعود إلى الوطن.
 
يصف «شفيق باشا» حال «عباس» حين تلقى البرقيات، قائلا: «بدا على وجه سموه شديد الكدر عند قراءة هذه البرقيات، وتشاور فى الأمر مع رجال المعية مظهرا ميله الشديد للموافقة، واستقر الرأى على دعوة مجلس النظار «الوزراء» ليبحث هذه المسألة، ولكن المجلس ما كاد ينعقد حتى أصر على قراره الأول»، وكان القرار الذى اتخذه «النظار» يوم 7 يناير 1895 بالتباحث مع الخديو عباس هو «ألا تفتح هذه المسألة فلعلها تجر إلى أزمات سياسية»، ويؤكد شفيق، أن سبب رفض «النظار» يعود فى الأساس إلى «أن إنجلترا تأبى مثل هذا التصريح، فضلا عن أن السلطان العثمانى «عبدالحميد» لا يريده، ووقف الأمر عند هذا الحد»، وطبقا لذلك فإن الحكومة كانت فى واقع الحال تنفذ رغبة «إنجلترا» التى تحتل مصر.
 
أثير الموضوع مرة أخرى فى مجلس النظار يوم 23 يناير، وتمسك المجلس برفضه، بل وقرر بحسم «اعتبار هذه الجلسة هى الأخيرة فى بحث هذه المسألة رسميا» وفقا لشفيق، مضيفا: «أخذ اليأس يتسرب إلى النفوس من أن المريض لن يشفى ولن يعود، وبعد انقضاء أسابيع عادت أنباء إسماعيل تقرع الأسماع منذرة بالخطر القريب، فسافر محمد راتب باشا السردار الأسبق إلى الآستانة».
 
سافر «راتب» كى يدق الأبواب فى الأستانة أملا فى أن ترق القلوب لعودة المريض، ويذكر شفيق، أنه بعد وصوله جاءت برقية منه تؤكد أنه «عرض على كبير أمناء الباب العالى ملتمس إسماعيل فى رجاء قبول أمنيته بالسفر إلى مصر لتبديل الهواء تلبية لنصح الأطباء، وأنه لما عرض الملتمس على السلطان «عبد الحميد» وعد بالنظر فيه متى وردت مكاتبة من الخديو إلى السلطان»، وعليه أرسل «إسماعيل» برقية إلى حفيده الخديو عباس يستعطفه فيها بأن يلتمس له الأذن من السلطان بالعودة إلى مصر، وعلى أثر ذلك عاد الخديو للبحث مع النظار فى الأمر من جديد، فأصروا على موقفهم السابق ولمحوا بأنهم يفضلون الاستقالة إذا لم يحترم رأيهم، ويؤكد شفيق، أن الخديو رد على طلب جده بشديد الأسف لأنه لا يستطيع أن يجيب هذه الرغبة، لأنه يعمل بالاشتراك مع نظارة اتباعا للخطة التى سنتها الخديوية المصرية من عهد إسماعيل، والنظار مصرون على رأيهم، ولهذا يتعذر مخاطبة الباب العالى فى مثل هذه المهمة».
 
بعث الخديو بهذه البرقية وهو متألم «لوقوف نظاره منه هذا الموقف»، وكان»رياض باشا هو رئيس النظار وقتئذ، ويصفه «عباس الثانى» فى مذكراته «عهدى» الصادرة عن «دار الشروق» بقوله: «كان عديم القدرة، غير مهذب، ومهينا لمن هم أقل منه، وكان فى مستوى أقل من تحمل المسئولية، ومع ذلك اضطررت لتحمله طبقا لرغبة «المندوبية»، ويشير «شفيق باشا» فى مذكراته إلى أن نوبار باشا «الناظر» فى حكومة رياض، كان أكثر المتشددين فى رفض عودة «إسماعيل»، ويؤكد شفيق أن هذه المسألة كانت من البواعث إلى تفكير الخديو من التخلص من نوبار الذى أحس بذلك، لكنه كان يرى نفسه مؤيدا من الإنجليز.
 
يؤكد «شفيق» أنه فى يوم 27 فبراير وردت أنباء منذرة بتفاقم الخطر، وبأن إسماعيل أوصى بدفنه فى القاهرة، وأدى ذلك إلى أن يخيم الحزن والصمت على السراى»، لاسيما بعد أن أصبح مقررا أن لا عودة للخديو المعزول إلى مقره وهو على قيد الحياة، ولم يمض يومان حتى ورد البرق بنعيه فى صباح يوم 2 مارس 1895، وأنه أوصى قبيل وفاته بجميع أملاكه وأمواله إلى قريناته الثلاثة، واختار البرنس إبراهيم حلمى باشا، ومحمد راتب باشا للوصاية عليهن.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة