لا يستطيع صائدو السمك ومراكب الصيد وتجار بيع الأسماك فى سوق أسماك السويس الاستغناء عن طاولات السمك، فهى بالرغم من بساطتها ولكنها لا يمكن الاستغناء عنها لأن عدم وجودها يتسبب فى إفساد الأسماك، فهى تستخدم فى نقل السمك بعد اصطياده ونقله إلى الأسواق وبيعة فى محلات بيع الأسماك، ومعروف بالسويس أن أقدم صانع لطاولات السمك هو "عم خميس".
وخميس إبراهيم 66 عاما من أبناء محافظة السويس يعمل فى صناعة طاولات السمك منذ 50 عاما وبالرغم أنه أقدم صانع لطاولات السمك ولكنه مازال يعمل لدى تجار بيع وتأجير طاولات السمك مقابل 150 جنيها للطاولة الواحدة و20 جنيها للراغبين فى التأجير فى اليوم، ولكنه فى النهاية هو الأشهر نظرا لشعبيته بين صائدى وتجار السمك.
ونجح خميس صانع طاولات السمك فى تربية أبنائهم حتى تخرجوا من الجامعات وبالرغم من أنه جد لعدد من الأطفال، ولكنه مازال صادم ويوميا 6 صباحا يخرج من بيته ولا يعود سوى الساعة الخامسة مساء، من أجل أن يظل يعتمد على نفسة فقط ويوفر لبيتة مستلزماته من خلال قيامة بصناعة طاولات السمك.
وقال خميس إبراهيم، إننى منذ 50 عاما أعمل فى مهنة صناعة طاولات السمك وسأظل حتى أموت أعمل، فانا لا أعرف شئيا فى الحياة سوى العمل، وأعلم أن البعض يقلل من أهمية مهنتى ولكننى مقتنع بها وبأهميتها لأنه بدون طاولات السمك لا يستطيع الصيادين أو تجار السمك نقل الأسماك، خاصة أن كل محاولات استبدال طاولات السمك بـ"طاولات" بلاستيك فشلت، لأن البلاستيك لا يساعد فى حفظ الأسماك مثل الخشب.
وأشار خميس إبراهيم، أن طاولات السمك الخشبية، بجانب انها تساعد على حفظ السمك فهى صحية ولا تتسبب فى حدوث روائح من أى نوع خاصة مع استخدام الثلج الذى يوضع على السمك فى طاولات السمك، ومن يركز قليلا سيعلم أن طاولات السمك موجودة منذ لحظة صيد السمك وعندما يتم نقل السمك من المراكب تستخدم الطاولات وعندما يوزع السمك على التجار لبيعه يقوم التجار بعرض السمك داخل طاولات السمك لذلك هى الشىء الهام الذى لا يشعر به أحد، مشيرا أنه يتم شراء الخشب الخاص بصناعة طاولات السمك من تجار الخشب بالسويس والقاهرة ثم سيتم البدء فى تصنيع الخشب حتى يصبح طاولات سمك.
وأكد خميس، أنه يعمل لدى تاجر طاولات السمك ولا يمتلك محل لبيع وتاجر طاولات السمك ولكن جميع العاملين بمهنة الصيد وتجارة السمك وهم آلاف الأشخاص داخل المحافظة يعرفونى جيدا ويتعاملون معى باستمرار، مؤكدا أنه يحمد الله على محبة الناس.
واستكمل خميس، أن أبنائى محترمين ويحاولون أن يساعدونى بعد تخرجهم من الجامعات ولكننى رفضت لأننى أريد أن أظل أعمل وواقف على قدمى حتى الموت، لأننى تربية وتعلمت على أن الرجل هو العمل وأن الكسل هو موت الرجل وسأظل أعمل.
من جانب آخر، قال عوض رزق، تاجر سمك بالسويس، إنه لا بديل عن طاولات السمك فى استخدامها فى نقل السمك بعد صيده وحتى عندما يتم عرضة فى الأسواق، لأن الخشب يساعد على حفظ السمك ونحن بالفعل حاولنا استخدام طاولات بلاستيك ولكن التجربة بالفعل فشلت وسنظل نستخدم طاولات السمك.

عم خميس

خميس يعمل منذ 50 عاما

طاولات السمك

طاولات بعد الانتهاء من التصنيع

السمك داخل الطاولات

خميس يعمل

عم خميس يرفض الاعتزال