محمد عبد الفتاح السرورى يكتب: "خمسينة وكشرى وزردة" تعددت المسميات وعشق الشاى واحد

الأربعاء، 06 سبتمبر 2017 10:00 ص
محمد عبد الفتاح السرورى يكتب: "خمسينة وكشرى وزردة" تعددت المسميات وعشق الشاى واحد شاى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتل الشاى مكانة كبيرة لدى المصرى، وهو فى ذلك لا يختلف كثيراً عن كثيرٍ من شعوب العالم التى تُكن احتراماً كبيراً لهذا المشروب ذى الشهرة العالمية.. فبه يبدأ اليوم ويتوسط وإليه ينتهى، وذلك عند غالبية المصريين على اختلاف طبقاتهم الاقتصادية والاجتماعية.

 

ومن المصطلحات الشعبية المتداولة لدى الطبقات الشعبية فى مصر.. مصطلح "الاصطباحة" وهو أحد الاشتقاقات اللغوية من الصباح أو "الصبح" كما ينطقها المصريون والاصطباحة عند المصرى تعنى الجلوس على المقهى وشرب الشاى بالحليب، وهذا بالنسبة لطبقة الحرفيين والعاملين باليومية وهم كُثر فى المجتمع المصرى.

 

أما فى المستويات الأعلى اقصادياً فلا يختلف الحال كثيراً اللهم إلا فقط فى مكان تناول الشاى فبدلاً من المقهى تكون النافذة أو البلكون.. والقاسم المشترك بين الجميع هو ارتشاف الشاى بالحليب فى الصباح قبل النزول من المنزل على أى حالٍ.

 

أما فى فترة الظهيرة فلا يكاد الشاى يفارق حلوق المصريين على الإطلاق فهو مشروب الضيافة الأول سواء فى مقر العمل الخاص أو الحكومى أو حتى فى  الضيافة المنزلية، كما أنه المشروب الرئيسى بعد تناول وجبة الغداء.

 

وحتى حال التريض فإن الشاى يُعد مشروباً آمنا لدى الطبقة الوسطى، حيث يستطيع المرء طلبه وهو جالس على المقهى وهو ضامن أن سعره فى متناول يده.

 

أما فى المساء فالحال لا يختلف كثيراً فهو نديم المصريين أينما حلوا ومن العادات الغريبة عند المصريين هو حرصهم على تناول الشاى أثناء مشاهدة مباريات كرة القدم.

 

يختلف نطق الاسم فعند أهل الإسكندرية يُنطق بدون مد الألف لكن بتشديد الياء (شىّ).. على عكس أهل العاصمة (القاهرة) الذين ينطقون اسمه مصحوبة بتمديد الألف (الشاااى).. كما تختلف أيضاً أسماء الشاى طبقاً لطريقة تحضيره ففى الثقافة الشعبية المصرية يعرف نوع معين من الشاى بأنه شاى (كشرى) أى الشاى الذى لا يغلى مع المياه فى البراد بل يوضع جافاً فى الكوب ويصب عليه الماء الساخن.

 

وعند أهل الصعيد (وجه قبلى بصفة عامة) لهم طريقة معينة فى تحضيره ويسمونه شاى (زردة) وهو الشاى الثقيل... أما المصريين  فى وجه بحرى يشّبهون الشاى الثقيل بأنه (حبر) أى ثقيل جداً مثل الحبر.

 

أما أهل النوبة فى أقصى الجنوب فقلما يتناولون الشاى سادة لكنهم يفضلون الشاى بالحليب، وذلك طوال اليوم وليس فى الصباح فقط على عكس أهل الإسكندرية والوجهين البحرى والقبلى على حدٍ سواء، ولاتزال أجيال النوبيين حريصة على هذه العادة التى من السهل ملاحظتها بين مختلف الأعمار.

 

أما الشاى فى الخمسينة وهو الشاى المُعد فى كوب صغير.. وهو تعبير مشهور جداً فى مصر.

 

الملاحظ أن الكثير من المصريين لا يحبون تناول الشاى فى فنجانٍ، لكن فى كوب عادى.. ويمتاز المصريون بطريقة معينة فى مسك بالكوب من أعلاه.

 

ونبات النعناع  من أشهر الإضافات التى تضاف إلى الشاى وهو محبب لكثير من المصريين.. بل نكاد نجزم أنه لا يوجد مصرى لم يشرب شاياً بالنعناع يوماً ما والبعض يفضلونة بالقرنفل لكنهم  قليلون جداً.

 

وإذا كان من عادة الأنجليز المعروفة هو تناول شاى الساعة الخامسة فإن المصريين كان لديهم عادة مشابهة وهى عادة شاى العصارى تلك العادة التى كانت منتشرة فى الريف المصرى قبل أن تتغير الأحوال وتتبدل الأزمنة.

 

كما اختلفت المناداة على الشاى عن ذى قبل فكانت من أشهر الجُمل المصرية الكلاسيكية وهى الجملة التى طالما قيلت فى الأفلام السينمائية (وعندك واحد شاى وصلحه) لم تعد تقال اليوم.. على عكس جملة شاى فى الخمسينة كما ذكرنا آنفاً.

 

أما الشاى المثلج فهو غير منتشر فى مصر.. بل إنه غير معروف من الأساس عند غالبية المصريين على الإطلاق.

 

ولايزال الشاى فى نفس المكانة التى تبوأها منذ القدم دون أن ينازعه مشروب آخر حتى الآن.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة