بعد ثورتى 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013 ( التصحيحية ) كان الأمل وكل الأمل فى إعادة بناء مصرنا الحديثة على أسس سليمة تتقدمها الوطنية الصادقة والذوبان حبا فى تراب الوطن، لتحقيق أهداف من بينها تحقيق العدالة الاجتماعية تعلوها الكرامة الانسانية وسلوك حضارى به يتم تحسين وجه مصرنا الحبيبة تحت مظلة الحرية الحقيقية .
ولكن وأسفاه كأننا كنا على موعد مع الانهيار الأخلاقى فعن مانسمعه فى الشوارع حدث ولا حرج ... وعما نراه من سلوكيات بين الناس فإن العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراق القيم والمبادئ والمثل والاصول التى تربينا عليها منذ نعومة أظافرنا لمحزونون، نحن فى حاجة إلى ضرورة اعادة بناء الانسان وفق تعاليم الاديان السماوية ... بدءا من اولى مراحل التعليم ... ففى اليابان يتم تدريس مادة ( الطريق الى الاخلاق ) مع بداية التعليم الاساسى لبراعم الدولة ... ونحن افتقدنا هذا الطريق على مستوى الاسرة فى اولى مراحل التنشأة ... وتدريسا فى مرحلة التربية التى كانت تسبق التعليم ( آنفا ) ... وايضا على مستوى المجتمع ومن ثم سلوكا بين المرء والاخرين ... بين المرء والدولة ... بين المرء والمسجد ... بين المرء والوطنية ... ونحن لا نريد تدريس تلك المادة وحسب ... ولكن نحن فى حاجة ماسة الى تدريس الطريق الى معرفة الله ... الطريق الى معرفة صحيح الدين ... الطريق الى فقه السنة النبوية المطهرة ... الطريق الى الخوف من الله ورجاء رحمته املا فى جنته ... الطريق الى الوطنية السلوكية البناءة ... الطريق الى الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ... نحن فى حاجة الى طريق فيه نرى احترام الصغير توقيرا للكبير ... نحن فى حاجة الى طريق تطعيم اللسان بجمال القول والبعد عن كل فحش ... وتنقية النوايا والبعد عن سوء الظن ... نحن فى حاجة الى تنقية الاذان من الاستماع الى سوء القول والتشهير بكل شريف ... نحن فى حاجة الى تنقية طريق النجاح من اعداء النجاح ... نحن فى حاجة الى العديد من الطرق ليس فيها محطات توقف ... وانما تتواصل الرحلة لاعادة بناء الانسان المصرى كما كان عليه سابقا ... لتحيا مصر تعلو هامات السحب قولا وسلوكا وتظل منارة للعالم بشهامة اولادها وتاج حسن اخلاقهم ... وتحيا مصر ... تحيا مصر ... تحيا مصر .
