خيم الحزن الشديد على أهالى عزبة المقلة التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، اليوم، بعد تشيع جثمان الطالب "أحمد رفعت عبد العزيز" 15 سنة بالصف الثالث الإعدادى، فى جنازة كبيرة بكى فيه الكبير والصغير، حزنا على الطريقة البشعة التى قتل بها الطفل، الذي يحظى بحب الجميع لكفاحه وأخلاقه واجتهاده في دراسته.
صورة أخرى لوالد الطفل
توصل ضباط البحث الجنائى بمديرية أمن الشرقية، لكشف غموض اختفاء الطفل فى أقل من 48 ساعة من العثور عليه مقتولا بأرض زراعية بقرية السعدية مركز بلبيس، حيث تبين قيام شابين باستدراجه لتوصيلهما وقتله وسرقة التوك توك وبيعه بـ2000 جنيه لشراء الهيروين.
"حسبى الله ونعم الوكيل.. العوض على الله، أحمد"كان إبنى وصاحبى وسندى كنت بعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة وكان أقرب أبنائى لقلبى، كان راجل في شكل طفل، يعتمد عليه ويتحمل المسئولية فى حالة عدم تواجدى بالمنزل، ضهري اتكسر خلاص من بعده، ابنى عمل لهم أيه يتخلصوا منه بالطريقة البشعة دى"، هكذا روى"رفعت عبد العزيز أحمد" 47 سنة سائق"، تفاصيل الحادث البشع الذى تعرض له نجله.
وقال الأب المكلوم:""أحمد" كان في المدرسة وشغال على توك توك، بينفق على نفسه ويوفر مصاريف ملابسه ودورسه، وعمره ما طلب منى جنيه بالعكس كان بيساعدنى، والعام الماضى رفض ياخد دروس في مدرسته وحصل على المركز الثاني، وهذا العام قالى "يابابا أنا لازم أشتغل لكى أنفق على نفسي وآخد دروس لكى أحقق التفوق، هو طالب بالصف الثالث الإعدداي بمدرسة وجيه أباظة بكفر أبو شحاتة، واشتغل على توك توك، مقابل حصوله علي ثلث إيراده يوميا من صاحبه".
وتابع الأب:"أحمد اختفى يوم السبت الماضي، كان معايا بالمنزل الساعة 4 ونصف، طلب من والدته تحضر له الطعام، فطالبته بتناول سندوتش لحين الانتهاء من إعداد المحشى، وخرج من المنزل وآخر جملة قالها لى" أوعى يا بابا تتعشي إلا ما أرجع .. استنانى"، ثم ينهمر الأب في الدموع قائلا: "أحمد كان الابن والصاحب في نفس الوقت، لو فى يوم كنت تعبان كان ممكن ياخد العربية يوصل الناس بيها، لكن أنا كنت بخاف عليه من الطريق، وهو كان شغال على التوك توك بالقرية ولم يخرج لأماكن بعيدة.. لكن ولاد الحرام ضحكوا عليه".
ويسطرد الأب: "بعد العشاء بدأت اقلق، لأنه لم يعد للمنزل وغير متعود يتأخر عن العشاء، وبدأت أبحث عنه بعد غلق هاتفه، إلى أن حررت محضرا باختفاءه بمركز شرطة منيا القمح، وفي عصر اليوم الثانى للإختفاء، وأنا جالس بمنزلى أنتظر الفرج، جاءنى اتصال من رئيس مباحث بلبيس، يخبرني بأن "أحمد" في مستشفي بلبيس ولابد من الذهابه لمقابلته، فذهبت مسرعا، وجدت نجلى ابن عمرى جثة فى المشرحة.
وعاود الأب للبكاء مرة ثانية، قائلا:"نفسى أعرف ابنى عمل لهم أيه، يا ريتهم سابوه وطلبوا منى فلوس كنت بعت جلبيتى وإدتهم الفلوس، دول شنقوا "أحمد" بعد ساعتين من خطفه وكأنه ارتكب جريمة لكى ينفذ فيه حكم الإعدام شنقا".
وأوضح أن ضباط مباحث منيا القمح الرائد أحمد حسن، والرائد نبيل غيث رئيس مباحث منيا القمح، تمكنوا من كشف القضية وضبط المتهمين، مضيفا:"ربنا يحميهم هما وكل رجال الشرطة المخلصين، وإن شاء الله حق أحمد هيرجع بالقانون لاننا في دولة قانون وعدل وربنا اسمه العدل".
فيما انهمرت الأم فى البكاء، قائلة: " حسبى الله ونعمة الوكيل فى كل اللى ضر ابني، ابنى كان طيب، يارتهم خدوا لحم جتتى وسابوه، كنت قلعت عنيا أدتهم لهم ومشيت عمياء وابنى فضل سليم"، وطالبت بالقصاص العادل من المتهمان.
بداية الواقعة، كانت بتلقى اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد والى، مدير المباحث الجنائية، بورود بلاغًا بالعثور على جثة "أحمد رفعت" 15 سنة، مقيم بعزبة الملقة بمنيا القمح، داخل أرض زراعية بقرية السعدية ببلبيس.
وتبين من المعاينة الأولية، أن الطفل مات مخنوقًا بكوفية ملفوفة حول رقبته دون وجود آثار مقاومة، فيما أشارت أسرته إلى أنه متغيب منذ مساء يوم الحادث، بعدما استقل توك توك ولم يعد من وقتها حتى العثور على الجثة، تم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى منيا القمح تحت تصرف النيابة العامة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم .
فيما تمكن ضباط مباحث منيا القمح من كشف غموض الواقعة، وتبين قيام شابين من قرية الجديدة منيا القمح، باستدراج الطالب لتوصيلهما إلى مكان ما، وفي الطريق قاما باستدراجه إلى ناحية مركز بلبيس، والتخلص منه جثته، بعد خنقه بكوفيه، وبيع التوك توك بـ 2000 جنيه لشراء مخدر الهيروين.
وتبين من التحقيقات قيام " كريم ف ال " وأحمد ر ن" 18 سنة و16 سنة مقيمين قرية الجديدة مركز منيا القمح، باستدراج الطفل لتوصيلهما إلي أحد الأماكن، وفي الطريق قاما بخنقه بكوفيه أحدهما، وشل حركته بعد ضربه لسرقة التوك توك منه وعندما قاومهما قاما بقتله والتخلص من جثته بأرض زراعية بقرية السعدية مركز بلبيس.
وكشفت التحقيقات، أن المتهمان من متعاطي مخدر الهيروين، وأنها كان يبحثا عن أى نقود لشراء الهيروين، ففكرا سويا فى ارتكاب تلك الجريمة الشيطانية، وقاما ببيع التوك توك لشخص بقرية السعدية بمبلغ 2000 جنيه، وشراء هيروين بجزء من المبلغ.
وتمكن ضباط المباحث من التوصل للمتهمين فى أقل من 48 ساعة من الواقعة، من خلال تتبع خط سير المجني عليه، وتبين أن آخر مشاهدة كانت له مع المتهمان، وتم القبض عليهما وبحوزتهما 1000 جنيه من ثمن بيع التوك توك واعترفا بإرتكابهما الواقعة، وعرضهما على النيابة العامة.
والدة الطفل تطالب بالقصاص
