أجمل اللقاءات التي تأتي صدفة ودون تدبير، رأيتها للمرة الأولى في جمع عام ، هادئة وديعة للغاية كقط سيامي ، تختفي خلف منظار طبي يأكل مساحة لا بأس بها من وجهها ، وكأنما تحرص على رؤية الدنيا من خلف لوح سميك من زجاج ولا أعلم إن كان ذلك بحكم نشأتها أو لصدمات كثيرة مرّت بحياتها. رزينة الخطوة تتكلم بحساب وتتأنى كثيرا في اختيار مفرداتها .
اقتربت منها بحذر ، فوجدتها نسجت لنفسها عالم خاص بها ، كأنما تتمرّد وتُعلن تحديا صريحا للواقع بكل سخافاته وآلامه، يتهيّبها القريب قبل البعيد ، دار بيني وبينها جدل كبير حول نشاطها فوجدت إصرارا وعنفوانا كبيرين على طريق خطّته بيديها وأمر عزمت عليه من قبل وأسرّت إلي بتفاصيل مشروع كبير نذرت له جزء من حياتها .
قلت لنفسي في نهاية الحوار معها : نقابل كثيرين يوميا ولعشرات السنين ، يمّرون بحياتنا وغالبيتهم لا يتركون أثر بطريقهم ، والنذر اليسير يدرك طريقه جيدا ويعلم ما يريد,قطع شرودي طائر صغير يسعى للطيران ما وسعته قدرته للحاق برفاقه . فتأكدت أن العلم والارادة كفى بهما هاديان للفرد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة